مقالات سياسية

(قُبّة البرلمان).. الجري والطيران..

• منهج جديد يتبعه المسؤولين يظنون بأنهم ومن خلاله يستطيعون أن يفتحوا (نفاجات) تمُر منها المبررات لحالة العجز التام التي تعيشها البلاد الآن.

• منهج (الاعتراف) بالأزمة التي تعيشها البلاد و(الاستدراك) بالقول بأن هنالك من يحاول أن يصعد على كتف هذه الأزمات التي لم نسجل حتى الآن اعترافاً مباشراً من مسؤول بأنهم يتحملونها منفردين دون أي استدراكات.

• (رئيس البرلمان).. وكبير الهيئة التشريعية في السودان/ إبراهيم أحمد عمر في الجلسة الافتتاحية للهيئة التشريعية اكتشف مكوناً جديداً في (الذرّة) يستحق أن يُسجل كبراءة اقتراع أو كسبق علمي في الملكية الفكرية لهذا الاكتشاف وهو يقِر بتحمل الهيئة التي يشغل منصب رئاستها المسؤولية مع الحكومة في الضيق والشدّه التي يعيشها المواطنين.

• (المواطن) اكتشف هذا الأمر مُبكراً ويعلم من المسؤول ومن المتسبب ومن الذي قادنا ولازال يقودنا في هذا النفق الضيق من الأزمات والمشكلات وهو لم يُعد على استعداد لمنح المزيد من عُمر الشعب السوداني حتى (يجتهد) هو ونواب برلمانه وحكومتهم حتى يفتح الله عليهم بتفكير جديد يُخرجنا من الأزمة.

• يتحدث من تحت (قُبة البرلمان) وكأنها تحجب رؤيتهم عن ما يدور خارجها قائلاً بضرورة الانفتاح على الناس بدلاً عن التضييق عليهم بحسب خبر صحيفة (الجريدة) بالأمس.

• (ضاق) الوطن و(اتسعت) الزنزانة يا سعادة رئيس البرلمان ولو أنك كنت قد نظرت من شرفات البرلمان المُطلة على قصر الشباب والأطفال بدلاً من إدارة خُطب ونقاشات لا تُغني من جوع تحت قبة البرلمان لأدركت حجم الكُلفة التي دفعها مواطنين عُزل من حُريتهم في مقابل رغبتهم فقط في إيصال مذكرات (شكواهم) إليك كرئيس للبرلمان ولن يبيعوك (مظلمتهم) ولو منحتهم في مقابلها كل عمرك الذي أمضيته في السلطة.

• دفعوه برضاهم أو بدونه ليقولوا لك ما فهمتها أخيراً بأن الانفتاح على الناس أفضل من (التضييق) الذي تمارسه السلطة (التنفيذية) على مرأى ومسمع من كل (القوانين) التي وضعتم عليها خاتم سلطة التشريع تحت قبة البرلمان.

• ليس الأصل في مسؤوليات (البرلمان) أن يصِف فقط الراهن السياسي في السودان والإقرار بأن الأوضاع فيه (قابضة) واستثنائية لأن هذا صار من المعلوم بالضرورة لأي مواطن سوداني والغير معلوم هو الإجابة على سؤال ما هو دور البرلمان حيال ذلك الضيق والشدة.

• بل ماهي الحاجة للبرلمان نفسه و(الاستثناء) يصبح أصلاً في مواجهة الشعب السوداني؟؟

• والسيد / إبراهيم أحمد عمر رئيس البرلمان ليس وحده في هذا الموقف الغريب وإنما يتقاسمه معه آخرين حيروا (الحياد) في نفسه وهم لازالوا يرتدون (قفاطين) المُعارضة و(عمائم) النظام في آن واحِد ليكون هذا الزي (مُشاتراً) جداً وغير مناسب للظرف الوطني.

• خطاب (المعارضة) الذي يتبناه الاستاذ/ كمال عمر القيادي بحزب المؤتمر الشعبي ورئيس كتلة التغيير تحت ذات (القُبة) البرلمانية هو (المقال) في (المقام) الخطأ.
• أُبُهة القاعة البرلمانية والصفة النيابية التي تخوّل الحديث داخلها لازالت تعجبهم وتشكل سطراً مهماً في سيرتهم الذاتية وتصنع لهم (لافتات) يمشون تحتها في الشارع العام.

• (جري) الحكومة ومؤسساتها و(طيران) الخطاب المعارض والمنتقد للسلوك الحكومي أمران (متوازيان) ولا يُمكن الجمع بينهما إطلاقاً في هذا الظرف الوطني الدقيق.

• مفهوم جداً أن لا يفيق رئيس البرلمان ولا يصحو الضمير الوطني عنده بحكم ارتباطه التنظيمي والتاريخي بالنظام إلا أن الغير مفهوم هو موقف هؤلاء الذين لا زالوا يعتقدون بأن فرصة النقاش التي تمنح لهم بمزاج النظام تحت قبة البرلمان يمكن أن تجعل الشعب السوداني راضياً عن أدائهم فيها.

• مثل هذه التعليقات على الخطاب الحكومي لا تساوي ثمن اللحظات التي تضيع في قراءتها طالما أنها تُقال تحت قُبة النظام.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..