مؤهلات الدعم الصفوي..!!
سفينة بَوْح
لما أنِف العقلاء من الكفاءات المحلية والمهاجرة عن المشاركة في حكومة الأزمة ، لأسباب لا تحتاج إلى شرح ، خصوصاً إذا كان المدعوين للمشاركة من أولئك الذين لم يزالوا يحملون على كاهلهم مجموعة القيَّم والأخلاقيات والمباديء التي تُساند ما يمكن أن يُحكى فيما بعد عن تاريخهم السياسي أو الشخصي البحت ، أصبحت المشاركة عبر الإستوزار في حكومةٍ يقف ضدها الجاهرون بالرفض في الشوارع والصامتون (إلى حين) غبناً في البيوت ، هو بالنسبة إلى (الكفاءات) الحقيقية بمثابة إنتحار تاريخي ، وتلطيخ بحبر الإنتهازية في سجل سيرتهم المهنية والذاتية ، والأسباب تعلمها حكومة إيلا قبل العامة ، ويأتي في مقدمتها إبحار زورق الإنقاذ عكس التيار ولم يبق لمثوله للغرق قيد أنمله .
لم يُخيِّب ظني الأستاذ / السمؤل خلف الله إبن الحركة الإسلامية البار ، والذي لم تُبِرهُ حكومة المؤتمر الوطني إبان كان وزيراً سابقاً للثقافة ، حينما أراد (أن يقف على مسافةٍ واحدة) ، صدقاً لا (تكتيكاً) من جميع مكوِّنات وإتجاهات الحراك الثقافي القومي ، فأصابه الضُر والظلم والتنكيل ، من ذلك الغول الذي يمثل وجهاً آخراً من أوجه الفساد الذي ساد في هذا الوطن والذي يُمكن التعبير عنه بـ (مافيا مناهضة الكفاءات وإبعادها ، والإمعان من إعلاء شأن الفاشلين وأنصاف الموهوبين في كافة القطاعات) ، هكذا أراد السمؤل خلف الله مهما كانت واجهات أسبابه (الدبلوماسية الَّلبِقة) التي أبداها للإعتذار عن منصب وزارة الثقافة ، أن يحافظ على تاريخه المهني والشخصي في زمانٍ تلوَّثت فيه صحائف المتضامنين مع فئةٍ لم تزل تقارع الشعب بالعنف الأمني والقانوني والسياسي والثقافي والإجتماعي على مسرح هذا الواقع المرير.
أما روضة الحاج ربيبة دهاليز الحركة الإسلامية والإنقاذ عبر كافة مراحلها ومسمياتها المرحلية ، فقد تعوَّدت على ما يبدو الإتكاء على المساندة السياسية من منظور الولاء التنظيمي البحت في كافة مراحل حياتها المهنية والإبداعية والشخصية ، فروضة الحاج التي تم تتويجها (قسراً) على قمة هرم شعراء وشاعرات هذا الوطن المُترع بلآليء من المبدعين ، عبر الدعم الإعلامي والمادي الحكومي ، في الوقت الذي يعتبرها معظم النُقاد المحايدين أنها لم تُبارح مدرسة ونمط الراحل مصطفى سند في كتاباتها الشعرية ، بمعنى أنها وللآن وبعد كل ذلك الزخم الإعلامي والتقديس والحفاوة المنهجية المُزيَّفة في تحبير إسمها كشاعرة مثلَّت السودان في العديد من الفعاليات الإقليمية ، لم تزل غير مالكة للونيتها وحسها وطابعها الخاص في الكتابة الشعرية .
روضة الحاج ليست كفاءة إدارية وليست الأقدر ولا الأفضل ، ليتم إختيارها وزيراً للثقافة ، إلا أن واقع الحال الذي يُعبِّر عن (الشُح) في موارد الكفاءات الحقيقية ، وعزوف الشرفاء عن المشاركة في حكومةٍ أركانها تهتز وتتساقط يوماً بعد يوم ، ربما كان سبباً في في تولي شاعرة (لم تكتمل إداواتها الشعرية بعد) هذا المرفق الإستراتيجي والهام من منظورنا ، والأقل شاناً وتأثيراً وأهميةً عند من يُخطِّطون لحكومة الكفاءات التي على ما يبدو بدأت تخطو بإجتهاد في مسيرة (الإنكفاءات).
هيثم الفضل
[email protected]
صحيفة الجريدة