بيان الى جماهير شعبنا الثائر من سكرتارية اللجنة المركزية الحزب الشيوعي السوداني

يتحرى الناس عادة من ما يقال فى أول ابريل! وقد صادف الأول من ابريل هذا العام خطاب رئيس الجمهورية فى افتتاح دورة مجلس تشريعى النظام، الذى أكد فيه مجددا مشروعية الاحتجاجات وانها حق دستورى. ولم يجد تبريرا لقمع جهاز امنه المفرط لهذه الاحتجاجات لدرجة قتل المحتجين، الا اتهامه لجهات لم يسمها قامت بحرفها عن مشروعيتها. قمعا لم يراعى حقوق الانسان الاساسية بما فيها حقه فى الحياة. تحدث فى خطابه عن الفساد وكأنه دخيل على نظام طفيلى بنى ثروته عن طريق الفساد، وكأن الفساد بعيد عن رموزه والمتنفذين والقائمين على شئون البلاد. وكعادته فى مخاطبته لشباب الحراك ضد النظام، حصر قضايا الشباب المتشعبة وهى قضايا الوطن، حصرها فى حاجتهم الذاتية من مسكن وعمل وترفيه، وحتى هذه القضايا التى عجز نظامه عن حلها، قدم فيها وعودا لا قدرة له على تنفيذها. ان شباب الانتفاضة يطرح شعاراته التى تعبر عن مطالب شعب السودان، فهم وقود ثورته وهم ال70% منه ومن مكوناته السياسية والمجتمعية، هم شعب السودان ومستقبله، انهم قلقون على مستقبلهم وكيفية الخروج من الهوة السحيقة التى أدخلهم فيها النظام الفاسد طيلة عقوده الثلاثة كالحة الظلام، استوليتم فيها مقاليد الحكم وأنتم شباب الحركة الاسلامية بالبندقية وأقصيتم غيركم من مكونات الشعب السودانى، حتى اصبحتم كهولا ولم تقدموا غير الدمار فقدتم الصلاحية فهلا ترجلتم وتركتم المجال لشعب ينادى بالحرية التى صادرتموها، والسلام فى ربوع السودان التى اشعلتم فيها الحروب، والعدالة الاجتماعية التى ذبحتموها… ان شباب اليوم يتطلع الى بزوق شمس تشرق فى سودان جديد، سودان ديمقراطى يسع الجميع.
ان خطاب رئيس النظام الاستعلائى والاستجدائى لم يأت بجديد، وما زال يردد اقوالا ترددت طيلة العقود الثلاثة الماضية ووعودا لحل قضايا لا يملكون قدرة التخطيط العلمى ولا قدرة التنفيذ ولا حتى الامكانيات المادية لتحقيقها، فاساسهم طفيلى مبنى على الفساد ونهب مقدرات الشعب.
الشعب يريد اسقاطكم واحالتكم لمحاكم عادلة تفتح المجال لمجتمع معافى من شوائب عهدكم. ان الحزب الشيوعى يناشد شعبنا الابى ومنظماته الجماهيرية والديمقراطية، ويناشد اصدقاؤه وعضويته المشاركة فى الحشد لمواكب 6 ابريل تخليدا وتيمنا بثورة مارس/ابريل المجيدة التى انهت نظاما دكتاتورياً وشحذاً للهمة لإسقاط هذا النظام الأطول والأقبح والأفسد على الإطلاق في تاريخ السودان الحديث.
شعب السودان الذي صقلته التجارب تحت ظل عهود الدكتاتوريات، بالرغم من الخسائر التي تكبدها والثمن الغالي بفقد جزء من أراضيه وشعبه، وشظفاً من العيش، وأرتالاً من الشهداء، إلا أنها خسائر رفعت من وعيه بأهمية الديمقراطية والحكم المدني المؤسسي ولن يساوم هذا النظام الدكتاتوري بما يراه وما سيحققه لمستقبل السودان.
إننا نرى سوداناً جديداً يتشكل وسيبنى بسواعد بنية
عاش نضال هذا الشعب المعلم
سكرتارية اللجنة المركزية
الحزب الشيوعي السوداني
4/4/2019