حاتم محمد
تتكرر ذات الأخطاء .. بنفس السناريوهات، في عام 1958 .. طلب عبدالله خليل ( حزب الامة ) من العسكر تسلم السلطة ,, انقلاب عسكري عديل , بس بدون دبابات ,, ده الخطأ الأول ( عقلية الهروب ) ثم انه ,, بارك السيدان ( رئيسا الاتحادي والأمة ) تلك الخطوة , كحل منطقي ضد الديمقراطية الوليدة ( شفتو كيف ؟!! )
ثم بعد ذلك – فجأة – اكتشفوا خطأ عقليتهم الأولى , فانقلبوا على العسكر فيما بعد ثم جاءت أكتوبر ,, كاول تجربة ثورية شعبية قالت : ( تسقط بس ) لم يحدث شي ,, عادت ذات العقليات القديمة تمارس الصراع على السلطة .. كأن المواطن السوداني يعيش في بلد بكوكب آخر. أو خارج حيز اهتماماتها ؟!
فاخذ نميري السلطة بالقوة ,, تبنى الشيوعيين الانقلاب ( الخطأ الثاني , بذات العقلية القديمة ) ثم قاموا – بانقلاب آخر – قالوا انه تصحيحي ( الخطأ الكبير , شفتو كيف ؟! جهابزه ) ولم نتعظ فخرجنا في ابريل 85 , وقلنا تسقط بس لنظام نميري لم نطالب : (بأسقاط نميري والعقليات القديمة ) فاعدوا بذات الفوضى بلا برنامج واضح … أو نظام سوداني خالص.
فاعاد الإسلاميون في 89 , سيرة العقليات القديمة الأولى , فجاء البشير .. ( الخطأ الحزبي الثالث , حل المشكلة بأكبر منها ) حاول البعثيون التصحيح ,, بانقلاب عسكري آخر,, بذات العقلية القديمة يعني كل الأحزاب السودانية ,, بكل اطيافها حملت تلك العقلية القديمة.
في تسلسل بديع حسب ( الاكدمية ) , بلغة العساكر ( حزب الامة والاتحادي 58, الحزب الشيوعي 69-71 , الإسلاميون 89 , البعثيون 91 ) ثم خرجنا في 19 ديسمبر نطالب بأسقاط النظام فقط وكأن الخطأ يتكرر ,, لم نقل تسقط حكومة الكيزان والعقليات القديمة والثورة مستمرة ولكن هذه المرة , دعونا لا نرتكب ذات الخطأ القاتل ونهتف
تسقط حكومة الكيزان وعقليات زمان .
ولا الكُدام ( القدماء) ,, ولا الكيزان ,, نحن أولاد السودان
تسقط بس ,, يا كيزان ,,
تسقط بس ,, يا احزاب زمان
كتيره شويه ,, لكن ده الواقع ..
تحياتي
كلام عين العقل لكن التحول من سلطة عسكرية دكتاتورية صرفة أو ذات متكأ حزبي الي انتقالية أو حكومة عدالة انتقالية تتطلب:
أولا ظهور كيانات لها وزنها في الساحة المحلية و تهب الثقة للخارج (الاعلان و الاعلام و ااتصال) و بالسفارات بالتحديد. و بتوحيد الروية و اظهار خارطة طريق متوافق عليها من اغلبية راجحة من هذه الكيانات و مطالب الشارع المعلنة اي ترجمة الشعارات.
ثانيا ظهور قيادات لهذه الكيانات تتقدم الصفوف و تتمسك بقول ثابت و محدد. مثال (عودة الحكم المدني الديموقراطي و بسط السلم و العدالة و الحريات) و توضيح خارطة طريق مبسط يستوعبه الشارع و يمثل طموحه.
ثالثا من المهم مخاطبة المؤسسة العسكرية و توضيح ما يلزم كميثاق شرف لانقاذ البلاد تلتزم به المؤسسة بحمايته و يعلن الان . حتي يكون مدخل و اتجاه لكل القوي النظامية لتثبيته و هو هدف منشود في المرحلة.
رابعا علي كل القوي و الكيانات و بعد اتمام الاقتراحات اعلاه . اعلان الحرب الغير مشروط علي اي كيان اخر حتي لو كانت السلطة الحالية و من عمل علي حمايتها و بقايها.
ببساطة لا بد من حنكة و حكمة خبيرة لترجمة وقايع الاحداث و الشارع ..
انظر حال الاعلام العربي كمثال مرتبك و خجول اتجاه الحدث السوداني.
سودان باكر و غيرها من قنوات غير تابعة لللنظام تمثل حالة الفراغ للقادة و الكيانات فالاشرع وحده لا يكفي.
لابد من استقلال الرسائل المسجلة الموجزة لحسم الكثير ذات مصدر موثوق من الكيانات المشار اليها.