تفاصيل دقيقة: أمريكا تعرض على البشير التنحي وتجميد ملاحقته من المحكمة الجنائية لمدة عامين
دولة خليجية وصلت طائرتها إلى مطار الخرطوم لتقل البشير وزمرته

الراكوبة: عبد الوهاب همت
أفادت مصادر عليمة بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد قدمت عرضاً للبشير تطالبه بالتنحي عن الحكم في مقابل عدم تدخل المحكمة الجنائية الدولية عن ملاحقته لمدة عامين، إلا أن العناصر المقربة والمنتفعة من وجود البشير يمارسون ضغوطاً عليه باعتبار أن حسم الأمور في يدهم وذلك ممكن عن طريق القوات المسلحة والتي تمور أوساطها بالصراعات حيث أن هناك معسكراً مناوئاً للبشير بقيادة لواء وعميد لا زالا يعلبان دوراً كبيراً في تنوير الضباط ومطالبتهم بعدم تنفيذ الأوامر التي تصدر من مجموعة البشير داخل القوات المسلحة بقيادة وزير الدفاع وظلاّ على موقفهما حتى الساعات الأولى من فجر اليوم، في المعسكر المناوئ لهؤلاء تجلس المجموعة المناصرة للبشير والتي حاولت ولا زالت تحاول في فض اعتصام الثوار التاريخي وبالفعل وقعت عدة محاولات فاشلة في أيام الإعتصام الثلاث الماضية إضافة إلى محاولة فجر اليوم التاسع من أبريل 2019م، لكن ثورية وصمود الثوار المحميين بالضباط الوطنيين أفشلت مخططاتهم ولعدة مرات رغم إستجلابهم لقوات خاصة ومحاولات إقتحام بالأطراف.
البشير ووفقاً لإفادة المصدر أصبح الآن في الموقف الذي لا يحسد عليه، وعندما علم بأن القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ستصدر بياناً في صالح الشعب وبالتالي إبعاد أبنعوف وزمرته وتعلن فيه إنحيازها للشعب بدأت يلين في مواقفه خاصة وأن أبنعوف وصلاح قوش وأحمد هارون ما عادت لهم كلمة قوية تجعلهم يسيطرون على كل شيء كما كانوا يفعلون في السابق.
من ناحية أخرى قامت دولة خليجية (تتخذ مواقفاً وسطيه دائمة) مساء الأمس بإرسال طائرة خاصة كانت قد اُُعدّت لأخذ الرئيس وعائلته وظلت الطائرة مرابطة في مطار الخرطوم حتى ظهر اليوم وربما تعود صباح الغد الموافق العاشر من أبريل إذا سارت الأمور كما كان متفقاً عليها.
سفراء عدد من دول الخليج وهم الكويت والإمارات والسعودية، إضافةً إلى كل من سفراء هولندا وأمريكا وفرنسا عقدوا إجتماعاً في منزل السفير الإنجليزي بالخرطوم أمس الثامن من أبريل ولاحقاً إلتحق بهم السفير المصري كونوا ورشة عمل لمتابعة الأحداث المتسارعة في السودان، يجئ هذا التحرك للدور الكبير الذي تلعبه هذه الدول وأثرها على السودان وكيف يمكن لهم أن يلعبوا دوراً بارزاً فيما يجري.
وأفادت المصادر إلى أن البشير قد رفض مقابلة السفراء الخليجيين لأنهم يحملون معهم شروط التنحي وبالتالي فإنهم سوف يطالبونه بتنفيذها فوراً، وبينما رفض البشير مقابلة سفراء دول الخليج كان أن إلتقى في تمام الساعة السابعة والنصف من صباح الأمس الثامن من أبريل وفي القصر الجمهوري بالسفير المصري المقيم في الخرطوم طالباً منه محاولة إقناع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة السودان واستثمار هذه الزيارة في فك الخناق من طوق العزلة التي يعيشها النظام، لكن من الواضح أن هذه الدعوة لم تجد إستجابة من الرئيس السيسي..