مقالات وآراء

هل تتكرر اخطاء انتفاضة 1985؟ 

د. أبومحمد ابوآمنة
مؤتمر البجا – المكتب القيادي

عندما عمت المظاهرات في ابريل 85 جميع انحاء القطر, قام الجيش  بالاستيلاء علي الحكم وعزل النميري في 6 إبريل 1985 والغرض كان امتصاص الموجة الثورية الجماهيرية.

وفي ابريل 85 تكون مجلس وزراء مدني وآخر سيادة عسكري. الا ان الاخير كان يملك كل السلطات في يده. وجعل من مجلس الوزراء حاجة شكلية, هامشية لا نفوذ لها.

العساكر لم يلبوا مطالب الجماهير الثائرة, تركوا قوانين سبتمبر كما هي, وتوسعوا في حرب الجنوب وزادوها اشتعالا, وتقلصت العملة الاجنبية, وخططوا لانتخابات برلمانية حسب رؤي حسن الترابي, فجاءت النتيجة وأعطت الجبهة الاسلامية حجما اكبر من الذي تستحقه.
هل سيتكرر الموقف يا ترى؟؟
اليوم يقول كبار الضباط من الذين تعاونوا مع النظام البائد ومن الذين شاركوا في جراذم  الحروب والابادة انهم علي استعداد لنقل السلطة لحكومة مدنية ولاجراء انتخابات ديموقراطية, تماما كما قال سوار الذهب,ويسيرون في نفس الطريق الذي يؤدي الي حكومة كيزان بعد انتخابات صورية.

اخشى ان تكون الحكومة القادمة مثل حكومة انتفاضة ابريل خالية من اي سلطات, وخاصة لا يوجد ميثاق يحدد العلاقة بين كبار ضباط العهد السابق وبين حكومة قوي المعارضة.

يجب الا نخون الضباط دوي الرتب المتوسطة وكل الجنود الذين وقفوا مع المعتصمين يحمون المعتصمين من اعتداءات قامت بها جماعات قيل انها مجهولة. لو لا جسارة هؤلاء الضباط والجنود لما كان يمكن الصمود امام العصابات الاخوانية.
هولاء الجنود الابطال هم اول من سيتعرض للمساءلة والتشريد والفصل والبهدلة, في حالة تشكيل حكومة دون استشارتهم ومشاركتهم, هم كانوا جزء فعال من الانتفاضة.

التلاحم بين هؤلاء الجنود الابطال وقوي الانتفاضة هو ميثاق شرف, واي خطوة يقوم بها قادة الاحزاب, يجب اخذ وجهة نظرهم فيها, وان نعمل علي الا يلحق بهم ضرر اثناء الهرولة للمناصب التي يعرضها كبار الضباط.
يجب ان يستمر الاعتصام حتي تتحقق الاهداف التي قدم من اجلها مئات الشهداء ارواحهم.
دماء الشهداء لن تذهب هدرا.
يجب الا تتكرر اخطاء انتفاضة 1985.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..