البرهان: يجمعنا هدف واحد مع قوى التغيير… والأولوية للوطن
أكد أن الدعم السعودي والإماراتي كان له تأثير كبير... وشكر مصر وإثيوبيا والاتحاد الأفريقي

أكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، عزم بلاده محاسبة جميع المتورطين في قضايا الفساد، مشيراً إلى أن النيابة العامة تولت التحقيق مع جميع رموز النظام السابق، وسيقدمون للمحاكمة متى ما اكتملت حيثيات القضايا والاتهامات الموجهة ضدهم، وقطع بوجود الرئيس المخلوع عمر البشير، ومعظم رموز النظام السابق في سجن كوبر، ويتم التعامل معهم وفق القانون، منوهاً كذلك إلى عزمهم إقالة كل من وصل إلى الوظائف العليا في الدولة من دون وجه حق.
وثمن رئيس المجلس الانتقالي الحاكم في السودان، في لقاء أجرته معه قناة «العربية»، دور السعودية، وقال إنها الأقرب لبلاده، وإن العلاقات معها سوف تسير نحو الأفضل، حتى تصل لحد التكامل. وقدم شكره للسعودية والإمارات على مد يد العون إلى بلاده، وأشار إلى أن الدعم السعودي والإماراتي كان له تأثير كبير في هذه المرحلة التي تمر بها بلاده، مشيراً إلى أن علاقة الخرطوم مع الرياض وأبوظبي سوف تسير نحو الأفضل. كما شكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تعاونه مع المجلس العسكري الانتقالي، وكذلك دولة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي على تعاونهم.
وأكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي وجود توافق كبير بين الأطراف السودانية، وخاصة تحالف قوى الحرية والتغيير، «كون أن ما يجمعهم هدف واحد»، مشيراً إلى أن «الحصة (الأولوية) الآن للوطن». وأضاف: «طالما هناك إرادة مشتركة سيتم التوصل إلى نتيجة إيجابية ترضي الجميع».
وأوضح: «نحن في المجلس العسكري نعمل بشفافية ولا يوجد لدينا رأي قاطع الآن بل حريصون على التشاور مع القوى كافة»، مشيراً إلى أن «ما يهمنا الآن هو أن نصل إلى اتفاق بشأن ترتيبات المرحلة الانتقالية».
واعتبر رئيس المجلس الانتقالي السوداني أن «الجميع يعترف بأن قوى الحرية والتغيير هي التي قادت الحراك في الشارع (الذي أدى إلى تنحي الرئيس المخلوع عمر البشير، ورحيل نظامه)… ولهم الريادة، لكن الاستئناس برأي الجميع مطلوب»، مشدداً على أن التشاور مفتوح للجميع، ولكل من يستطيع أن يدلي برأيه.
وكشف عبد الفتاح البرهان: «اتفقنا (مع قوى التغيير) على أن المؤتمر الوطني (الحاكم السابق) لن يكون جزءاً من المرحلة الانتقالية عدا ذلك يجب إشراك الجميع»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد إقصاء لأحد. التشاور سيشمل الجميع».
وتحدث رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عن عزم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، استخدام القوة لفض الاعتصام، لكنه رفض الخوض في التفاصيل، منوهاً بأن «احتقان المشهد السياسي دفعنا لاتخاذ خطوة الانحياز للمحتجين وأن تتدخل القوات المسلحة لوضع حد لمعاناة المواطنين وحمايتهم». منوهاً: «ليس من المناسب الآن الحديث عما دار بيني وبين البشير حين تم اعتقاله». وأكد البرهان في الوقت نفسه أن الرئيس المخلوع موجود الآن في سجن كوبر، ونفى شائعات بأنه مريض، وقال: «هناك أطباء يقومون برعاية المعتقلين».
ونفى البرهان أي استخدام للسلاح أمام القيادة العامة للجيش من قبل قواته، مشدداً على أن القوات المسلحة تصدت لكل من أراد تفريق الاعتصام بالقوة من الأجهزة الأمنية، مؤكداً إطلاق النيران في الهواء لإبعاد الأجهزة الأمنية عن مكان الاعتصام. واعتبر أن القوات المسلحة حمت المواطنين من أي محاولات عنف، مضيفاً أن القوات النظامية تعمل بتجانس تام لتأمين البلاد.
وأكد رئيس المجلس الانتقالي أن «الرئيس المخلوع بالسجن، ومعظم رموز النظام السابق في سجن كوبر، ويتم التعامل معهم وفق القانون». وأوضح أن النيابة تتولى أمر التحقيق مع جميع رموز النظام السابق. مؤكداً: «سلمنا كل ملف المحاكمات إلى النيابة لإكمال التحريات في معظم جرائم القتل التي تمت خلال الأحداث». وحول التقارير التي تشكك في اعتقال رموز النظام، أشار إلى أن للصحافيين الحق في الدخول إلى سجن كوبر للتحقق من وجود المعتقلين، «إذا كانت قوانين مصلحة السجون تسمح بذلك»، وأنهم في المجلس العسكري لا مانع لديهم من ذلك.
وأشار رئيس المجلس العسكري الانتقالي إلى صدور قرار بتجميد كل النقابات مؤخراً. لكن البرهان قال: «نفضل الابتعاد عن المحاصصة تماماً لتكون الحكومة مقبولة للجميع».
الشرق الأوسط