مقالات متنوعة

لا بديل للعلمانية يا تجار الدين..!!

يعيش دواعش السودان ومؤمني المذهب الوهابي السلفي أزمة نفسية أقرب ما تكون لانفصام الشخصية بسبب غياب العقل الذي استبعد من منهج التدين السلفي الذي يعمد إلى تلقين المؤمنين بهذا المذهب السياسي الذي لا يريد للإنسان ان يكون حرا وذو كرامة، كما أراد الله سبحانه وتعالى صار اي شخص متبع لهذا المذهب التاريخاني التراثي شخص يعيش في القرن الحديث بعقلية القرون الوسطى دون يلقي بالا الى انه ليس سوى أداة تحركه آراء أشخاص ماتوا قبل الف سنة بسبب تقديسه لهم وليس لانه يتبع اله مقدس أو كتاب مقدس.

فاذا جئنا لتفصيل هذا الانفصام في الشخصية والانفصال عن الواقع انه يدعو لعدم فصل الدين عن السياسة والسياسة هنا هي كل ما يتعلق بحياة الناس وتؤثر في معاشهم ودرجة كرامتهم فيما يتعلق بالخدمات والحرية والعدالة يرمي الآخرين بالزندقة والالحاد والكفر لأنهم يدعون بعكس دعواه المزعومة فالتعليم والصحة والكهرباء والماء الصالح للشرب والمواصلات وقضايا الحقوق الحديثة كل هذه الأشياء لا تتوفر بخطب الجمعة ولا توجد أحاديث وآيات تطالب الحكومة باداءها فيقوم هو بزج الدين بالسياسة عن طريق تغبيش الوعي باختزال السياسة في مجمل قضايا الحريات العامة والخاصة باعتبار انها السياسة فالحريات العامة من حرية رأي والتعبير عنه تعتبر من الحقوق وتوجد كليات على مستوى الدراسة الجامعية متخصصة في دراسة الحقوق تخرج فقهاء في الحقوق والقانون الإنساني فجل ما يطرحونه هولاء الشيوخ وغيرهم من المتدينين متعلق بالمظهر العام للأشخاص من سيدات ورجال فهم مهتمون بملابس الإنسان وسلوكه اكثر من توفير الخدمات له ومن قمعه اكثر من تحريره.

ذروة هذا الفصام يتجلى عند شيوخ السلفية والتراث ومقدسي الشيوخ ومدعي التدين انهم يعيشون الحياة مستمتعين بكل منتجات الإنسانية والعقل البشري والحضارة والعلم التي كان افرازاتها كنتائج لتقدم الفكر والتربية والتعليم بالنظام العلماني المتبع في كل دول العالم بداية من مرحلة الأساس والثانوي وإلى الجامعة.

فالسيارات والطائرات والقطارات والكمبيوترات والأجهزة الطبية الحديثة… الخ كانت نتاج هذا النظام العلماني للتعليم وهو بطبيعة الحال عكس نظام التعليم الديني والخلاوي الذي ينتج ائمة ودعاة ورجال دين معظمهم يحاربون علمانية الدولة ولا يستطيع هذا النظام الديني للتعليم انتاج ادباء وفنانيين ومخترعين وغيرهم ،وهم يرون النعم التي انتجها العقل بسبب منهج الويعيشون ظل نعيم خيرها وبعد كل هذا تجدهم يحاربون فكرة علمنة وإخراج الدين من السياسة التي تعنى كما اسلفنا بكل ماهو متعلق بالكرامة من الخدمات والحريات وبعكسهم تماما في مسألة الحكم هم يدعون دايما بتولية الامر لشخص يسمونه أو يقولون عنه كما يقول قائدا مليشيا الدعم السريع وشقيقه ابناء دقلو القوي الأمين وهم في ذلك صادقون ففي ذهنهم السلفي وذهنية كل المتدينين على المذهب السلفي والتراث ان الحاكم أو الرئيس هو كالخليفة أو كامير للمؤمنين تتركز بيده جميع السلطات ولا يخطر ببالهم ان العقل الإنساني والفكر الأكاديمي العلماني انتج مبدأ اسمه مبدأ فصل السلطات الثلاثة حتى لا يكون هناك دكتاتورية بسبب حكم الفرد الذي بطبيعته البشرية اذا اعطي سلطات مطلقة سيكون غوي غير امين لذلك قسمت السلطات لثلاث تنفيذية وقضائية وتشريعية لا يحق لرئيس، اي سلطة منها التدخل في اختصاص الآخر لكن هذه هي عقلية ونفسية المجلس العسكري البرهاني الذي لا يريد تسليم الشعب حكومة مدنية ويصر على الرئاسة بصلاحيات لم تؤتى من قبل لنبي لعلمهم ان ليس للعسكر مكان في السلطة القضائية والتشريعية لذلك يصرون على ان تكون للسلطة التنفيذية سلطة مطلقة من النظام الرئاسي.

سامح الشيخ
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..