العصراب بشارة النصر الحتمي

جعفر عباس
شعب بهذه العزيمة وقوة الشكيمة لن ينهزم بإذن الله، فالساعة الآن الواحدة بعد الظهر في نهار رمضاني ملتهب في اليوم الثاني من الاضراب السياسي المعلن، وها هي الآلاف المؤلفة تملأ شوارع النيل والجمهورية والجامعة والحرية بعد ان تحول الأمر الى “عصراب” بالجمع بين العصيان والاضراب.
وأروع المشاهد في هذه اللحظة تدافع موظفي جميع المصارف لتعزيز صمود زملائهم في بنك السودان المركزي الذين تعرضوا بالأمس لأبشع أنواع الترويع والتخويف من قوات لا تعرف الانضباط، ولا تحترم قيم الرجولة، فيعتدون على موظفة بالصفع وألفاظ لا يجوز النطق بها حتى في غير رمضان.
ولك ان تتخيل كيف ستكون استجابة الجماهير الثائرة لنداء العصيان عندما تحين ساعة الحقيقة والحسم، ولكن الهجوم العسكري على بنك السودان ومكتب كهرباء حي الرياض في الخرطوم دليل هلع وجزع ونقول لهم إن “ما هو آتٍ من شعبنا أعظم”.
الاضراب الذي تحول الى عصراب نجح كما لم يتوقع أكثر الثوار تفاؤلا، ونجح لأن شعبنا أثبت أنه عند كلمته وعهده للشهداء: يا سلطة مدنية/ يا صبة أبدية، وطالما أن شعبنا بهذا الوعي وما زال قادرا على الفعل الثوري فلن تكون الصبة طويلة المدى بل ان النصر بات قاب قوسين أو أدنى.
رفعنا شعار “رمضان بدون كيزان” واستجاب الله لرغبات الجماهير المؤمنة بقضاياها وعاقدة العزم على الانتصار لها، والأمل عظيم في ضوء جسارة هذا الشعب العظيم في أن العيد المقبل سيكون عيدان: الفطر من رمضان، والفطر من هيمنة فلول الكيزان.
لقد أثبتت الجماهير في اليوم الثاني والأخير من اضرابها المعلن أنها لن تحيد او تميل عن خط الثورة، وبقي الآن أن تلعب ضربات الجزاء بإعلان وتنفيذ العصيان المدني، وهو عمل سياسي سلمي، يوصف بالمقاومة السلبية، ويطبق لإحداث تغيير في القانون أو في الحكم. “وباتخاذ هذا المسلك، يخاطب العصيان حس العدالة لدى غالبية المجتمع المطالب بالحرية والمساواة في الحقوق”.
بقي أن يتشاور الثوار حول أفضل توقيت لإعلان العصيان؟ اعتقد ان الدعوة له قبل عيد الفطر غير عملية لأن الناس يجب ان تستعد له بتخزين المؤن واحتياجاتها لأن العصيان يتطلب الاضراب التام حتى من المتاجر والبقالات وغيرها.
ما التاريخ المناسب لإعلان العصيان في تقديرك؟ وهل ترى أن هناك ضرورة لإضرابات أخرى تسبق العصيان؟ أم أنت توافق السيد الصادق المهدي في أن الإضراب عمل غير ناضج ولا داعي له؟ وبالمناسبة فإن حزبه وافق عليه ضمن كتلة نداء السودان العضو في إعلان الحرية والتغيير.
الأخ الزميل الدفعة الكاتب الساخر جعفر
نهارك سعيد وعيدك وكل سنة وأنت طيب
يا جعفر يا حبيبي كل شيء هنا مكانك قف …… الوكلاء ومديرو العموم وكتائب الظل والدفاع الشعبي وما سمعت بقرار حتى الآن حاسما يسر البال ….. إعادة النقابات التي تم حظرها وفك أموال المؤسسات المشبوهة وحدث بلا حرج …….. هل سقطت ؟ لا أعتقد وأول أمس تعرض أخوك وابناه وزوجتي المريضة ونحن عائدون عصرا بعد عناء يوم كامل من مستشفى رويال كير بشارع النيل لموقف تشيب له الولدان …..كنا قاب قوسين من الموت ويعلم الله لم أفكر في موتي وموت زوجتي ولا ابني فقد كنت ثابتا متأكدا من أن الموت إذا جاء فمن العار أن تموت جبانا …. وتشهدت فقط وحقيقة فقد اختلف تفكيري كثيرا بعد رحيل زعيم الأمة ابن أختي علي محمود حسنين …هانت علي نفسي وروحي بعده ……وضعناه على نار الثوار حتى احترق………. أملي ما زال كبيرا في إحداث التغيير المطلوب والمنشود ….. أريد سودانا حرا يضمن حرية الحركة وحرية القلم والانضباط في كل شيء حتى عودة الخدمة المدنية التي كانت مضرب المثل والأنموذج لكل العالم …لا وألف لا لكل متفلت ومن عجب أن يشهد شارع النيل بعض الانفلاتات لثلاثة أيام متتالية ولا تجد أثرا لشرطة ولا جيش يعيد الأمن والأمان للشارع…..رجعنا أحياء بإرادة الله وقدره ويبدو أنه ما زال في العمر بقية …. أخي جعفر يحييك على البعد زميلك حسن الشاعر
وأضيف أخي جعفر أن الثوار الحقيقيين قد لقينا وللإنصاف منهم حسن الخلق وحسن المعاملة وعملوا على حمايتنا ورفع المتاريس التي تحول دون السير على الطريق مع اعتذارات رقيقة لما سمعناه من سفه المتفلتين …..كلي شك بأن هؤلاء المتفلتين مدسوسون يريدون تشويه وجه الثورة المشرق …..وتسقط بس