أخبار السودان

انفلات أمني خطير في قلب امدرمان والكيزان يلعبون بالنار

عمار عوض

عدت الى البيت في أمبدة الراشدين حيث اسكن بعربة أمجاد من ميدان الاعتصام ومن بداية مدخل الحي بالقرب من مقابر حمد النيل والجامعه الاهلية وجدت سكان يحملون العصي والعصي ومنتشرين في مداخل وشوارع الحي الداخلية والأزقة عندما سألتهم عن السبب قالوا ان ما يصطلح على تسميتهم ب(النقرز) لهم يومين أصبحوا يروعون الحي وسكانه، ويقتحمون البيوت وتحت تهديد السواطير ينهبون سكان الحي الذين قرروا الدفاع عن أنفسهم وتشكيل الدوريات في غياب كامل للشرطة.

سألت أبناء الجيران الذين يفترشون الأرض وسلاحهم العصي فقط قالوا لي لقد كانوا هنا قبل قليل وطردناهم ولكن نتوقع عودتهم مع صلاة الصبح وأصر الشباب الصغار على اقناعي على ان المعتدين يمثلون الثورة المضادة وان هناك جهات تدفع لهم من أجل زعزعة الأمن في غياب تام للشرطة.

مصدر دهشتي الأكبر كان في أن حي الراشدين الذي يوجد به قسم شرطة كبير ويقع في بداية أمبدة ونهاية حي المهندسين وحي الدوحة وحي الجامعة الاهلية ينعدم فيه أي نوع من أشكال الأمن البسيط، وهذا مؤشر خطير ويدل على وجود جهات تلعب بالنار من أجل حماية مصالحها عبر انتشار الانفلات الأمني حتى يستغيث الناس ويطالبوا بعودة الأمن ومقايضته بالديمقراطية والدولة المدنية.

صحيح انني لدي اعتراض على كلمة (نقرز) التي لها محمولات غير جيدة فهؤلاء الناس هم من مسحوقي السودان الذين هجّرتهم الحروب ودفعت بهم الى اطراف الخرطوم البعيدة بلا تعليم او وظائف ومهملين تماماً وغير محسوبين، هم موتى على قيد الحياة فصاروا يعبرون عن رفضهم من قبل المجتمع باستخدام العنف الذي لا يفرق بين عرق او اثنية فالحي الذي نسكن فيه في هو سودان مصغر بل الغالبية من جنوب السودان الجديد ودارفور ومع ذلك تتعرض لهم هذه المجموعات المنفلتة التي رضت ان يتم استخدامها من قبل من يدفع أكثر وفي نفس الوقت يستفيدون من الغنائم التي ينهبوها من البيوت.

يتوجب علينا جميعاً ان ننتبه من عبث الكيزان والأجهزة الأمنية التي فقدت سطوتها والتي تريد ان تسلبنا نعمة الامن الشخصي لنعود إلى بيت الطاعة.

هذه هي الثورة المضادة تعمل بحق وحقيقة وشاهدتها بعيني والآن سأخلد الى النوم بعد أذن آذان الصبح وانتهى الخطر هذا الليلة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..