أخبار السودان

تاملات في بيان قائد الانقلاب المؤجل..

الفريق هاشم عبد المطلب.. لم ينكر تدبيره للانقلاب الذي استهدف مكاسب الثورة التي مهرها دم الشباب الثائر وسال زاكيا يسقى غرس الغد الاتي على تراب الوعد الطاهر.

ولم يكن ذلك بالطبع من قبيل فضيلة الاعتراف بالذنب سعيا لطلب الغفران ولا.. لانه من منطلق كونه ضابط شجاع.

فخيانة الجندي المغامر لقسم الولاء العسكري و الوطني هي رذيلة كاملة الاركان ليس لها علاقة بالشجاعة التي مكانها ميادين الذود عن الحما وساحات البذل صونا للتراب الغالي وليس في أطماع السطو على السلطة خدمة لمأرب جماعة لا تشبع الا باللقمة المسروقة من افواه الجياع.

وانما اعترافه الذي لم يكن منه مفر .. كان أصلاً مسجلاً بصوته ومثبت بصورته في شريط البيان المارق كدليل على تدبيره اللئيم من موقعه غير المستحق بصفته قائداً أُؤتمن على رئاسة اركان الجيش فاستغل الامانة مطية لتلك الجريمة النكراء التي لو انه تم تنفيذها كانت ستسيل بحور الدماء التي لايعرف مساراتها إلا المولى الذي من على وطننا بلطفه من شرورمدبريها شياطين الأنس الماكرين.

ولكن اللافت ان الرجل في اعترافه اثناء استجوابه الذي اقر فيه.بانتمائه للحركة الشيطانية التي يتبرأ الاسلام من صلتها به ..فقد اراد ان يبريء ذمة شيوخه المحرضين على تخريب ثورة شعبنا..فقال ان من نهوه عن تنفيذ الجريمة في اللحظة الحاسمة او بالاحرى امروه بتاجيل ساعة الصفر بعد ان استشارهم حول الامر هم ..عوض الجاز ونافع وعلي كرتي والزبير احمد الحسن..وهو امر فيه تحايل على امكانية ادانتهم يشبه كذبة اذهب للقصر رئيسا وساذهب للسجن حبيسا التي دبرها مكر الترابي و البشير حينما سطوا على حلم الشعب بعد النجاح النسبي لديمقراطية ما بعد ثورة ابريل 1985.

كما ان تمثيلية حل المؤتمر الوطني التي وردت في البيان هي محاولة خداع للرأي العام لابعاد شبهة علاقة الاسلاميين ومن شايعهم من جماعة ذلك الحزب المندحر عن صلتهم بالمخطط الخبيث.

فمن المعروف ان الانقلابات العسكرية دائما ما تعطل نشاط كافة الاحزاب او تحلها ولا تستثني.منها تنظيما ولو كان قريبا من جماعة الانقلاب ..وهذا ما يفضح سذاجة تلك الحيلة التي لن تنطلي على شعبنا صانع المعجزات خاصة اذا ما حللنا بتمعن وتركيز اكاذيب الفريق هاشم ونفاقه في ذلك البيان الفطير المعنى و المهلهل المبنى الذي اطنب فيه مشيدا بثورة ديسمبر واقتلاعها للنظام الذي وصفه بالفساد و حاول التملق بعبارات الحرص على مبادي تلك الثورة..وهو داب عرفه التاريخ عن اهل هذا التنظيم الذي نجده دائما يعلن ماهو مخالف لما يبطنه من سوء النوايا وصولا الى اهدافه التخريبيبة.

وما ركوبهم على متون الشعارات الدينية لبلوغ اهدافهم التنظيمية و التمكينية الشريرة الا ابلغ دليل على ما اوصلوا اليه بلادنا من دمار لبنيتها السياسية والسيادية ومحاولتهم اليائسة لتفكيك بنيتها الاجتماعية التي اثبتت لهم ثورة ديسمبر المجيدة صلابة تماسكها حيث التفت سواعد شعبنا وتكاتفت أياديه لاقتلاع نظامهم الفاسد الجذور و تناسى الكل هوياتهم الحزبية على اختلاف مسمياتها و توجهاتها الفكرية وخرج الشارع متضافراً لكنسهم عن واجهة المشهد الذي لطالما شوهوه ونالوا من مقدرات هذا الوطن التي لن تضيع عند عدالة الثورة ..لو كانوا يعلمون ولن تعود عقارب الساعة الى زمانهم الاغبر مهما تكالبت احقادهم أو تصاعدت نيران غبنهم على ما فقدوه من السحت الحرام الذي تمرقوا فيه طويلاً.. تبا لهم.

محمد عبد الله برقاوي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..