مقالات وآراء

لماذا هذا الموقف يا الجبهة الثورية ؟

في أبريل عام 1985م سقط نظام مايو واندحر إلى الأبد ، وكان ثمرة نضال طويل ، شهدناه ونحن تلاميذ في المدارس وشاركنا فيه طلابا في الجامعات حتى أثمر ، وجاءت ثورة أبريل ، كانت أول صدمة يعيشها الثوار بعد الانتصار هي موقف الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق من الثورة التي وصفها بمايو الثانية ، وكان هذا الموقف أكبر طعنة للثورة الوليدة وقد أضعفها كثيرا ، و لو انضم قرنق للثورة لما قامت الانقاذ ولما انفصل الجنوب فهناك من الأخطاء ما لا يمكن علاجه وهذه واحدة منها .
والغريب أن جون قرنق الذي رفض الانحياز للثورة ورفض التفاوض معها عاد ليضع يده في يد الشيطان ، ويتفق مع الانقاذ فتكون النتيجة المحزنة له شخصيا وللسودان وللجنوب على وجه الخصوص حربا أهلية حصدت الألوف من الارواح من بعده وخلفت نظاما بائسا .
الآن تسير الجبهة الثورية على خطى الجبهة الشعبية الأم ولولا بعض الحياء لقالت ان الثورة هي الانقاذ الثانية .
لا علم لي بالسبب الذي يدفع كل مرة بالجبهة الثورية للاسراع بالخلاف والاستعداد لنفض يدهم من أي اتفاق يحدث ، لأن ما أعلن عنه من أسباب لا ترقى لرد الفعل هذا ، فإن كانوا يريدون حلا لقضاياهم فالفرصة متاحة كما لم تكن من قبل الآن وفي الفترة الانتقالية ولمدة ستة شهور كاملة مخصصة لقضايا السلام .
أتمني ألا يكرر الاخوة في الجبهة الثورية خطأ جون قرنق ، وأن يعلموا أن قرنق في النهاية قبل أن يفاوض ولكن يفاوض الخصم بدلا من محاورة الحليف ، فقحت هي حليف لكم وقد جلست معكم واخرت مباحثاتها مع المجلس العسكري وتركت كل السودان ينتظر لاجلكم ولاجل ان تكونوا مع الركب فهل هؤلاء يمكن أن يقصوكم وبأي منطق .
اللهم إلا أن تكون قاراراتكم ليست بأيديكم ، وأن ما اتفقتم عليه مع قحت لم يرض الأوصياء فأوعزوا لكم بإيجاد حيلة للخروج من الاتفاق فلم تجدوا غير هذه الحجج الواهية .
السودان اليوم ليس كما كان من ربعين سنة خلت ، فيه شباب واع ووطني ضحي كما ضحيتم أنتم ويحلمون بوطن مستقر تماما كحلمكم ، فالواجب أن تراجعوا موقفكم هذا قبل أن يفوتكم قطار الثورة .
كسرة ثابتة :
اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وحظرها ، واجب ديني وأخلاقي وضرورة سياسية لتطهير المجتمع وحمايته من فسادها .
د. زاهد زيد
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..