مقالات وآراء

السياسيون حولوا السودان من دولة واعدة الى دولة واهية

من قدر السودان المدمر ومن سوء حظه الهالك لا يخرج من قبضة إنتهازيين حتى يقع مرة اخرى فى قبضة إنتهازيين آخرين متلهفين ومستعجلين للإنتهازية ليعوضوا بها أيام ،(نصالهم ) السابق ، ففى جميع العهود التى مرة على السودان وكلها عهود إنتهازية بالطبع لم يظهر قادة وطنيون حقيقيون ولن يظهروا يضعون الوطن نصب أعينهم ومصلحة المواطن العامة فوق مصلحتهم الخاصة ، والسياسة عندهم مصلحتهم الخاصة ، ومصلحتهم الخاصة عندهم السياسة حتى جعلوا السياسة تجارة يربحون بها ويبنون بها أنفسهم ، بدلا أن تكون فكرة سامية وشاملة لإدارة شؤون البلاد والعباد إختزلوها فقط لتكون أداة لإدارة وتسهيل إدارة شؤون مصالحهم الخاصة حتى أصبحت السياسة عند الجميع تجارة سريعة العائد برأسمال مجانى يسمى الوطن والمواطن ، وكل من نطق بإسم المواطن كان معنى كلامه القريب المواطن والبعيد نفسه ، وما يؤكد ما ذهبت إليه أن عدد الأحزاب والحركات السودانية قد يكون أكبر من جميع أحزاب وحركات دول العالم مجتمعة وأن عدد سياسيي السودان الذين يحترفون السياسة ( كمهنة ) قد يضاهى سياسي جميع دول العالم الأحياء منهم والأموات ، ولو كانوا يمارسون السياسة لخدمة الدولة والشعب السودانى لكانت الدولة فى أعلى قمم الدول فى كل شيء بدلا أن تكون فى ذيل الدول فى كل شئ ، ولكان المواطن السودانى يسرح ويمرح فى الثريا بدلا أن يترنح ويتمايل مرضا وجوعا وعطالة فى قاع العالم فى كل شئ وفرضت ذلك الوضع المتأخر للدولة السودانية وتلك المرتبة الذيلية للمواطن السوداني عقلية السياسي السوداني (، البراغماتية ) التى لها المقدرة العجيبة لتتكيف مع كل أنواع أنظمة الحكم بما يتماشى فقط مع مصالحها الشخصية والخفاظ عليها وصونها من أى ضرر فمصالحها مبادئها ومبادئها مصالحها وبما أن عقلية السياسى السودانى لا تتجاوز تفكيرا وتطبيقا دائراته المغلقة شخصه الكريم وحاشيته وأهله المقربين فلن يتقدم السودان قيد أنملة الى الأمام ، وهنا أختلف مع من يقولون أن مشكلة السودان الأساسية تكمن في كيف يحكم السودان فمشكلة السودان أيضا فى من يحكم السودان بما أن هؤلاء (المن والمن ) جميعهم تفكيرهم فى ناس ( نطاقهم ) فمن يحكم السودان ليس أقل شأنا عن كيف يحكم السودان بما أن عقلية جميع سياسيى السودان عقلية تجارية بحتة بقضايا الوطن والمواطنين ولأغراض وأهداف شخصية خاصة وضيقة ، ومهما طرح سياسيو السودان برامح وأفكار عن حكم السودان في النهاية لا يقصدون بها سوى أنفسهم وبرنامج وأفكار أنفسهم لكنهم يقدمونها فى قالب عام لخداعنا وغشنا نحن المواطنين الذين يتعاملون معنا وكأننا طلاب مدارس إبتدائية وفي الفصول الأولى لنستبقل ونصدق كل ما يقولنه حتى دون تفكير فيما يقولونه وهم فى النهاية عينهم على مصالحهم ومصالحهم على عينهم ، والسياسى السودانى إن لم يتخلص من فكرة بناء نفسه وبناء ما حول نفسه المريضة فلن يبنى وطن ولن تقوم له قائمة هذا بصرف النظر عن نوعية الحكم .
ولو لم يكن الجهاز الحكومى رمز السيادة للدولة لاقترحت أن تؤول إدارته لأجانب لنكتشف كيف أن سياسي السودان ضروا السودان وأخروا تقدمه وتسببوا فى تخلفه وكيف أنهم من دولة واعدة حولوه الى دولة واهية .
عمر طاهر ابوآمنه
[email protected]

تعليق واحد

  1. والله ما قلت إلا الصدق ولاول مره يضع شخص يده علي الجرح الحقيقي . إن السودان كان نصيبه من الساسه افشلهم واطمعهم واكثرهم انانيه ومن غير مبادىي ولاكرامه وهم اساس الفشل ولابد من إيجاد طريق ثالث لانقاذ السودان خلاف العسكر والعطالي ممتهني السياسه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..