مقالات سياسية

الفلل الرئاسية ليست وحدها..!!

الفلل الرئاسية ليست وحدها..!!

زاهر بخيت الفكي

جاءت الجريدة تُحدثنا (علناً) عن ما كان يتهامس به الناس في أمسِهُمُ القريب في ملماتهم الخاصة وما كانوا ينشرونه في صفحاتهم (بلا مصدر) يزيده البعض من عنده جُرعات إضافية ويتضخّم ، ما من مُتابعٍ كان ولا رقيب يُحاسِب ومن يُحاسِب من أصلاً والبائع والمُشتري ومن يُوثق لهما هذه البيعات الفاسدة جميعاً شُركاء يتقاسمون بينهم الحصيلة بلا استحياء ويبحثون بجد واجتهاد عن مؤسسة أخرى من مؤسسات الدولة (الهاملة) المملوكة أصلاً للمواطن الموبوء بهم يُبيعونها بأبخس الأثمان وليذهب الوطن والمواطن إلى جحيم الدمار والخراب ، والمال السائب كما قالوا يُعلِم السرقة وما فعله هؤلاء يدُل دلالة لا تُدانيها الشُكوك بأنهم من مُحترفي السرقات وما فعلوه لم يقُم به عُتاة المُجرمين ومُعتادي السرقات في ما سبق من أنظمة..

قِصص من داخل المكتب السري لمن باعوا الفلل الرئاسية ، عنوان مُثير لتفاصيل أكثر إثارة أوردتها الجريدة في زمان الحُرية والانعتاق من سطوة وجبروت النظام الذي استباح أهله موارد السودان ، تصرّفوا في ميراث أهله من أملاك ومشاريع ومؤسسات لم تُضيف عليها الإنقاذ شيئاً بل سعت في تدميرها وبيعها بليل ، للأسف ضلّت هذه الأموال طريقها إلى خزينة الدولة ووجدت طريقها سالكاً مُعبّداً إلى جيوب (الفسدة) من مسؤولي الدولة ومن يُفترض فيهم المُحافظة على الموارد وتنميتها لا سرقتها..

نقّب المرضى وعُشاق أكل أموال الغير بالباطل وأصحاب النفوس الضعيفة ومن نمّت في داخلهم وترعرعت بذور الفساد وصارت غابات كثيفة وأثمرت أشجارها (للأسف) أشكال وأنواع من الفساد ، نقّب هؤلاء وبحثوا في خزائن مُستندات الدولة ركّزوا على عقاراتها وأراضيها المملوكة لها ومشاريعها القائمة المُنتجة فكّكوها وسرّحوا عُمالها ومُوظفيها واستغلّوا حاجتهم الشديدة للمال ثُم شرعوا في بيع كُل ما يُمكِن أن يُباع بما لا يتناسب وأسعاره الحقيقية ، رهنوا الكثير منها وتركوها عُرضة للضياع بعد أن قبضوا أموال الرهن وغادروا المناصب تحلّل منهم من تحلّل بالقليل من المال وهرب منهم من هرب..

أيُعقل أن تُباع مثل هذه الفلل الرئاسية (عالية الكُلفة) القائمة أصلاً على أراضِ حكومية تمتاز بموقع رأئع ساحر على ضفاف النيل تتضاعف أسعاره كُل صباح جديد بما يُعادل قيمة إيجارها لمُدة عام واحد..!!؟؟

لم يُحدثونا أصلاً عن تكلفة تشييدها ولماذا تمّ التصرُف فيها بالبيع والفلل الرئاسية بالطبع ليست وحدها وهكذا فعلوا بسكك حديد الجزيرة وبنايات السودان ذات الموقع الفريد في بريطانيا وخط هيثرو وسودانير والخطوط البحرية وكاد الميناء وغيرها من الأصول على مرأى ومسمع دولة الإنقاذ التي تُنافي أفعال قادتها شعاراتهم المرفوعة الداعية لقيم الفضيلة والزُهد في دُنيا انغمسوا في ملذاتها وأنستهم نعمها الكثيرة وما كنزوه من أموالٍ وفيرة شعاراتهم وأصبح القوي فيهم يسرق وينهب بلا مُحاكمة وتُقطع أيدي الضعيف ويُزج به في ظُلمات المحابس..

وكان الله في عون البلاد وأهله

بلا أقنعة
صحيفة الجريدة
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..