شرق السودان فى ظل الاهمال المتعمد

ظل الشرق يعانى ويرزح تحت ظل مثلث رهيب ( الجهل الفقر والمرض ) فكل ولايات الشرق الثلاث تعانى وكل الحكام الذين توالو على الشرق فقط يهمتوا فقط بحواضر الشرق وحتى اطراف هذه المدن لا يهمتوا بها والامثلة الدالة على ذلك كثيرة لا داعى لذكرها فى هذا المقال .فى تقرير سابق حول الاوضاع فى جنوب طوكر ذكر الاستاذ ابراهيم عمر الاتى :
معاناة إنسان جنوب طوكر
لم تكن كوارث الطبيعة وحدها من يقف خلف معاناة إنسان جنوب طوكر الذي عاش ظروفا انسانية سيئة عقب الحرب التي شهدتها المنطقة في العام 1997م والتي تسببت في نزوح الآلاف من المواطنين من قراهم ومدنهم ولجوئهم الي أطراف مدينة طوكر وبورتسودان في ظروف لا يحسدوا عليهم ، ولم يجدوا العناية من حكومة الولاية في ذلك الوقت ولا حتى منظمات المجتمع المدني ، واصبحت منازل اقاربهم وذويهم ببورتسودان هي الماوي الوحيد لهم ، وقد ظلت لمنطقة عقب تلكلحرب تعاني من الجفاف التام بسبب النهب الذي حدث في الممتلكات العام والخاصة ، اضف اي القيود الأمنية الصارمة التي تبعت واصبحت عقبة حقيقية أمام تحرك المواطنين ،بجانب انتشار الألغام في مساحت واسعة من المنطقة خاصة الطريق الرئيس وراح ضحيتها العديد من المواطنين هذه العوامل وغيرهها أسهمت في اقعاد المنطقة عن التطور ، بالرغم من الإمكانيات الضخمة التي تتمت بها المنطقة والتي بها ميناء عقيق والتي مازالت تنتظر ارادة حقيقية لقيادة البلد بتنوعه الإثني والعرقي ليبدأ العمل بها ، علاوة الي حركت التجارة بين الحدود والتي تم ايقافها لمبررات واسباب غير واضحة . هذا الواقع جعل المنطقة تعيش عزلة حقيقية أولا لوعورة الطريق لبري ولذي يكون مغلقا تماما في فصل الخريف إضاف الي الجفاف الذي يضرب بأطنابة في المنطقة والتي أصبحت منطقة شبه عسكرية حتى بعد انتهاء لحرب . مما حدى بالمواطن الهرب من المنطقة الي المدن الكبيرة . وهذا الواقع ما دفع قائد تيار التواصل بالبحر الأحمر حامد محمد علي بأن يصف انسان منطقة جنوب طوكر بأنه كائن منقرض في حديث صحفي له .
هذا فقط فى طوكر فى ولاية البحر الاحمر ولم نذهب الى كسلا والقضارف فهناك الكثير والمثير من المعاناة والتهميش ولا تزال هناك مناطق كثيرة فى الشرق تعانى من من التهميش والمعاناة وانعدام ابسط مقومات الحياة الضرورية فلا مستشفيات ولا مراكز صحية ولا حتى مدارس او رياض اطفال .
حديثنا عن معاناة انسان الشرق يطول ويطول ومهما اسهبنا فى القول فلن يكفى ولكننا قادمون لانتزاع حقوقنا ولاثبات للعالم اجمع بأن لن قضايا عادلة وسوف نسعى لتحقيق هذه العدالة عبر كل الوسائل المتاحة فما ضاع حق وراه طالب ونحن فى الشرق قادمون وبقوة ولا نامت اعين الجبناء ..
الحديث عن قضايا الشرق يطول وسوف نطرح قضايانا ومشاريعنا وهمومنا ولن نسكت عن اى تهميش ولا ظلم يحدث لانسان الشرق ونحن قادمون وبقوة وكما قالو ( احزرو غضبة الحليم ) .
ذكر الدكتور ابوامنة فى احدى مقالاته الاتى :
بالرغم ان البجا لعبوا عبر التاريخ دورا فعالا في الدفاع عن الغزاة الاجانب وشاركوا في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني وقدموا عشرات من الضحايا في معركة الجمعية التشريعية وتصدوا لكل النظم الديكتاتورية, الا انهم لا يجدون غير التهميش والاذلال من قبل كل الحكومات سواء كانت عسكرية او مدنية. انهم يدوسون علي وجداننا وعلي ثقافتنا وثراثنا.
ان الحكومات التي تعاقبت علي الحكم منذ الاستقلال وحتي الان سارت في نفس الطريق المتمثل في فرض هيمنة اواسط البلاد علي السلطة، وطبقتها الراســمالية علي الاقتصاد، وبتركيزالتنمية علي اواسط البلاد، وفرض ثقافتها ومعتقداتها الدينية ولو بقوة السلاح علي الاقاليم الاخري وتهميشها. لقد طالب البجا منذ الخمسـينات من القرن الماضي بالحكم الاقليمي وبالمشـاركة في السلطة وبتنمية منطقتهم فاتهموا بالعنصرية والجهوية وعرض وحدة البلاد للخطر.
كلما رفعوا صوتهم بأبسط المطالب انهـالت عليهم مطرقة الاتهام بالعنصرية.
فمرحبا بالعنصرية لو كانت تعني التحرر من العبودية والاذلال والانعتاق نحو حياة حرة شريفة .
فعلا نحن نسعى الى تحقيق متطلباتنا المشروعة من خلال كل الوسائل المشروعة  ولنا قضية وللشرق واهله قضية وللبجا قضية ومطالبنا واضحة لا تخفى على احد اما ان الاوان ان نرفع صوتنا عاليا ونقول لا للضيم لا للقهر لا للتهميش .
ونواصل الحديث

بكرى سوركناب
[email protected]