الاتفاق الثنائي ولد ميتاً ولم يختلف عن سابقاتها .

بالأمس تم توقيع علي الوثيقة الدستورية بحضور ضعيف من رؤساء  الدول  وكانت اغلب الحضور من الأصدقاء النظام السابق وغضب بعض الرؤساء وقاطعوا احتفال قبل إلغاء كلمة رئيس المجلس العسكري جهه التي قدمت الدعوة  ترك ممثل قوي الحرية  والتغيير دكتور الأصم انطباع السيئ من خلال رسالة طويلة و مكررة وتجاوز عمداً دور بعض الدول التي ساهمت في تقريب وجهات النظر بين المجلس العسكري والثوار من بينهم الشقيقة تشاد و قد غادر فخامة الرئيس إدريس دبي قبل انتهاء المراسيم بعد ما  تضايق من خطاب الأصم الذي تجاوز دور بلاده.
وكانت اول فشل لقوى اعلان الحرية والتغيير في إعداد برنامج احتفال  وترتيب المراسم و تقديم  الوفود المشاركة وبرامج مصاحبه لها .
وكانت حضور ضعيف من الدول التي صنعت قحت مثل دوله الإمارات العربية المتحدة و جمهورية مصر  العربية و السعودية الذي مثل علي مستوى وزير الخارجية عادل جبير الذي اجتمع بالأطراف الاتفاق وتم تأليبهم ضد إيران وحضر اللقاء دكتور الأمين ممثل حزب الأمة القومي وعضو الوفد قحت الذي هاجم علي إيران
و  كذالك عضو المجلس العسكري ياسر العطا الذي أعلن الحرب علي جمهورية الإسلامية في ذات لقاء الصحفي مقابل الدعم السعودية وارسال المرتزقة  كما اعتاد النظام الانقاذ يفعلها طوال ثلاثين سنة الماضية مما دفع المواطنيين من قوت يومهم جراء سياسات العقيمة  التي مزقت السودان
غياب وفود رفيعة المستوى من إيران و قطر وتركيا واريتريا و غضب رئيس إدريس دبي و انزاعاج سلفاكير  وغياب الولايات المتحدة والدول الاتحاد الأروبي التي مثل سفير دولة فنلندا مع وجود فرنسا وبريطانيا يؤكد ان الإتفاق الثنائي ولد ميتاً ولم يختلف عن سابقتها التي قبرت في مهدها.
في الواقع شارع السوداني منقسم بين الرافض للاتفاق بحجج منطقية هولاء هم الشرفاء المناضلين الذين حملوا هموم الوطن طوال ثلاثة عقود الماضية والنازحين و اللاجئين والثوار الأحرار  الذين رفعوا راياتهم وقالو الاتفاق لا تمثلنا و الحركات المقاومة الثورية التي رفضت الاتفاق  تخندقت في مواقعها و اغلقت  هواتفها بعد ما فقدوا الثقة في النخب النيلية .
من ناحية اخري احتفلت أنصار قحت في الشوارع هولاء اغلبهم لم يطلعوا علي الوثيقة الدستورية التي تم توقيع عليها و من نصوصها يعيدهم  الي المعتقلات و السجون  وغازات المسيلة للدموع تحت ذريعة الحالة الطوارئ في الحالة التظاهرة ضد النظام الجديد هذه الوثيقة أعطى   حق للرئيس الوزراء ومجلس السيادة الذي يرأسه  العسكر حق في تعطيل حقوق ممنوحة وفق هذه الوثيقة بحجة تهدد الأمن الوطني كما يفعلها الأنظمة السابقة .
في الواقع هذه الوثيقة غير ملزمة الا علي الأطراف الاتفاق وآثارها لا تتعدى الى السائر المواطنيين  قانوناً ودستوراً يحقق لهم عدم الامتثال لنصوصها التي تقسم السلطة الشعب بين الأطراف بعينها .
انتج هذا الاتفاق الثنائي نظام الجديد اشبه بالنظام السابق ولكن ادخل في حكومه جديدة عدد من اليساريين الشيوعين و البعثين العرب العنصرين  والتقليديين من احزاب الأمة والاتحادي  و الدقيرين الذين صنعتهم مراكز الاستراتيجية للنخب النيلية واستغلوا الثورة الشعبية وتآمروا علي قوي الهامش
و الشباب الثوري و تم ابعادهم من الساحة بعد سرقة الثورة .
نحن سودانين من نصنع الطواغيت في بلادنا وقد تخلصنا من دكتاتور البشير وصنعنا دكتاتور البرهان  الذي ورث كل كوارث الانقاذ وأصبح مثل البشير لا يستطيع زيارة المقر الأمم المتحدة لكي يمثل السودان بسبب ضلوعه في الجرايم الحرب التي ارتكبت في دارفور و الجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق .
هكذا انتهت النضالات الشعب من دون تحقيق دولة مدنية التي استشهد من اجلها الأبطال بل انتج النظام الشمولي جديد يكرس كل أسباب التي قاتلنا ضدها خلال ثلاثة عقود الماضية .

محمدين شريف دوسة
[email protected]