مقالات سياسية

رجاءً ضعوا المُفَاوِضِين في المجلس السيادي وعذراً للآخرين

حسب رأيي المتواضع كان الأجدر أن يتم اختيار أعضاء المجلس السيادي من نفس المجموعة التي فاوضت المجلس العسكري وكابدت مشقة التفاوض معه حتى الوصول إلى الإتفاق بغض النظر عن أقاليمهم ومناطقهم وقبائلهم التي انحدروا منها.. هؤلاء قد اكتسبوا خبرة ممتازة في معرفة الطرف الآخر والكفة الأخرى لميزان المجلس السيادي.. فليس من الحكمة أن نخسر هذه الخبرات المهمة والضرورية والملحة ونحن مقبلين أو قد دخلنا فعلاً إلى مرحلة تُعَدُّ الأهم والأخطر في تاريخ السودان الحديث.. هذه المرحلة مرحلة حساسة للغاية ولا تحتمل أي مجاملات من نوع يجب أن يكون هناك ممثل من دارفور وممثل من الشرق وممثل من جبال النوبة وممثل للمرأة.
يا سادة يا كرام الظرف والوقت والمرحلة لا تحتمل هذه المجاملات.. لقد سبق أّنْ كونتم مجموعة فاوضت المجلس العسكري فلماذا لم تُراعوا وقتها التمثيل الإقليمي والمناطقي والنوعي للمفاوضين؟.. أليس ابرام اتفاق يُحَدَّد مصير السودان كله من أقصاه إلى أقصاه كان الأولى بهذه المحاصصات؟.. يا سادة مجموعة المفاوضين قد منحتموهم الثقة الكاملة لإبرام أهم وأخطر اتفاق لتحديد مصير السودان ومستقبله ومستقبل أجياله دون أن يطرق سمعنا ونقرأ أَنَّ هذا ممثل لتلك الجهة وهذا ممثل لهذه الطائفة وتلك ممثلة لنوعها.. فلماذا تتم ازاحتهم الآن ووضعهم على الرَّف؟.. هل بلغنا بَرَّ الأمان وعبرنا إلى ساحل الديمقراطية المستدامة وصرنا فقط بحاجة إلى إشباع رغبة التمثيل المناطقي والقَبَلِي والطائفي والنوعي فينا؟.. رغم أنَّ اشباع هذه الرغبة في مستويات الحكم قد صار من الأمور التي تأنف منها وتستهجنها الأمم ذات الرُّقِي والحضارة.
ومسألة أخرى أنَّ الإختيار حسب الأقاليم والمناطق والقبائل والنوع اختيار يعتمد معيار خاطئ وخطير حيث يُكَرِّس الجهوية والمناطقية والقَبَلِيَّة وهو الأمر الذي تُحَارِبُهُ الدول الحديثة وتحرص على التَخَلُّص منه.. ويتم مقياس ومعايرة مدى تَقَدُّم الأمم وتَطَوُّرها بمدى تخلصها من هذه العاهات.. ما الذي سيضير السودان لو كانت غالبية المجلس السيادي تنحدر من منطقة واحدة أو قرية واحدة أو حتى أسرة واحدة من جبال النوبة أو أطراف دارفور على سبيل المثال طالما كان معيار اختيارهم هو معيار الكفاءة الأعمى الذي لا يرى ولا يجامل ولا يعرف أبعد من الكفاءة؟.. وحسب رأيي أنَّ الأكفاء والجديرين الآن لتولي مسؤولية وأعباء المجلس السيادي هم نفس المجموعة التي جلست لأيام وأسابيع وشهور وصبرت وعانت وقاست للخروج بأفضل نتيجة تُرْضِي شعب السودان وقد كان ما أرادوا.. وأنا أقول هذا الكلام وأسجل رأيي فقط كمواطن سوداني مثل غيره من المواطنين في جميع أصقاع السودان الذين يهمهم مستقبل بلدهم.. ولا توجد لدي اطلاقاً أي سابق معرفة بأي شخصية من الشخصيات التي تولَّت عبء مفاوضة العسكر لكني أرى أنهم وحدهم الجديرين الآن بمواصلة المهمة لموازنة كفة المجلس السيادي ولا سيما أنَّ أعضاء الجانب العسكري في المجلس السيادي هم نفسهم أعضاء المجلس العسكري.
ومسألة أخرى أنَّ مجموعة المفاوضين من طرف قوى اعلان الحرية والتغيير قد رأى الشعب ثمرات مجهودهم وكدهم ومعاناتهم رغم ما كان قد مَرُّوا به من أجواء ترهيب وترويع وشد وجذب.. وهي نفسها الأجواء التي قاستها جموع الشعب السوداني كلها.. لكنهم بحكم مهمتهم وتمثليهم كان وضعهم وضعاً خاصاً، حيث كانوا في وجه المدفع.. وكل ذلك لم يُؤَثَّر فيهم ولم يفت في عضضهم وعزيمتهم واصرارهم.. وكأنَّهم كانوا يحملون أكفانهم في أياديهم ولا يُبالون بأي مصير.. لكن الأهم كان لديهم هو الخروج من كل هذه المَعْمَعَة بأفضل ثمرة تُهْدَى إلى شعبهم الثائر المُعَلِّم والذي يستحقها عن جدارة وهي أقل مما يستحقه.

المُعَز عوض احمدانه
[email protected]

 

‫3 تعليقات

  1. والله اوفيت وكفيت.
    ساهروا،وتعبوا، ومرضوا، وبعد هذاء يجوك ناطين ناس سلخ جلد الباعوضة،بان قحت حادت عن طريق الثورة، نقول شنووووو
    دبموقراطيااااو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..