المقالات والآراء

اليوم نرفع راية استقلالنا

مضت سنوات طويلة منذ أن خرج الإنجليز من بلادنا وظللنا كل هذه السنوات نحتفل بهذا الانجاز الذي يعتبر لكل الشعوب مناسبة تحتفل فيها بعيدها القومي وبنيلها حريتها .
حقيقة ، نحن في السودان لم ننعم بطعم الاستقلال إلا اوقات قليلة ، سقطنا بعدها في لجة الاحباط يسوقنا السأم ويرافقنا الألم ونحن نعيش في ظلمات من تحكموا فينا ظلما وعدوانا بغير حق .
حاول شعبنا العظيم أن ينتفض مرات ومرات ولكن في كل مرة يقوى الاستبداد ويعود أسوأ مما كان ، إلى أن أطل علينا فجر الإنقاذ الأسود ، فأحال نهارنا ليلا وسفه أحلامنا ، وقتل طموحنا ، فقتل من قتل وهاجر من هاجر وسجن من سجن ، والسنوات الاخيرة في حكم الانقاذ كانت وبالا على كل البلد .
وكادت أن تدخله في كارثة كبرى لولا أن سَتَرنا الله وحفظنا . له الحمد وله المِنة .
ما حدث من ثورة في بلادنا مناسبة قل ان تتكرر في كثير من البلاد التي عاشت ولاتزال تعيش نفس الظروف التي مرت بنا ، من مقاومة لنظام فاشي غاشم لا يتورع عن استخدام ابشع الاساليب لقمع معارضيه من سجن ، وتعذيب ، واغتصاب ، وقتل بدم بارد . ويمارس السرقة والنهب علانية ، والمصيبة الكبرى انه يستر كل ذلك بالدين الحنيف .
ظن العهد البائد أنه اسكت صوت الشعب والشرفاء منه ،ونسى أن الله فوق الجميع هو العادل يرى ويسمع ويمهل ولا يهمل .
طبعا طريق الثورة ليس مفروشا بالورود ولا معبدا ، الكل يدرك هذا ، ولحسن الحظ أنه بالرغم من كل المخاطر إلا أن الطريق واضح لا لبس فيه ، والشعب واع ومدرك لكل ما يحاك ضده .
لقد فشلت ثورة اكتوبر ومن بعدها ابريل والسبب هو التنظيم الإخواني الداعشي الذي خطط لخطف الثورتين وقد نجحوا بخبثهم الذي كان أشد وضوحا في أبريل ، فما حدث من تولى لسوار الذهب لمجلس قيادة الثورة والدكتور الجزولي دفع الله لمجلس الوزراء ، إلا حلقة من حلقات تآمرهم فكلاهما كادر اخواني فضحتهما المناصب التي انعم بها عليهما التنظيم فيما بعد .
لقد اتخدع الناس وربما إلى الآن بالدعاية التلميع الإخواني الكثيف لفرية زهد و قناعة سوار الذهب حتى صدق هو نفسه أنه زاهد في السلطة وأول عسكري عربي يتخلى عنها طائعا مختارا ويسلمها للمدنيين ، وهو في حقيقة الأمر لم يسلمها إلا ليتلقفها تنظيمه فيما بعد ، فلم نشهد أي محاكمة لرموز الإسلامين الذين شاركوا النميري في حكمه وقمعه للشرفاء وانشغلوا بالسيطرة على موارد البلد المالية وتسيس الجيش ، استعدادا للانقضاض على السلطة وهو ما حدث في يونيو 1989م في الانقلاب الكيزاني المشهور .
حسنا فهم الشعب وفهمت قحت ان ألد أعداء الأمة هم جماعة الإخوان الداعشية ، والفهم وحده لا يكفي فقطع رأس الحية لا يقي من سمها ، فلابد من حظر هذه الجماعة حظرا كاملا واعتبارها منظمة ارهابية والتعامل معها وفق هذا المفهوم .
لا خطر حقيقي يهدد السودان إلا خطر واحد وهو هذا التنظيم الغريب على قيمنا واخلاقنا وديننا .
كسرة ثابتة :
حظر جماعة الإخوان المسلمين واعتبارهم منظمة ارهابية واجب ديني ووطني واخلاقي يجنب الوطن كثيرا من الأخطار والمشاكل .

د.زاهد زيد

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..