
بسم الله نبدأ كتابة المقال الأول عبر هذة الصحيفة العريقة ، أشكُرهُم علي إتاحة هذة المساحة للمُساهمة عبرها ، وهو أول مقال بعد إنتصار ثورة شعبِنا علي نِظام التمكين البائد ، نسأل الله الرحمة لشُهداء الثورة الذين قدموا أرواحهِم لأجل سودانً جديد تُتاح فيه الحُريات ويشيعُ فيه السلام وتتحقق فيه العدالة ، نُبارك للشعب هبتهُ الباسلة ضد الألة الأمنية الغاشمة وأنا علي يقين أن ثورة يحرسُها هذا الشعب هي بالغةً أهدافها بإذن الله ولو بعد حين .
تشكلت جبهة وطنية عريضة كأكبر جبهة مُقاومة في تاريخ السودان الحديث هي قوي إعلان الحُرية والتغيير قادت هذا الحراك السلمي لها أخطاء لكنها إستطاعت الوصول عبر بسالة شعبنا وثقتهِ الوصول الي إتفاقً سياسي وإعلاناً دستوري يوصف بالتاريخي مَهد لإقامة سُلطة إنتقالية مدنية عبر مجلس سيادة بأغلبية مدنية ومجلس وزراء مدني بصلاحيات تنفيذية كاملة ومجلس تشريعي 67% منهُ لصالح القوي التي قادت الثورة لحُكم البلاد لفترة إنتقالية تعقُبها إنتخابات عامة .
ثورة شعبية إنتظمت كافة مُدن السودان في هبةً واحدة توجت بإعتصامٍ سلمي يُمثل نموذجاً للتحركُات الشعبية السلمية إستطاع أن يقتلع نِظام الفساد والإستبداد في ستة أيام ، ولم يكتفي بذلك بل إستمر ليُحقق بقية أهدافه والمُحافظة عليها واحدةً تلو الأخري ، فُض بقوة وحشية في الثالث من يونيو ليُكتب في التاريخ بمداد من دماء الشُهداء فِلذات أكباد أعزاء وقبلها في الثامن والعاشر من رمضان أيضاً ، ونضع ثقةً في اللجنة الوطنية التي ستُشكلها حكومة الكفاءات المُرتقبة في إقامة تحقيقً مُستقل لمُحاسبة كُل من خطط وأمر ونفذ ، كُل ذلك ولم تنكسِر عزيمة الإرادة الشعبية فقد إستمر شعبنا في التعبير عن نفسة بالطُرق السلمية والتي توجت في الثلاثين من يونيو عبر مليونية مهيبة وفاءاً لدماء الشُهداء وكان ذلك بمثابة إستفتاء شعبي علي عدالة القضية الشعبية .
سلمية الثورة السودانية كانت مصدراً للإلهام لكل شعوب ودول العالم ودرعاً منيعاً لحمايتها ، واجهت نظاماً لا يعرف إلا البطش لُغةً ، مما أجبر الكثيرين داخلياً وخارجياً أن يعلنوا إنحيازهُم لها ولخياراتها العادلة ، كثيرين أيضاً تربصوا بِها ومازالوا أولهُم الدولة العميقة بإنقلابها المشؤوم وأنصارها الذين يدعمون ثورة مُضادة وأخرون الذين لا يُريدون نِظاماً ديموقراطياً مُستقل ولهُ إرادة في السودان ولكن لم يجدوا إلي ذلك سبيلاً فقد سُدة في وجههم كُل السُبل لتنتصر إرادة الشعب .
إنتصرت الثورة بسلميتها ووحدة مكونات قيادتها حول هدفٍ مُشترك لذلك لابُد من قوي إعلان الحُرية والتغيير إجازة لأئحة مكتبها القيادي وقيامهِ فوراً جامعاً لكافة القوي المدنية والكفاح المُسلح ليكون سنداً للحكومة المدنية المُقبلة وأن تُدار الخلافات وهو أمر صحي يُكمل أي نقص متي ما كان موضوعياً بروح الفريق المُشترك فالهدف واحد وهو السلام العادل الشامل وإتاحة الحُريات والتحول الديموقراطي المنشود وتحسين معاش الناس أولوية وغيرها .
تعيش الدولة السودانية مُنذ الإستقلال في حالة إضطراباً سياسي بين ديموقراطية لا تدوم تنتهي بمتوالية شريرة من الإنقلابات العسكرية وهذة موروثاتُها لإخر إنقلابٍ جبهوي أنتج تشوهات جسيمة في كافة مناحي الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
من خلال هذة المساحة اليوم أردت إثارة الرأي العام حول مسألة الحصانة الشعبية ، لحماية النظام السياسي سواء الذي سيأتي الأن عبر الشرعية الثورية أو ما يليه عبر التفويض الإنتخابي ومُستقبل الدولة هذة الحصانة تُشكل درعاً شعبياً منيعاً لرفض الإنقلابات العسكرية اياً كان غرضها او من يقف خلفها ليس ذلك وحسب بل ومواجهتها بكُل حسم ورفض اي محاولة للإنقضاض علي الديموقراطية التوافقية الوليدة .
أيضاً نحنُ علي أعتاب التشكيل الحكومي لحكومة الكفاءات الوطنية وهي في حاجة ماسة أيضاً للحصانة الشعبية والدعم والسند الشعبي هي بلا شك ليس بيديها عصا موسي لتُغير واقع التركه المأساوية بين ليلة وأخري فأمام هذة الحكومة عدة تحديات أولها السلام وهو القضية المركزية في التغيير والتعافي الإقتصادي وإفعال مبدأ المُحاسبة لكلُ من أجرم بحق الشعب وتفكيك دولة التمكين الحزبي لصالح دولة المؤسسات ودولة كُل السودانيين ووضع دستور دائم يُجمع عليه كافة أهل السودان وإقامة علاقات خارجية مُتزنة تُراعي مصالح الدولة السودانية العُليا والعمل علي المصالحة الوطنية الشاملة بين كافة السودانيين بعدالة وإشاعة الديموقراطية في المجتمع تنتهي بإقامة إنتخابات حُرة ونزيهة يصعد فيها من يؤيدهُ الشارع .
عاش السودانيون عهوداً من المعاناة وأن الأوان ليحق لهُم ألأمل لواقعً جديد ملئ بالتفاؤل لبناء الوطن الحُلم دولة كُل السودانيين دولة رائدة بين الأمم كأنسانها السوداني وأنا علي يقين أن الشعب سينتصر لكُل ذلك ولوطن الحرية والسلام والعدالة .
ايليا روماني وليم
[email protected]