البشير .. (صباحو كدب)

أطياف

وقف خلف القضبان مبتسماً لا ادري ماالذي جعله يضحك وهو يواجه تهمة تتعلق بالأخلاق وخيانة الأمانه وأكل المال الحرام وهو اتهام في العاده والعرف السوداني قد لايسمح لصاحبه ان يرفع رأسه لكي يمعن النظر في محاكميه …فبالرغم من انه جُرم يحاسب عليه القانون الا انه يُعد عيباً تستحي منه الأسر الشريفه المحترمة ان تعرض ابنها لمثل هكذا موقف فما الذي جعل البشير يضحك عند مثوله أمام المحكمة دون حياء ؟

ربما ضحك البشير لأنه لايخشى المحاكمة ويثق في حكمها او اراد ان يقول لنا بلغة الإبتسامه ان القضاء مازال (مُسّتغَلاً) و تحت إمرته وتصرف نظامه
يضحك الرئيس المخلوع وشبابنا زُهّقت أرواحه عند بوابة القيادة دون مراعاة لشهر الصوم شباب نضر سالت دماؤه فقط لانه خرج من أجل ان يغادر البشير مقعده
يضحك البشير والبلاد تمر بأخطر منعطف لكي تخرج من نفق مظلم ادخلنا فيه لعقود وجعلنا نتوه ثلاثيين عاما دون ان نعرف مخرجاً ضعنا وضاعت آمالنا وأحلامنا ونحن تحت وطأة حكمه القاسي والمرير

ومع ذلك يقف البشير يتبذَّل دون حياء ليبرر حيازته لمال الشعب ويدعي إن تلقيه ملايين الدولارات التي ضبطت في منازل تخصه عقب الإطاحه به لاعلاقه لها بالدولة وانه تسلمها من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان وهي مبلغ 25 مليون دولار استلمها مدير مكتبه حاتم حسن بخيت، بجانب مبلغ 35 مليون دولار من العاهل السعودي، الراحل الملك عبد الله، في عهد مدير مكتبه الفريق طه عثمان، بجانب شيك بمبلغ مليون دولار من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد، قال إنه لم يعرف أين ذهب.

بربكم في في جميع دور السينما ودور العرض والقنوات المتخصصة في بث الأفلام العربيه والأجنبية… في بوليوود وهوليوود هل شاهدتهم مثل هذه المسرحية المضحكة ؟
والسؤال ان كانت هذه الأموال لاتخص الدوله اذن ماهو الدور الذي كان يلعبه الرئيس في هذه الزيارات التي تم منحه فيها هذه المبالغ بأي نعت وسِمه وقف امام هؤلاء المانحيين واي عرض باهت قدمه حتى يرضيهم ليقدموا له هذه (الظروف )
هل وقف الرئيس وطأطأ رأسه ام انحنى ليشرح حاله ( المايل ) كيف كان مشهد التسول (الشخصي) لطالما انه ليس بأسم السودان (فالأموال لاعلاقه لها بالدولة) إذن لم يقدم نفسه كرئيس جمهورية فالموقر رئيسنا الذي يمثلنا كان يخلع جلباب الدوله و(يمد يده ) شأنه شأن اي متسول في شوارع الخرطوم ( كرامة لله ) …(طالب من الله)

والبشير مافتىء يمارس هوايته المحبوبه يكذب ويتحرى الكذب وكأنه يخاطب جماهير واحده من ولايات السودان درج على الكذب عليها كلما اقتربت الإنتخابات
فالبشير يقول للمحكمه انه لايملك شيئا سوى مزرعته وبيته بكافوري ) وبالتأكيد انه اقسم على ان يقول الحق ولاشي غير الحق
ولكننا لسنا أغبياء ولانعاني من خلل دماغي حتى نصدق مايقول (بيت واااحد بس) الحمد لله انك قلت في كافوري كان الكل سيفهم انك ببراءة تقصد (بيتكم في حوش بانقا ) او اننا عشنا على اننا نشاهد احمد ادم في ( صباحو كدب )

يبدو ان البشير لم يتوضأ جيدا بعد خلعه من منصبه حتى يصلي لربه ليطلب العفو والمغفره لمافعله بالشعب والسودان وان زوال حكمه وعهده بثمن دم الشباب لم يجعله يعتبر بل ثَلَب وسفه كل تضحياتهم ووقف أمام القضاء ضاحكاً مستبشراً
أضحك يارييس فالمركب عبّرت بعد ما كادت تغرق اضحك فكلنا نعيش فرحاً ونضحك هذه الايام بعد ان حققنا حلم المدنيه وحلم الحريه وحلم ان تقف انت هنا لكي يشاهد كل الذين يناصرونك ويساندوك كبيرهم خلف القضبان فنحن نقتص لكل من وقف مكانك ظُلماً ولكل من أرسلته الي حبل المشنقه دون ان تعطيه حقه في هذه الفرصه التي وجدتها أنت بالمحكمة

أضحك ياريييس لكن لاتكذب .

طيف أخير :
وفرحك ياوطن أطنان
وقف سجانك المغرور
وراء القضبان
سجين مذلول
بعد ماكان سنين سجان

صباح محمد الحسن