المقالات والآراء

رسالة إلى من يهمه الامر …. فارس النور وزيراً

قال رسول الله صل الله عليه وسلم ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له) وهو حديث صحيح رواه الشيخان في الصحيحين. المعنى اننا البشر نختلف اختلافات كبيرة من حيث الامكانيات الفطرية التي ولدنا بها وورثناها والشغف الذي يوجد في ارواحنا تجاه بعض المجالات والمسلك الذي نسلكه في الحياة وما يتمخض عنه ومدى النفع الذي نقدمه لانفسنا واهلنا واوطاننا.
هذه المعادلة (ميسر لما خلق له) تحتاج الى اطراف عديدة حتى تنجح ، الابوين والمدرسة والمجتمع والشخص نفسه، حتى من البداية يستطيع الانسان ان يتعرف على امكانياته ومواهبه ويحدد مجاله وما هو (شغفه) والطريق الذي يريده في الحياة. اذا كان شخص يحب مجالا معينا ودرس تخصصا يربطه به واشتغل فيه عندما يتخرج او يبدا حياته العملية فاننا بكل تاكيد امام شخص ناجح تماما. وهذا هو الموضع الذي تنطبق فيه مقولة (الشخص المناسب في المكان المناسب).
هذه الفترة من تاريخنا الوطني ونحن نمر بمخاض عسير للوطن وننتظر الخلاص. هناك فئات كثيرة او الحقيقة كل فئات الشعب السوداني مظلومة وتنتظر شيئا من التعويض ورد الاعتبار ! بداية من اسر الشهداء على طول الثلاثين عاما الذين قدموا ارواحهم رخيصة للوطن، من دخلوا بيوت الاشباح وقبعوا في الزنازين والمعتقلات، المفقودين والجرحى والمصابين. اهلنا في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة الذين تعرضوا لاقسى انواع التطهير العرقي والقتل والحرق والتعذيب، قضى منهم من قضى ومن ظلوا على قيد الحياة اصبحوا نازحين ومشتتين في المعسكرات. المحالين للصالح العام وهؤلاء شريحة كبيرة في المجتمع ضحايا التمكين القبيح. النساء العظيمات الكادحات الامهات وربات البيوت ونورها اللائي جلدن وعذبن. المدافعين والحالمين بالديمقراطية والمدنية وظلوا يقاومون النظام البائد الظالم. المغتربين الذين عاشوا سنينا طويلة في الغربة كادحون وحزينون خارج وطنهم وكل حلمهم الكبير ان يعودوا ويشربوا شاي المغرب في الحوش مع امهاتهم !
الا ان اكثر فئة تحتاج الى اعانة عاجلة واهتمام كبير هم ( اطفال الشوارع) او كما سماهم (فارس النور) ( ابطال الشوارع) انه عار كبير الا نقدم المساعدة لهؤلاء الاطفال وخسران كبير ايضا لانهم ابناء هذا الوطن وبامكانهم اذا كبروا وتربوا وتعلموا ان يردوا الجميل للوطن ويسهموا في رفعته.
اختيارالشخصيات التي سوف تقود الحكومة المدنية هي امانة ومسؤولية تاريخية في مسيرة هذه الثورة العظيمة والشعب الاعظم في العالم قاطبة ! يجب الا تخضع لاي معايير غير الكفاءة والمعرفة بالمجال والقدرة على المساعدة في اخراج الوطن والمواطن من هذا النفق الذي نحن محتجزين فيه. اتمنى ان تصل كلماتي هذه الى من بيدهم الامر لانني اعتقد جازمة ان فارس النور هو انسب شخص لمنصب وزير الشؤون الاجتماعية، لانه سيكون كسبا كبيرا للوطن ولهولاء الصغار الابطال. هو شخص من الواضح وجد شغفه في الحياة وانشا منظمة (مجددون) منذ عشرين عاما هو وبعض الشباب وبدؤوا نشاطهم ب 20 سندوتش ووصلوا الى 40 مليون وجبة للاطفال الجوعى في المدارس وابطال الشوارع المشردين بلا ماوى في شوارع وخيران الخرطوم. ووصل به حد حبه لهم ان بات معهم يوما في المجاري ! ( الفيديو موجود على اليوتيوب). وهو الفائز بجائزة الشيخ محمد بن راشد في مبادرة صناع الأمل بميلون درهم امارتي عن منظمة مجددون السودان، التي تعد أكبر مبادرة بالوطن العربي تهدف لتكريم أصحاب العطاء جنود الإنسانية المجهولين الذين يسعون في مشاريع إنسانية تطوعية وترسيخ قيم العطاء وبث ثقافة الأمل والتفاؤل ومحاربة اليأس وتحسين ظروف الحياة في أوطانهم. وهي جائزة كانت المنافسة عليها شرسة وذات مقاييس عالية وشاركت فيها الاف المنطمات الخيرية في العالم العربي.
في هذه المرحلة نحتاج الى اشخاص لهم حب حقيقي للمجال الذي هم فيه ويعرفون دروب هذا المجال وعملوا فيه واتسخت ايديهم بسسب العمل فيه. لا نحتاج وزراء ووزيرات من اجل الوجاهة والمستوى الاجتماعي …. لقد شبعنا وارتوينا منهم ولم يقدموا شيئا للوطن. ليس انسب من هذا الرجل الذي ينفق على هؤلاء الابطال من حر ماله ومهموم بقضاياهم وساعد الكثيرين منهم في حياتهم وكثير منهم عمل واستقر وتزوج وانجبوا اطفالا واطلقوا عليهم اسم (فارس)! هذا الجندي الانساني المجهول ايضا سيمثل حلقة وصل جيدة وثقة بين تلك الشريحة وبين الذين يريدون ان يتبرعوا ويعملوا وينفقوا في هذا المجال عملا لوجه الله ولكنهم يخافون من ضياع فلوسهم (شمار في مرقة) حيث الفساد والقسوة والظلم التي احاطت بنا في الثلاثين عاما الماضية. وايضا هو حلقة وصل ووجه مشرف في المجتمع الخارجي الذي يدعم هذه النشاطات الانسانية وقد رايناه في التلفزيون عندما استقبله الشيخ محمد بن راشد في اجتماع للتباحث حول هذه القضايا الانسانية.
كتبت هذا المقال وقد احسست بمسئولية وربما يمثل لفت نظر ويتمخض عنه فائدة لهذه الشريحة ولهذا الوطن الجريح. غني عن القول ان كاتبة هذا المقال لا تنتمي لاي حزب سياسي كما السواد الاعظم من هذا الشعب ولا تعرف طيب الذكر فارس النور ولا تربطها به صلة قرابة او معرفة، وليست له اية ابعاد اخرى غير البعد الانساني ومصلحة الوطن.

شذى عبد الحفيظ محمد رحمة

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..