مقالات سياسية

 رسالة الى الدكتور حمدوك

ان كلماتك الرصينة والموجهات التي صغتها في مؤتمرك الصحفي تنبئ بكثير من البشريات والعزيمة الصادقة للمضي بالسودان قدما نحو التحول الديمقراطي وارساء دعائم الحرية وانتشال البلاد من وهدتها الاقتصادية المزرية .. بالطبع هناك الكثير من المرافق التي دمرها النظام المباد ان لم تكن كلها وبما انك كما قلت لاتملك عصا موسى وهذه حقيقة لكنك تعلم اكثر مني ان مشوار المليون ميل يبدا بخطوة..
وبما ان الاحياء والفرقان والمناطق تعتبر ال Grass Root لاى تنمية وتغيير وحيث ان الخدمات هناك متدهورة ومعانات الناس في قمتها بسبب سلوكيات منتسبي النظام البائد وكيزانه وتغولهم على البسطاء والكادحين وفرض الرسوم والضرائب الباهظة عليهم تحت العديد من المسميات ( نفايات، ضرائب على كل شئ، دمغة الشهيد، ودمغة الجريح، والرسوم على بائعات الشاى الشريفات واطفال الدرداقات…الخ) من غير وجود لابسط الخدمات مقابل تلك الجبايات, حيث ان معظم ما يجمع من مال يذهب الى الجيوب وليس الى خزينة الدولة ليرى المواطن عائده في شكل خدمات كما في كل الدول الحرة التي تحترم مواطنها…عليه فانني ارى ان تلتفت الحكومة الى المعتمديات وعبرها الى المحليات بان تضع على راس هذه المؤسسات حراس الثورة من شبابها وشاباتها وتعمل على تعيينهم في هذه المؤسسات وتدعمهم ببعض الخبرات من الضباط الاداريين الذين لم تتلوث ايديهم بمفاسد النظام البائد ويكون دورهم الاساسي الاشراف على الخدمات في الاحياء وتنظيم الاسواق واعادة تاهيلها وفتح المجاري وتأهيل الطرق واصحاح البيئة وتنظيم الباعة وايجاد اماكن مخصصة لهم وتأهيل الاسواق (الاسواق المركزية بالعاصمة والولايات مثلا) واعادة بنائها بحيث يطمئن المواطن على سلامة المواد الذائية خاصة الخضروات واللحوم، ومن ثم تقنيين الضرائب وازالة كل التشوهات الاخرى من جبايات وغيره مما يخفف العبئ على المواطن البسيط ويقلل من تكاليف المعيشة..
فقد هتف الثوار والثائرات كثيرا وقالوا الحل في البل…واظن انه قد حان الاوان ان يتولى الشباب وحرائر الثورة دفة القيادة ..ويدعموا الدكتور حمدوك ووزارته المرتقبة حتى تتمكن من انتشال البلاد من هذه المعاناة ووضعها على الطريق الصحيح..انها اقصر الطرق للتخلص من الفاسدين وازيال النظام البائد …كما انها فرصة لحل مشكلة البطالة والتقليل منها الى ان نصل الى المرحلة التي نحتفل فيها بصفر بطالة ..فليكن تمكين الشباب هو شعار المرحلة القادمة ..وباذن الله ان سرنا على هذا الدرب سوف نرى سودانا مشرقا مزدهرا يمر قطاره برواندا يسلم عليها ويعبرها تطورا ونمائا..فنحن الشعب الذي علم الشعوب وينبغي ان يتبوأ مكانته التي يستحقها بينهم..والله ولى التوفيق..

أ. محمد عثمان الباشا
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..