
“لم اشك للحظة في ان الموسيقى و التفكير متشابهان بل يمكن القول بان الموسيقى هي طريقة أخرى للتفكير و ربما التفكير ما هو الا نوع آخر من الموسيقى” . اروسولا لي جوين
أنني أجد الاهتمام بالفن و الأدب ذات أهمية و يوازي أهمية بناء المؤسسات و سياق القوانين و تحقيق السلام و تحديث التعليم في المرحلة القادمة. الموسيقى لست اقل شان من الديمقراطية او السلام بل هي الأساس الذي يقاس به حجم الدمقرطة في المجتمع. كذلك هي تمثل هوية الامة و تأكيد وجودها بين شعوب العالم و نشر ما نملكه من ابداع و جمال.
عبر تجربتي البسيطة للاستماع لموسيقى متنوعة حول العالم لاحظت بآن الشعب الذي ينتج موسيقى من ثقافاته نجده قد انتج عبرها هوية وطنية موحدة بالرغم من الإختلاف العريقي و اللغوي و الديني. فمثلا في نيجيريا عبر الموسيقى توحد ذلك الشعب الجميل و أستطاع ان ينشر هذه التنوع و الاختلاف حول العالم ليعرف الناس نيجيريا ليس فقط بكرة القدم او بالنفط بل أولاً عبر موسيقىها الراقصة. و الان عبر الموسيقى تقدم ثقافتها الي العالم. تجربة نيجيريا بإمكان السودانيين التعلم منها و تطوير الموسيقى بعد ان مات مشروع توطينها في منتصف الطريق.
نحن السودانيون محظوظون لأننا نمتلك خصائص لا تتوفر في دول أفريقيا وعي السياسي و مجتمع متحضر بسبب موقعنا الجغرافي و لكن ليس من ناحية الفن و الادب لذلك مهما قد اقتبسنا من مصر و محيط البحر الأبيض يظل الفن و الادب السوداني نسخ رديئة و مزيفة بلا جزور عميقة في الثقافة السودانية ولا تعبر عن الهوية و التنوع الغنى في مختلف السوداني.
ان الثورة على المستوى السياسي يجب ان تصاحبها ثورة على المستوى الثقافي أيضاً حتى نتجاوز موسيقى البكاء و الحزن موسيقى النوم و الاكتئاب تلك الموسيقى بسلمها الخماسي لا يمكنها ان تكون موسيقى عالمية ولا حتى سودانية و لا يمكنها ان تقوم بدورها الأساسي. لقد كانت موسيقى نخبة مهيمنة في لحظة من تاريخ السوداني القديم وسعادتها الظروف و عبر مؤسسات الدولة (السلطة) لتكون موسيقى الدولة و ليس الشعب. لذلك على الدولة الديمقراطية و المتخصصين في الفن السوداني وضع أسس حديثة و بحوث و قوانين لإنتاج موسيقى سودانية تعبر عن الشعب السوداني و مشاركة العالم بما نملك من فن لان ذلك واجب إنساني و جمالي علينا كسودانيين. على وزارة الثقافة و أتحاد الموسيقيين و كليات الموسيقى و شركات الإنتاج الجلوس للنقاش حول مستقبل الموسيقى السودانية. إنه عصر الثورة فتكن ثورة شاملة لبناء أمة سودانية عظيمة.

[email protected]