مقالات سياسية

هل حدد الدين شكلاً للدولة؟

الرسول عليه الصلاة والسلام مات ولم يحدد شكل نظام الحكم (ملكي ..جمهوري.. عسكري .. الخ)

الرسول عليه الصلاة والسلام كان امتدح نظام حكم النجاشي الحبشي وكان معجبا به وهو كان بطبيعة الحال نظام غير اسلامي وتحدث عن عدله ونزاهة نظامه لدرجة انه أمر اصحابه بالهجرة اليه حين اشتد عليهم الحصار في الجزيرة العربية

من ما سبق دليل بأن الدين ليس لديه شكل للدولة ولم يحدد نوعها وبالتالي يتم التعامل مع الدين كقضية اجتماعية وثقافية وحديثي هنا عن جميع الاديان السماوية وغيرها ومن ضمنها الدين الاسلامي
ونجد جميع شعوب الدنيا وصلت مرحلة القناعة التامة بذلك منذ عقود فلم نسمع بأن المسيحيين الارثوزيسك في اوروبا يخرجون في مظاهرات ويطالبون بعودة ذبح وصلب او رجم غيرهم من طائفة الكاثوليك في الشوارع او من الطوائف الاخرى او الاديان الاخرى كما حدث في العصور الاولى
ولم نسمع بأن الايطاليين خرجوا في مظاهرات او كونوا جمعيات او أسسوا صحف تطالب بالرجوع الى زمن الدولة والحضارة الرومانية وهمجيتها عندما كان يدخلون المحكوم عليهم او المختلفون معهم في الرأي في ملاعب مغلقة وبها اسود جائعة وكان الناس يذهبون للتفرج والتسلية لهذه المعركة الغير متكافئة ويستمتعون في كيف تأكل الاسود معارضي الامبراطور والمحكوم عليهم باشراف رجال دين الكنيسة ..
لكن للأسف المسلمون هم الوحيدون من يريدون الرجوع الى ازمنة مضت ويخرجون في مظاهرات ويعقدون الندوات ويؤسسون المؤسسات التعليمية لانهم يريدون ارجاع المجتمع الى الوراء الى زمن الجزية وسبئ النساء غير المسلمات وبيعهن في الاسواق كما يريدون الرجوع الى دولة ابو العباس السفاح والقتل المباح وزمن الحجاج بن يوسف وعهد بني امية عندما كانوا يرسلون الجيوش الى المدينة المنورة لتنكل بنساء وحفيدات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتصارعون من اجل الحكم هذه هي شكل الحضارة التي سادت في دولة المسلمين اكتر من غيرها وعندما تسمع الخطب في الجوامع وارجاع الخلافة الاسلامية هذا هو شكل الخلافة التي كانت صراع علي الحكم والانتقام من يختلف معهم في ابسط امور الدين
إذاً يريدون الرجوع الى الدين الهمجي الذي فرضته داعش والتي ايدها واعلن مبايعتها الجزولي في جميع خطبه الشهيره ودين القاعدة التي دعمها عبد الحي يوسف (المأذون الشرعي لعائلة المجرم البشير) والاثنين هما الآن شركاء في تأسيس حزب عقيم يتحدث باسم الدين وكلامه عن الدين ولكن في مضمونه حزب متخلف متوحش يبيح القتل والتفجير لمن يخالفه الرأي فهل أجتنبتموه؟

ياسر عبد الكريم
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..