ذكاء نهلة واستقلالها الفكري

(1)
الهجوم العاجز والمهووس على نهلة بغرض اغتيال شخصيتها وتهديد أي “نهلة” أخرى لا يزال يتواصل. ولقد تحوّل هذا الهجوم أخيرا على يد البعض لشيء ذي لون مختلف، إذ قرروا اغتيال شخصية نهلة بإعادة رسمها كشخصية مهزوزة مشوّشة تعاني من صغر سنها ومحدودية خبرتها ولا تعرف ما ينفعها مما يضرها وأنها مجرد ألعوبة في يد آخرين.

هذه الصورة تقصد بالطبع تشويه الشخصية الحقيقية لنهلة. ورغم أن الدافع الأولي لتقديم مثل هذه الصورة المسخ هو دافع الكيد السياسي الذي برع الإسلاميون وحلفاؤهم من المنتفعين الجدد في نسج خيوطه، إلا أنها صورة لم تأت من فراغ وتعكس في واقع الأمر أصداء ما يعتمل في داخل الوعي الإسلامي. إن الوعي الإسلامي الذي يختزل المرأة لكائن “ناقص عقل” يصدمه ويسؤوه وقوفها على قدميها وإعلانها لثورتها وكسرها لقيودها.

(2)
إن كان هناك ما يميز نهلة وما يلمسه المرء منذ أول لقاء معها فهو ذكاؤها الحاد واستقلالها الفكري. نهلة شابة متعلمة مثل الكثيرات من بنات جيلها، ولكنها بالإضافة لتعليمها تملك ميزة أخرى تضعها في دائرة خاصة وسط المتعلمين وهي ميزة العقل المتسائل الذي لا يقف عند حدود المعلومة ويجهد ليرى ما يكمن خلف المعلومة. ولأن عقل نهلة عقل يرفض الاجترار ويعشق السؤال فهو أيضا عقل مستقل يبحث دائما عن أفق جديد ولا يتهيب من الدخول في عوالم جديدة والسير في طرقات وعرة غير مطروقة.

إن كنت من الذين يلتحفون أفق الماضي وينظرون للمرأة بمنظار “نقصان العقل” فإن “المرأة الجديدة” (كما يصفها قاسم أمين) تصبح مشكلة المشاكل بالنسبة لك، حتى إن نجحتَ في “تحجيبها” و “طلبنتها” (من طالبان) إذ أن مثل هذا النجاح سيكون مؤقتا، ولابد في نهاية الأمر أن ينكسر القيد وينهار السجن وتتدفق طاقة المرأة حرّة طليقة.

إن نهلة نموذج حي على تدفق هذه الطاقة وعلى سقوط المشروع الإسلامي في السودان لأنها ورغم نشأتها منذ طفولتها في ظل هذا المشروع استطاعت بفضل قدرتها على التفكير والتساؤل وبفضل شجاعتها ونزعتها للاستقلال الفكري اختراق سياج واقعها والتحرر من أسر خرافاته. ونهلة نموذج جذري على نقد هذا الواقع لأنها وضعت يدها على الجذر الأساسي لقهرها كامرأة وكإنسان وامتلكت تلك الشجاعة الفائقة لتواجه الدين وتعلن قطع صلتها به.

(3)
إن خروج الشخص، أي شخص، من دينه الذي نشأ عليه ويربطه بأسرته ومجتمعه وثقافته ليس بالقرار السهل البسيط. إن مثل هذا القرار ربما يكون أخطر قرار في حياة الإنسان، وخاصة في حالة من ينشأون في مجتمعات مسلمة إذ أن الإسلام حتى يومنا هذا هو أكثر الأديان مقاومة للتسامح الديني، وهو الدين الوحيد الذي أدى بعث شريعته لإحياء عقوبة الردة. إن قرار نهلة بالخروج من الإسلام لم يكن قرارا سهلا، ولقد أتى بعده قرارها الشجاع الكبير بإعلان رفضها للشريعة عندما طرح عليها سؤال هل تصلح الشريعة في بريطانيا.

كانت نهلة تعلم الثمن الذي ستدفعه عندما تخرج على الناس وتعلن موقفها من الشريعة والإسلام. نهلة تفهم العالم وتعلم أنها من الممكن أن تكون ضحية للعنف اللفظي للمدافعين عن المشروع الإسلامي ومنتفعيهم الجدد، وربما تكون حتى ضحية لما هو أكثر من العنف اللفظي. ولكنها قررت أن حياتها ستكون حياة نفاق وعجز إن لم تعبّر بوضوح عن قناعاتها العقلانية الإنسانية وتكافح من أجلها في وضح النهار.

لا نعتقد أن أصحاب المشروع الإسلامي ومنتفعيهم الجدد سيستطيعون الارتفاع لمستوى القضايا التي يطرحها العقلانيون الإنسانيون
إذ أن قضيتهم قضية إرهاب ديني (هو امتداد لإرهابهم السياسي) وواقعهم هو واقع إفلاس فكري تجسده أوضح ما تجسده المادة 126 من قانون العقوبات التي تحمي الإسلام وتمنع الخروج منه بقهر الدولة. إلا أن مصير هذا القهر لن يختلف عن مصير أي قهر آخر، إذ أن التاريخ يعلمنا أن كل قهر مصيره إلى زوال.

(*) محمد محمود أستاذ سابق في كلية الآداب بجامعة الخرطوم وكان رئيسا لقسم الأديان المقارنة بجامعة تفتز بالولايات المتحدة. سيصدر له في نهاية مارس 2013 كتاب (نبوة محمد: التاريخ والصناعة، مدخل لقراءة نقدية) عن مركز الدراسات النقدية للأديان.

محمد محمود
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اللهم اني اشهد الا اله الا انت و ان محمدا عبدك و نبيك و رسولك

    تسقط سلطة 30 يونيو الظالمة و يبقي ديننا الاسلامي الحنيف

  2. بدون تعليق………..يا ريتك تغير اسمك ,ما بتستحقو وايميلك كمان! كسلا انت ما بتشبها.ما تقولو سطحية بجد مقال ما بيستحق الرد.كفان فقع المرارة كمان واحد مستورد.!!!!!!!!!!!!!!

  3. أشهد أن لااله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والحمد لله علي نعمة الاسلام لعن الله السياسة اذا كان دايرة عن تخرجنا عن ديننا والاسلام غني من نهلة وغير نهلة

  4. الاخ د محمد محجمود لاشك انك رجل له من المعرفة والاراء الفكرية عالية القيمة ما هو مكتوب وماهو منشور في شكل بحوث قيمة في زمن يعاني مخاض الجهل وعسر الفكر.
    ولكن كان يجب ان تعرف القراء من هي نهلة وماهي قضيتها وموضوعها لان كثير من الناس لا يعرفونها ويعرفون قضيتها صحيح هذا الموضوع منشور في سودانيز اون لاين وواضح للكل بس علي حسب متابعتي في الراكوبة ستجد كثير من الناس لايعرف.
    نهلة محمود شابة سودانية تخرجت من قسم الاحياء دجامعة الخرطوم وانتقلت الي بريطانيا حيث استقرت فيها ولها موقف فكري وسياسي حول الدين وخاصة الدين الاسلامي باعتباره ديانتها ولكنها توصلت لموقف فكري وسياسي برفضها للدين الاسلامي واعلنت هذا الانفصال في القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني عبر فقرة “للتفكير” (4thought) القصيرة التي تبث بعد أخبار السابعة مساء وتحدثت عن الشريعة وضرورة رفض ومقاومة محاولات تطبيقها وتطبيعها في بريطانيا. وكانت فقرتها ضمن فقرات أخرى تعالج قضية “ماذا تستطيع الشريعة أن تقدّم لبريطانيا؟” وكانت نهلة واضحة وضوحا تاما لا لجلجة فيه في إجابتها على السؤال عندما أعلنت أن الشريعة لا مكان لها في بريطانيا ويجب ألا يكون لها مكان في أي بلد من بلاد العالم لأنها تميّز ضد النساء وتعاملهن كمواطنات من الدرجة الثانية.
    لاشك لدي في حق نهلة اختيار دينها او ان لا يكون لها دين هذا حقها في ان تعتقد ما تشاء وتكون لها رؤي فكرية او فلسفية او سياسية طالما كانت هذه قناعتها وما اقنعها عقليا شرط ان تحترم الديانات الاخري بما فيها الاسلام واحترام معتنقيها وان تناضل مستصحبة هذا الاحترام لخلق ارضية يستطيع فيها الانسان ان يتقبل نقد ما هو لا عقلي وليس فيه منفعة للانسان او فيه ضرر للانسان او يعيق مسيرة تطور الانسان حتي لو كان في دينه.دون اللجوء للعنف اللفظي او الجسدي في حسم الرؤي والمفاهيم المختلف عليها. وليس من الحكمة اعلانها لتركها الدين علي الملاء اذا كانت هي تعتقد ان الاعتقاد الديني مسألة شخصية!!!
    ولا اعتقد من الحكمة العقلية او الفكرية او الفلسفية التسرع في الصدام مع ما هو ديني في الزمن الخطأ او المرحلة الخطأ والقفز علي مراحل الصراع الفلسفي والفكري والسياسي بشكل ذاتي او فردي او تجمعي انت عليك مهام اولية بازالة الجهل والامية وازالة مسبباتها ( الحكم الشمولي الديكتاتوري المتسلط وفساده – غياب دولة الحقوق والواجبات – غياب القانون والدستور العادل – غياب العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان – ازالة الفقر والمرض ) كي يتحرر العقل ويكون له قدرة التفكير الصحيح المفيد الذي ينفع كل الناس بغض النظر لدينهم او جنسهم او لونهم او ثقافتهم.
    صحيح ما زال هنالك فكر ديني متطرف متسلط يعمل بسلاح الارهاب الفكري والسلاح الابيض والاسود!!
    ومازال تهمة التكفير والردة واهدار الدم ينادي بهاحتي الان بعض الجماعات الدينية . ولكن بتحرر العقل والفكر والتطور العلمي والعصري الذي نعيش فيه واصطدام دعاة الفكر الديني بمعضلات وازمات العصر بالاضافة لتقدم العلم وتاثيره علي العقل البشري واحتياجات الانسان. نلاحظ تغيير وتقدم في كثير من المفاهيم الدينية من قبل المفكرين والدعاة الدينيين والتحرك نحو قبولهم للمفاهيم الوضعية الانسانية (الديمقراطية – مبدأ حقوق الانسان _ رفض مبدأ الردة (الترابي- الصادق المهدي وغازي صلاح الدين – جمال البنا) ولا ننسي فتاوي الترابي السبعة الخمر – امامة المرأة -شهادة المرأة الخ. وحتي العامة بدأ اهتمامها الديني يضعف في العبادات والسلوك والافكار!!!
    وما المناداة للدين الوسطي ما هو الا مرحلة من مراحل التقدم في الفكر الديني ورويدا رويدا يبقي ماينفع الناس من ماهو خير وانساني في الدين ويذهب كل ماهو لا عقلي وعلمي جفاء.
    وطالما هنالك جهد عقلي وفلسفي وفكري يجتهد بحكمة و افق علمي وتحليل دقيق فحتما سيزول الجهل والخرافة والوهم وتسود كل المفاهيم الانسانية التي تنفع جميع الناس.

  5. كلنا نحاول أن نجد المبررات لعدم تناسب وإنسجام الاسلام كسياسة تطبق على المواطنيين بالقوة فى الوقت الحالى والسعى واللهث خلف مبررات ان العيب فى التطبيق و الاشخاص ولكن فى تقديرى ان العيب فى القوانيين نفسها لما تحملة من كثير من الافكار غير المنطقية و المتناقضة مثل قتل اوجلد شخص بسبب مجرد إتصال جنسى برضاء الطرفين و ليس إغتصابا وفى نفس الوقت يجيز الاسلام الاتصال الجنسى على ما ملكت اليمين بدون عقد زواج شرعى فقط بوضع اليد فى معركة او سبي وعدم رضاها بالمعاشرة الجنسية لايعتبر اغتصاب او زنا, علما ان للرجل ان يملك عدد غير محدود من غير زوجاتة مثل ماكان لعلى ابى طالب ١٩ فكيف يلام رجل لايملك حتى واحدة ويعاقب بالجلد, ومثل قتل المرتد فهل يجابة الفكر بالفكر ام بالقتل , واكبر سلبيات ان الذين يطبقونها وينفذونها بشر فيهم الجاهل وفيهم ذو الغرض فتوضع فى ايدهم تطبيق عقوبات لايجبرها او يداويها الزمن مثل قطع اليد اوالرجل او حتى الرقبة فلو كانت هذة الاحكام سجن لكانت مبلوعة شوية.

    مثل هذة التناقضات وفرض تطبيقها بالقوة فى المجتمع ومايلازم هذا التطبيق من حجر للحريات و تجسس وترصد باسم الله و الدين هو مايدفع نهلة وغيرها من اصحاب العقول المتمردة وغير الراضخة لكل مايملئ عليها للتفكر ثم النقد ثم الكفر بالفكرة من أساسها .

    فنهلة و هى التى ولدت فى ظل شجرة التوجة الحضارى الانقاذى الاسلامى وتفتحت عيونها وراءت الاسلام يملاء ارض السودان عدلا ورحمة وسلام ووحدة ورفاهية ومافى مسؤل إسلامى بياكل مال الشعب وابناء السودان عادو من المهاجر و المنافى لاحضان الوطن والجنة تفتح ابوابها للشهداء وحضرت كم عرس شهيد للحور العين وبعد دة كلو تكفر؟ والله ماليها حق.
    ابذرد

  6. + محمد محمود أحد نوابغ السودان.. ومن أميز طلبة وأساتذة جامعة الخرطوم قبل الإنقاذ.. وهو صاحب عقلية فلسفية وفكرية عالية وباحث متعمق في الأديان.. وكتاباته لها قيمة فكرية وبحثية كبيرة في المجتمع الأكاديمي والبحثي !!

    + هاجر إلى بريطانيا واستقر بها وعمل بالتدريس في الجامعات البريطانية والأمريكية !!

    + كتب بحوثا عن الفكر الجمهوري والأستاذ محمود ذات قيمة فكرية عالية !!

    + الباحث محمد محمود يجد احتراما كبيرا في الدوائر العلمية والأكاديمية وبين طلبته وأصدقائه المثقفين.. نسبة لما يميز به من معرفة وعمق وقدرات عقلية رفيعة .. وكان مصدر فخر لطلبة قسم الانجليزية بجامعة الخرطوم !!
    + انطلاقا من قراءته وبحثه الفلسفي المتعمق في الأديان والفكر, وصل محمد محمود لموقف محدد من الدين كبنية نظرية وإطار فكري .. وهو ناشط بشدة فيما يتعلق برفض الحدود ويرى أن مجرد التفكير في تطبيقها في هذا الزمان يعد خللا كبيرا.. ولعله من القلائل الذين حددوا موقفهم على أساس من الدراسة والبحث العلمي والفلسفي المتعمق !!

    + فيما يتصل باعتقاده أن على الناس الانتقال من نقد (التطبيق) إلى نقد(النظرية نفسها).. من نقد تطبيق الشريعة إلى نقد الشريعة ذاتها.. فثمة إشكالات كثيرة هنا:

    + هناك رؤى كثيرة مستنيرة للإسلام قديما وحديثا بما فيها الرؤى التي ترفض أن يكون الإسلام نظرية للحكم.. وبما فيها من يعتقد أن العلمانية أصلا فهم إسلامي ولا تتعارض مع مبادئ الإسلام .. وبعضهم يقول “بالعلمانية السياسية ” وبعض الشيوخ المجددين رفضوا تطبيق الحدود ودعوا إلى استبدالها بعقوبات حديثة كالسجن والغرامة وغير ذلك من التجديدات والاجتهادات !! وخطاب الدكتور محمد يستبعد هذه الأفكار التجديدية من داخل الإسلام ويقصيها من خلال بنية خطابه الجذرية نفسها !!

    + النظام الاستبدادي والمجرم والكارثي في الخرطوم أسهل محاربته بالأفكار التجديدية من داخل الإسلام .. منه بالأفكار التجديدية خارج الإسلام أو الرافضة لبنية الإسلام كلها.. بل هو أصلا يبحث لمن يقول له أن (الدين نفسه سيء وبطال) وليس من يقول له (أنتم مجرمون وسيئون وتشوهون الإسلام).. أي أن الدكتور يعطى النظام المأدلج ذخيرة حية live amunition يستخدمها ضد خصومه السياسيين وضد كل من ينتقده بادعاء أن الناس يريدون هدم الإسلام نفسه !!

    + النظام يؤلمه الفكر التجديدي من داخل الإسلام .. فلا تعطيه ذخيرة حية ضد المعارضة يا دكتور.. !!

    + إسلامي وإسلاموي: يجب التفريق بين ما هو إسلامي وما هو اسلاموي .. حتى يمكن التفريق بين الحركات الاسلاموية ذات الطابع المتصل بتوظيف الإسلام في الصراع السياسي وأدلجته سياسيا, وبين من يحمل فكرا مستنيرا عصريا من داخل الإسلام ويدعوا لاقامة دولة مدنية حديثة تقوم على المواطنة .. إذ لا يمكن المساواة بين جماعة طالبان وبوكو حرام المتخلفة للغاية.. وبين مفكرا مستنيرا كالصادق المهدي وغيره من المجددين مثلا !!! كما أن هذا التعميم يقصي بدون قصد (الإسلام السوداني الشعبي) الذي هو راقي ومستنير جدا .. فيجب التركيز على نقد الإسلام السياسي أو الاسلامويين !!

    + جانب آخر هو أن الدكتور يعيش في الغرب وهذه بيئة تعايشت منذ قرون طويلة مع نقد الدين نفسه كمنظومة اعتقاديه وفكرية .. وهو ربما من هذا الواقع وبحكم عقله الفلسفي الباحث يسقط هذا الواقع على بيئتنا التي لم تتعايش بعد مع التنوير والأفكار المستنيرة والتجديد من داخل الإسلام .. فكيف بها تعايش مع (نقد الدين نفسه) ؟؟.. بل حتى الديمقراطية السياسية ما استطعنا حتى الآن أن نتعايش معها .. !!!!

  7. نموذج نهلة كثير في مجتمعنا و في المجتمعات الإسلامية الأخرى … مرحلة زعزعة العقائد هي مرحلة يساهم فيها أهل الدين بأكبر نصيب ، عندنا في السودان يرون بنطلون المرأة و لكنهم لا يرون ملايين الجياع ، يستنكرون ظهور شعر البنت و لكنهم لا يستنكرون موت مليونين في الجنوب و 300 ألف في دار فور ، يجن جنونهم لأن أحدهم كتب قصة أو غنى أغنية فيها ذكر القبلة أو الكأس ، لكن آذانهم صماء و عيونهم عمياء لا ترى النهب اليومي لخيرات الوطن و المال المسلوب من محمد أحمد الذي يسترزق من الدرداقة أو حاجة عشة التي تتحايل على الفقر بعمل الشاي ، و يقولون هذا شرع الله ، يجلدون الفتيات بتهمة الزي الفاضح و يسترون الذئاب التي تتطاول في البنيان و تركب الفارهات و تنكح الصغيرات و يهتفون : هي لله … الشباب لا بد من أن يتساءل : هل هذا هو شرع الله ؟ و عندما يجد من يسمونهم العلماء يؤكدون له أن هذا هو شرع الله ، سيمور عقله بالتساؤل : لماذا شرع البشر أكثر رحمة و عدلا و إنسانية من هذا الذي يسمونه شرع الله ؟ لماذا نحن جوعى و مرضى و يبحث علماؤنا و رؤساؤنا عن العلاج في خارج ديار شرع الله ؟ لماذا نحن بعد 24 سنة يقولون لنا اصبروا ؟ نحن أكثر فقرا و السرطانات انتشرت و المستشفيات بالقروش و معفنة و الحرب دائرة و القمع و التعذيب و الاعتقال و الكبت و القهر … يا سأدة اسمعوها مني : إن لم تتداركوا الوضع سيظهر الآلاف مثل نهلة ، إن لم تنقحوا التاريخ و تنتقدوه نقدا علميا من قصص بني قريظة و نكاح سبايا أوطاس و بني المصطلق و اغتيال الخصوم ، إن لم تفعلوا فسيظهر عشرات الآلاف مثل نهلة … إن لم تراجعوا قصص إماء الخلفاء التي تكذب إن العتق يحرر الأرقاء ، إن لم تفعلوا فبعد غد سيكفر الكثيرون بالإسلام … اخرجوا من هذا الغباء المستحكم الذي تعيشون فيه فأمثال نهلة لا يصرحون فقط لأن الظروف لم تتوفر و ما يدريك لعلها تتوفر في بضع سنوات … وا إسلاماه .

  8. اين الذكاء و الاستقلال الفكرى هنا ايها السيد … الا اذا افترضت انو كل الناس الاخرين الذين ما زالو يتمسكون بدينهم هم من الاغبياء … الارتداد عن الدين ليس ذكاء بل يدل على عجز الشخصية عن التفكير السليم فى امور تعتبر من المسلمات .. انا لا اعتقد انو نهلة ارتدت لاقتناعها بالمسيحية و لكنها حيلة من ضمن الكثير من الحيل التى يقوم بها الكثير من طالبى اللجوء السياسى و لا كنها بالتاكيد اشنعها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..