مقالات سياسية

وأخيراً عاد الإنجليز..!!

على الرغم من ان السودان كان مستعمرة بريطانية نالت استقلالها وفق ترتيبات عالمية وتفاهمات بين مكونات شتى، وبالرغم من الفظائع التي ارتكبها الخواجات ضد ابناء شعبنا وقمع الثورات الحقيقية كثورة الدينكا والنوير والنوبة وثورات النيل الازرق والتي لم تجد حظها من الاحتفاء لاسباب معروفة للجميع من اهل الحظوة واهل الهامش كذلك، على الرغم من كل ذلك  الا اننا هوىً وتعلقاً من الكثيرين من ابناء البلاد بهم وحب عميق يتغلغل في دواخلهم منذ ذياك الزمان والي اليوم، مع اختلاف الاسماء والمسميات والاحزاب طبعاً .

عمد الانجليز بدايةً الي سحق الهوامش ومحق تراث وثقافة الاطراف انتصاراً لثقافات اخرى وافدة لم تكن موجودة في السودان في بداية الامر، وتم الاحتفال والاحتفاء ببطولات سيدة باعتبارها بطلة اسطورية على الرغم من انها لم تقم سوى باطلاق زغرودة عند مرور جيش اهلها الذين قاتلوا لاجل ارضهم ومحاصليهم ومصالحهم الخاصة وليس لاجل البلاد ككل.

في حين اندثر ذكر وبطولات ( مندي) بنت السلطان والتي حملت السيف وقاتلت ورضيعها على ظهرها ليستشهد الاثنان، ولم تنل حظاً من الاحتفاء سوى بمقطع من جلالة عسكرية لم يعد يتذكرها حتى افراد سلاح الموسيقى انفسهم، وكانها من عناها من قال:

ااحرامٌ على بلابله الدوحُ حلال للطيور من كل جنس

واقتنع بعدها اهل تلك المناطق بانهم شعب الانجليز المختار، فصاروا هم طلاب المدارس وكليات الشرطة والادارة، وتخرجوا كباراً للموظفين والادارين والمحامين والمعلمين، وفوق كل ذلك انجليزاً من الدرجة الاولى.

وتم تعيينهم حكاما ومفتشين لمناطق لا يمتون لها بصلة ولم يالفوها ولم تؤلف لهم، واحدثٌ هذا شرخاً كبيراً وخصوصاً بعد التعامل المتعالي والمتكبر الذي مارسه اولئك الخريجون الذين تاثروا بانجليزهم في كل شئ، كلاماً وسلوكا وطبيعة السكن والذي اغلقوا عليهم ابوابهم حتى من اهلهم وعشيرتهم الذين كانوا ياتون لزيارتهم من فترة لاخرى، ولكنهم عادوا بخفيٌ حُنيْن!

ارتدى اولئك القوم لبس الفرنجة ولباسهم وحتى ربطة عنقهم وغليونهم وسيجارهم وما يشربون، وشدوا الرحال في كل وقت وحين لعاصمة الضباب ونالوا جنسيتها وهم فرحون ومغتبطون، وتزوجوا منهم وعاشوا معهم وبهم، وصاروا انجليزا سمرا وسود، ليس اكثر!!

وعندما قرر الانجليز انه قد ان اوان الرحيل وحزموا امتعتهم على مهل وحددوا يوم رحيلهم في ۱۹٥٦ م اخذوا علمهم فقط ولكنهم تركوا ابناءهم ليعيشوا هم واحفادهم كتواصل لتلك الحقبة المظلمة، ولم يمر علي رحيلهم يوما وبعض يوم ، حتى طالب احد الاحزاب الطائفية العريقة ان ننضم تحت التاج البريطاني كنكاية في الحزب الآخر والذي رأى أنه من الخير لبلادنا أن تقبع تحت الطربوش المصريٌ وتتم الاستفادة من عائد العمالة لابناء شعبنا هناك كبوابين وسفرجية وجناينية وطباخين ومرمطونات وغيرها وينال سيدنا ودائرته الجهنمية نصيبه اولاً والباقي ا وما تبقى للوطن، فما كان للوطن يصل للسيد وال بيته، وما كان لمولانا وستنا لا يصل للوطن، الا ساء ما يحكمون!

وتواصل الامر في باقي الحقب السياسية حتى المنقضية حديثاً والتي راينا فيها اشخاصاً في وظائف ومناصب سيادية حساسة في الامن والدفاع والداخلية والخارجية والاقتصاد وهم يحملون الجنسية الانجليزية ويقسمون بالولاء للملكة وان يحفظها لله، ولا يظهرون جوازهم السوداني الا عند الحضور للبلاد، حتى لا يتسخ جوازهم الاصلي البريطاني بتاشيرات دول مثلنا.

والان وفي العهد الذي يظنه الكثيرون جديداً لم يختلف الكثير، فابناء الانجليز السمر واصحاب الجنسيات الاخرى هم من يمسكون بمفاصل الحراك السياسي، ويستمر الامر بعد ان عاد الانجليز مرة اخرى للحكم ولكن باشكال جديدة، ليس فيها البرنيطة والقبعة وانما اكثر، ولا يسعنا الا ان نبارك لهم العودة وننشد معهم سلامهم الوطني متمنين لهم دوماً ان يحفظ الله لهم الملكةٌ!!

الجريدة

‫16 تعليقات

  1. Dear Professor Baldo:

    I don’t know your field but all academic disciplines have ethical codes that expect their practitioners to avoid doctoring data or use it in a misleading way. For example, you criticize Meheira because she did not defend the whole Sudan when you know there was no Sudan as we know it now. Tribes were independent entities managing their own affairs. So, she didn’t even defend neighboring tribe. Second, you disparage Sudanese with dual citizenship when you know fully well they were forced out of their homeland by the regime. You make it sound as if only northerners took foreign citizenship. I am sure you know that people from all parts of the Sudan took took those citizenship. I have a foreign citizenship. I resisted for many years. I even stopped coming to visit my family because I knew I will be arrested. I paid the taxes to the regime. I lived with the indignities of being searched everywhere I traveled and was denied visas to many countries where I had to go for work. I only took the foreign citizenship when the thugs in the consulate started making it difficult for me to renew my passport I decided to take the foreign citizenship.

    Insulting northerners may give you some psychological pleasure but it causes a lot of damage in relations between the Sudanese at a time when people of goodwill are trying to rebuild the national harmony between people from across all of country. Many of those young women and men who coined the slogan Oh arrogant racist we all are all Dar Fur and many of them shed their blood are northerners. These are hopeful times in our homeland please don’t poison it.

    Regards,
    Mohamed Hussein
    not out of their free cholice

    You know fully well that Sudanese from all the including Dar Fur took foreign citizenship

  2. والله ياعلي بلدو انت بالجد مريض نفسيا ومحتاج علاج، قريت الرد من الاستاذ محمد حسنين ولا نترجمو ليك!!
    ،،ولا يظهرون جوازهم السوداني الا عند الحضور للبلاد، حتى لا يتسخ جوازهم الاصلي البريطاني بتاشيرات دول مثلنا،،،، كيف تتهم نوايا الناس الكل شي بdدل علي انهم وطنيين الي ابعد الحدود، ومتاكد انهم الوطنية تجري بدمائهم مجري الدم، وليس مثلك، علي مايبدو.
    انا ما طبيب نفسي عشان احلل شخصيتك ومرضك، لكن فيك كمية من العقد كدا غريبة… المشكلة وين انهم يتزوجوا ويعيشو مع الانجليز؟؟
    ربنا سبحنه وتعالي قال: وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن اكرمكم عند الله أتقاكم.
    رجاء يا علي بلدو وامثاله ممن يحملون معاول هدم لهذه البلاد الجريحة والشعب المكلوم، البلد في مرحلة خلينا نقول بتاعة إعادة تكوين ورتق للنسيج الإجتماعي قبل إنها في مرحلة بناء،،ما في داعي للرسائل السلبية.
    فإنت علي الرغم اني ما شايف سبب يخليك من الاسماء المرموقة اعلاميا، إلا انه مقالاتك وتعليقاتك ممكن يكون ليها الاثر السلبي عند البعض، رجاء ان لم تصلح لا تهدم، عواليق نخليها،،، والحصة وطن!!

    1. المصيبة الكبيرة انو الزول ده اخصائي نفسي .. وفيهو كل الكمية دي من الامراض والكذب !
      الغلط من رئيس التحرير السمح ليك تنشر المقال ، لأنو بتجاوز حرية الرأي الى تزوير وتوجيه الحقائق التاريخية واشاعة الكراهية
      سقطت من نظري الى الابد
      قادينا في التلفزيون ، لييه في التلفزيون عامل فيها ظريف ودمك خفيف يا جبان

  3. الاخ هشام كرار تساءل في تعليقه الضافي عن سبب شهرة هذا الشئ اعلاميا *(فإنت علي الرغم اني ما شايف سبب يخليك من الاسماء المرمو(قة اعلاميا)* ففي ذلك العهد ما اشتهر الا امثاله كشهرة مغنيات الغناء الهابط وهو احدهن حتي في لبسه ومظهره وتسريحة شعره

  4. التعليق المكتوب باللغة الانجليزية يؤكد ما ذهب اليه دكتور علي بلدو…
    ( ارتدى اولئك القوم لبس الفرنجة ولباسهم وحتى ربطة عنقهم وغليونهم وسيجارهم وما يشربون، وشدوا الرحال في كل وقت وحين لعاصمة الضباب ونالوا جنسيتها وهم فرحون ومغتبطون، وتزوجوا منهم وعاشوا معهم وبهم، وصاروا انجليزا سمرا وسود، ليس اكثر!! )

  5. البروفسير علي بلدو
    انت هبشت الجرح المتقيح المليء بالصديد، لذلك خرجت العفونة في شكل التعليقات الواردة تحت هذا المقال. لقد قلت الحقيقة العارية
    التي اوجعت احفاد الإنجليز

  6. الإستعمار البريطاني للسودان كان خيرا وبركة … بريطانيا. وعكس كل الدول الإستعمارية الأخرى كانت تصرف على السودان من ميزانية صاحبة الجلالة ..
    والذين عاصروا حكم الإنجليز يحكون عنهم وبإعجاب ومحبة الكثير فقد كانوا رحماء وحكماء وأصحاب عدل ومساواة وفى عهدهم إزدهر السودان بعد فترة المهدية البغيضة المتخلفة .. كل المشاريع العملاقة كانت في العهد البريطاني ومنها خزان سنار حيث أجبرت الحكومة البريطانية الحكومة المصرية على قبول قيام الخزان رغم إعتراض مصر على قيامه ولو لم يكن الإنجليز على سدة الحكم في ذلك الوقت لما قام الخزان ولا مشروع الجزيرة ,,
    الإنجليز لم يضروا السودان في شييء وليت حكمهم إستمر لأكثر من ذلك الوقت لأن الذين جاءوا من بعدهم … عبود .. المهدي … نميري . سوار الدهب ثم البشير قد خربوا كل ما قام به الإنجليز .
    أنا لا ألوم الدكتور على على ما كتب فهذا رأيه ولا ألزمه بتقبل ما أكتبه ولكننا نحتاج معا الى قراءة جديدة في التأريخ السودانى خاصة فترة الحكم البريطاني للسودان …ولك ودى وتقديرى

  7. لقد كان مقال البروف صادما ولم يوفق في الطرح والفكرة واختيار التوفيت- كان يتكلم قي برنامج بيتنا كلاما جميلا- ولكن بدا يخرمج وفبلها قالان نسية كبيرة من الرجال يخونون زوجاتهم
    -اما من رد باللعة الانجليزية ربما لايجيد العربية- او ان الجهاز ليس معربا
    —- المقال غير موفق في تالتوفيت والفكرة

  8. أ.د. بلدو .. يقارن ويربط بين حقب تاريخية مختلفة ولا يستصحب معه عوامل التغير والتغيير التي تطرأ بدوران الزمان .. ما بين حقبتي السيدتين مهيرة ومندي قترة زمنية 96 عاماً (1821م-1917م) مائة عام كفيلة بإختفاء مجتمعات بكاملها كفيلة بتطور الافكار ونشوء ثقافات وحتى وتطور وتبدل سائل الحياة خيرها وشرها ومن تلك الوسائل الاسلحة القتالية وما وراء تلك الاسلحة عقلية الاشخاص التي يديرونها والدساتير والقوانين التي تحكمها وتتحكم فيها.
    قاتلت مهيرة واهلها والسودان لم يتشكل كدولة لكنها قاتلت في كتلة المشيخة التي يتكون منها عصب الدولة وقت ذاك وابلى قومها البلاء الحسن. وقاتلت مندي ووالدها وجنده مستعصمين بارضهم وسلطنتهم بعد ان ابتلعت آلة الانجليز من السودان كل مكان الا القليل .
    لا نبرئ الحكم الثنائي في اعادة فتح السودان بانه قد ارتكب مجازر في حق الوطنيين ونحسب ان من الاسباب الاساسية لذلك الثأر الذي كان يدور بخلد المملكة المتحدة طيلة 14 عاماً لكي تعود وتنتقم لجنودها من الدولة المهدية . لكن انظر (بعد ان استتب الحكم) ولمدة 58 عاما لم يتم اي اصطدام ناري بين الدولة الانجليزية والسودانيين الا في فترات زمنية متباعدة ومناطق متفرقة من السودان ( الخرطوم 1924م – عطبرة العمال 1948م – النوير 1928م – علي دينار 1916م – السلطان عجبنا – بورتسودان – مدني.. الخ . كم عدد القتلى في هذه الصدامات قليل . لكن انظر خلال 30 عام لحكم الانقاذ كم عدد القتلى في الاصطدامات بين المواطنين والسلطة كم عدد القتلى فيها . كم عدد المشكلات القبلية التي اندلعت . كم عدد القتلى الذين سقطوا ضحية لذلك . كم عدد القرى التي هجرت (من اسباب فشل مشروع الزاندي ان الانجليز لم يستطيعوا اجبار الجنوبيين الهجرة ناحية المشروع) . وهنا لابد لنا ان نفرق بين معاملة السلطة الاجنبية ومعاملة السلطة المحلية لبني جلدتها ونستصحب معنا عوامل ذلك الزمان المختلفة لطبيعة انسانه (وظلم ذوي القربى اشد مضاضة من وقع الحسام المهند).. فمرحباً بعودة بدلة اتاتورك فما وجدنا في الجلباب الابيض الا اتساع جيوبه وانتفاخها وطول اكمامه التي عز على الشريعة ان تقصر ما بداخلها مهما تطاولت على المال العام.

  9. الغريبة أن البروف الذي ينعى على البعض لبس الفرنجه وربطات أعناقهم لم أره يوما إلا لابسا للبسهم ومرجلا شعره كما يفعلون .

  10. قبل أن يكون هناك سودان المليون ميل مربع كان الهوى هوى القبيلة وكان ذلك وقت التغني بالعشيرة ويبدو أن البعض ما زال يعيش ذلك الزمن ويحاكم مهيرة التي ما عاشت سودان المليون ميل وما طال بها الزمن لتعيشه في القرن العشرين. الله يرحمها.

  11. مرحب بالانجليزي مشتاقين لهم والله بسرور ياريرد لوكان ادخلونا دينهم المحترمة التي يحترم حقوق الإنسان والنساء لوكان في السودان مافي مشكلة ابدا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..