مقالات وآراء

 للثورة وجه واحد

لا يمكننا مقارنة من فاضت أرواحهم في سبيل الوطن، ومن ضحى بماله ودمه وأبنائه ليحمي هذه الثورة المجيدة بالذين لم يساهموا في هذه الثورة بشيء يذكر .. والثورة بطبيعتها تدحر بكل من كان يتكئ على الحائط متفرجاً وضاحكاً ومستهزئاً .. ومن كانوا يستقلون (من القلة) أعداد المتظاهرين ويتهكمون من مقدرتهم على فعل شيء .. الثورة قام بها الشباب والشابات بصدورهم العارية إلا من الإيمان بالقضية .. وأجد فرقاً شاسعاً حينما أستمع إلى أي شاب خاض تجربة الاعتصام وآخرين من المتفرجين والمستهزئين. وأقول للمتحذلقين أمثال حسين خوجلي .. وضارب الدف الهندي عز الدين .. وصاحب الوجهين ضياء الدين بلال .. وصاحب الأفكار الكالحة السقيمة إسحق فضل الله .. وحارق البخور الطيب مصطفى .. والمراوغ الفارغ الطاهر التوم .. وأقول إلى كل من أساء إلى هذا الشعب الأبي اعتباراً من نافع ومروراً بعلي عثمان محمد طه والفاتح عز الدين وعبدالرحمن الخضر مروراً بصغار الخبراء الوطنيين الذين كانوا يتغنون بالإنقاذ على شاشات الفضائيات، ولصوص قوت الشعب، ومكتنزي أمواله، والناطقين بلسانه البذيء، ومنتفعي المؤتمر الوطني (وهم كثر) الذين كانوا يقبلون بفتات الموائد ليخوضوا في أشراف هذا الشعب. أقول لهم لا تشعروا بالأمن التام الذي أنتم فيه الآن .. فالثورة لن تنسى ما فعلتم وما قلتم وما كتبتم .. الثورة مستمرة حتى تتلاشى وجوهكم الكالحة وأقلامكم الفاجرة ليعود الوطن إلى ما كان عليه حيث الفضاءات الرحيبة والقلوب الوضيئة. لقد أجلسكم أدباء الحرية والتغيير إلى دروس في الكلمات الرصينة والأنيقة، فقد صممتم آذاننا بقبيح أقوالكم، وأذيتم عقولنا بسقيم أفكاركم، وأبداننا بقيح أمراضكم النفسية .. قريباً ستجدون أنفسكم تعرضون خارج الحلبة (كما كان يعرض رئيسكم المخلوع) وذلك بفعل التجاهل والتغاضي والتناسي؛ فالثورة لن تلتفت لكئيب أفعالكم، وخبث دسائسكم مهما تحذلقتم وتسترتم خلف الكلمات البراقة والعبارات الأنيقة التي لا تجيدون نظم حروفها، ومهما التوت ألسنتكم .. ومهما تلاعبتم بوضع النقاط على حروف كلماتكم المشوهة، فأنتم مكشوفون للعامة، والثورة قد أخرجت جيلاً واعياً ومدركاً لكل ألاعيبكم .. فالأجدى أن تنزووا حتى لا تجرفكم سيول الثورة إلى مزبلة التاريخ مكانكم المستحق، وهي دون شك فاعلة.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..