طريق الصادرات… العترة بتصلح المشية (1)!

محمد التجاني عمر قش
القرار الذي أصدره والي ولاية شمال كردفان المكلّف، اللواء الطيب كركسي، بإغلاق طريق الصادرات أمام حركة السير حتى انتهاء فصل الخريف، والفراغ من المعالجات النهائية، يعد قراراً صائباً وحكيماً؛ من أجل المحافظة على سلامة مستخدمي الطريق، وأرواحهم وممتلكاتهم، في ظل ما تتعرض له المنطقة من أمطار غزيرة نتج عنها انقطاع الطريق، عند وادي أبو جداد والمخنزر، كما تسببت في بعض الكوارث جراء السيول التي اجتاحت أجزاء من الطريق وبعضاً من قرى المنطقة؛ فتعطلت حركة السير والنقل عبر هذا الطريق الحيوي. ومن المؤسف أن هذه الأعطال قد تزامنت مع أيام عيد الأضحى المبارك، مما فاقم من معاناة المسافرين من وإلى العاصمة من كل الأجزاء الغربية من البلاد.
ومن جانب آخر تسبب انقطاع الطريق في خسائر مالية كبيرة لتجار الماشية الذين لم يتمكنوا من نقل مواشيهم إلى أسواق العاصمة قبيل العيد، علماً بأن طريق الصادرات يربط العاصمة بكثير من مناطق الإنتاج في ولايات الغرب جميعاً.
ومن المعلوم أن طريق الصادرات هو طريق قومي عابر للولايات ويخدم منطقة واسعة من الوطن تمتد غرباً من ولاية الخرطوم حتى التخوم الغربية للسودان حيث يتصل مع الطرق القارية التي تربط البلاد مع دول الجوار مثل تشاد وأفريقيا الوسطى. والطريق هو تحت إشراف ومتابعة الهيئة القومية للطرق والجسور وهي الجهة المسؤولة عن متابعة كل ما يتعلق به من إصلاح وغير ذلك من أمور فنية مطلوبة في هذا الصدد.
وحسب علمي قد تشكلت لجنة حكومية لتقصي الحقائق حول طريق الصادرات، وهذه أيضاً خطوة إيجابية لابد من الإشادة بها في وقت تشهد فيه البلاد تحولاً كبيراً نحو إرساء دعائم الشفافية وإصلاح الشأن العام. وفي الحقيقة يعتبر طريق الصادرات أهم ثمرة لنفير نهضة شمال كردفان، الذي شارك فيه كل الناس في الولاية، وتلقى دعماً قومياً سخياً؛ حتى تحول حلم أهالي شمال كردفان إلى واقع ملموس، بعد أن ظل يراودهم لفترات طويلة امتدت منذ الاستقلال وحتى السنوات القليلة الماضية.
طريق الصادرات يمر بمنطقة صحراوية تعبرها كثير من الأودية الكبيرة؛ خاصة في المنطقة الواقعة شرق جبرة الشيخ. وكثير من هذه الأودية ينحدر من المرتفعات والجبال التي تقع شمال غرب ووسط ولاية شمال كردفان مثل جبل الحرازة وأم درق وكاجا وكتول والسروج وأبو حديد والنهد، ليس هذا فحسب بل إن بعض فروع الأودية تنحدر من شمال دارفور باتجاه النيل؛ نظراً للخارطة الكنتورية للسودان حيث يزداد الارتفاع عن مستوى سطح البحر كلما اتجهنا شرقاً وغرباً من مجرى النيل. ومن أكبر الأودية وأشدها انحداراً وادي المخنزر وأبو جداد وأبو حوت وهي تلتقي كلما اقتربت من النيل، الأمر الذي يضاعف كميات المياه المتدفقة عبر هذه الأودية التي تعد بمثابة أنهار موسمية ترفد نهر النيل بقدر كبير من المياه في أغلب المواسم.
ولهذا السبب كان من الضروري تصميم الطريق بطريقة تضع في الحسبان هذه الحقائق الجغرافية التي تؤثر على بنية الطريق بشكل مباشر. وحسب إفادة بعض المختصين فإن الطريق قد صمم بناءاً على معدلات فيضان عام 1988، باعتباره الأعنف في تاريخ المنطقة، ولكن أمطار هذه السنة فاقت كل المعدلات السابقة؛ إذ بلغ ارتفاع مياه الوديان ما يقارب ثلاثة أمتار أو يزيد قليلاً! وبكل تأكيد فإن من شأن هذه الكمية الكبيرة من المياه أن تؤثر على أي طريق مهما كانت متانته وحسن تصميمه، ولكن كما يقول المثل السوداني: ” العترة بتصلح المشية” بمعنى أن هذه الأعطال ستكون بمثابة وقفة ضرورية لمراجعة الأخطاء التي اكتنفت إنشاء هذا الطريق وتنفيذه.
ونحن لا نريد اختلاق الأعذار للمسؤولين عن تنفيذ الطريق ولكننا نحثهم على سرعة إنفاذ المعالجات المطلوبة حتى يعود طريق الصادرات سيرته الأولى وأحسن من ذلك، بأسرع وقت ممكن واضعين في الحسبان الأهمية القصوى لهذا الشريان الحيوي، ليس من أجل نقل الركاب والبضائع والمنتجات بل إن الأهم من ذلك تقريب مكونات المجتمع السوداني من بعضها البعض، وتعزيز الهوية وتماسك النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وهذا متطلب حضاري ينبغي أن تبذل من أجله كافة الجهود الممكنة؛ حتى لا ينتقض غزلنا من بعد قوة أنكاثاً، لا قدّر الله.
وقد أفادت بعض الجهات العليمة وقريبة الصلة بهذا الطريق أنه لا يزال تحت ضمان شركة زادنا، الشركة المنفذة للطريق، لمدة سنة كاملة، وبالتالي فهي الجهة المسؤولة عن إصلاحه فنياً ومالياً. ومهما يكن الأمر، نأمل أن تتضافر جهود كافة الجهات المعنية؛ حتى تعالج كافة المشكلات المتعلقة بطريق الصادرات باعتباره المشروع الحضاري والتنموي الوحيد الذي حظيت به ولاية شمال كردفان منذ الاستقلال وحتى الوقت الراهن.
خلاصة القول، تشير بعض التقارير المتاحة إلى أخطاء فنية جسيمة تستلزم المعالجة الجذرية؛ حتى تتحقق الاستفادة القصوى من طريق الصادرات، الذي يتوقع له أن يكون الرابط الرئيس لمناطق الغرب ذات الإنتاجية العالية من حيث المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية بأسواق العاصمة وموانئ البحر الأحمر.
محمد التجاني عمر قش
نعم طريق الصادرات من الطرق المهمة في السودان وقرار الوالي الخاص بإغلاق السير فيه قرار صائب ولكن هناك امران يجعب النظر فيهما بعين ثاقبة الأول كيف تضمن شركة زادنا الطريق لمدة عام مع العلم ان ثلاجات الاستخدام المنزلي تكون ضمانتها لمدة خمسة أعوام.
أما الأمر الثاني هو عدم اكتمال سفلتة الطريق بين الفاشر ومنواشي حيث يعاني المسافرون بين الفاشر ونيالا معاناة كبيرة جداً في هذا الجزء غير المسفلت من الطريق.
فاتني أن اذكر الكباري التي تم تنفيذها بين نيالا ومنواشي والتي تحتاج أيضاً إلى مراجعة.
طريق الصادرات! هذا المسمى الضخم، مش مجرد عترة وتصلح المشية، دا طلع ماسوووورة زي كل مواسير الكذبة اللصوص!