الفقر والحرب وارتفاع معدلات الأمية

(1)
محو الأمية لفظ مشتق من كلمتين ( محو ) – ( أمية ) المحو هو المسح ومسح الشيء هو إزالته والأمي هو الذي لا يكتب ولا يقرأ. ولذلك يحتاج الأمي الى الدعم المادي والمعنوي ليتحرر من ربقة الأمية عبر الجهود التي تبذلها الدولة والمنظمات المحلية والعالمية لإنتشال الأمي من ظلام الأمية ألى نور المعرفة لأن الأمية هي السبب الرئيسي للجهل الذي يقود إلى أعمال خارجة عن القانون لجهل القائمين بها وعدم المامه بحقوقه وواجباته.
(2 )
يكون المرء اميا طبقا لظروف مختلفة ومنهم من لم يرتد المدرسة لتعلم الكتابة والقراءة بسبب الفقر وعدم توفر التعليم المجاني في بعض الدول التى لا توفر التعليم المجاني ولإلزامي في المراحل الإبتدائية او تسرب من المدرسة في مرحلة مبكرة بسبب الحروب أو الفقر ويعود الى حظيرة الأمية أو حين تلجأ الأسرة الى تشغيل اطفالها فيما يعرف بعمالة الأطفال التي تنتشر قي الدول الفقيرة في العالم الثالث او للحروب والنزاعات القبلية.
(3 )
إن تحديدات مقاييس محو الأمية تختلف فهل هي فقط العجز عن القراءة والكتابة ؟ آخر تحديداتها القائلة بإنها العجزعن استخدام الكمبيوتر , أي الأمية الرقمية, ولكن مما لاشك فيه هو أن الأمية بكل أشكالها تكاد ان تكون مرادفة للتخلف وربما الفقر وان مكافحتها شأن تعنيه معظم دول العالم التي تعاني منها عناية خاصة بنسية او أخرى وتوليه الإهتمام الاكبر.
( 4 )
تعرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) محو الأمية بعدم القدرة على القراءة والكتابة والقدرة على تحديد وفهم وتفسير والتواصل وذلك باستخدام المواد المطبوعة والمكتوبة المرتبطة بسياقات مختلفة مما يمكن الأفراد من تطوير معارفهم وامكاناتهم والمشاركة الكاملة والإندماج في المجتمع حتى يصبح عضوا فاعلا ومتسلحا بالمعرفة .
(5 )
وتوسع معنى محو الأمية ليشمل مصطلح القدرة على استخدام اللغات والأرقام والصور والوسائل الأخرى للفهم والتعامل مع الرموز الثقافية والسياسية. فقد
اصبح عالم اليوم يعتمد على التكنولوجيا في جميع المجالات ولايمكن ان تكون هناك تقنية ولدينا امية ابجدية لذلك تبرز الأهمية لمحو الأمية حتى نلحق بركب الامم التى سبقت في المجال التقني.
(6 )
وهناك كارثة حلت ببعض الدول العربية زادت فيها معدلات الأمية وذلك يعزى للإضطرابات التي نشبت في عدد من البلدان العربية ( ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال ) حيث ادت الحروب الي تدمير المدارس وانتشرت الأمية بسسب عدم ذهاب الاطفال الى المدارس وجاءت عمالة الأطفال لتزيد الأمر سوءا على سوء.
(7 )
ولم نكن نحن في السودان بمنجاة من الظلال السالبة للحروب فقد شهدت العديد من مناطق السودان ويلات الحروب التي ادت الى عدم الإستقرار , في دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ولا زال اوارها مشتعلا في بعض تلك المناطق حتى هذه اللحظة , دعك من الحروب القبلية التي تنشب بين الفينة والأخري ملقية بظلال أدت الى عدم الإستقرار في تلك الماطق الأمر الذي يدفع بالسكان الى الهجرة الى المدن حيث ينتشر السكن العشوائي وتضطر الأسر الى الدفع بابنائها الى سوق العمل في وقت مبكر فينشأ ما يعرف بعمالة الأطفال وحتى الأسر التى كانت تشكل ما يعرف بالطبقة الوسطى في المدن نجدها تدفع باطفالها الى سوق العمل في ظروف تدهور احوال بعض الطبقات نتيجة لتدهور قيمة العملة والإرتفاع الجنوني في اسعار السلع الغذائية.
( 8 )
غياب الإحصاء الدقيق عن كل مناحي الحياة في السودان يجعلنا لا نثق في اي نسبة سواء ان كانت فيما يتعلق بعدد السكان او العطالة او فيما يتعلق بالأمية … الخ غياب الإحصاء واحدة من اعقد المشاكل ولا يمكن ان نحقق تنمية دون احصاء دقيق.
دفع الله حماد حسين
[email protected]