مقالات سياسية

عسكرة .. الدولة .. كش ملك

كمال كرار

النظام البائد كان ينفق جل أموال الموازنة العامة لصرفه الأمني والعسكري لأن القمع كان وسيلته الوحيدة للبقاء في السلطة ..وهنالك صرف أكبر خارج الموازنة لنفس الغرض
ومظاهر عسكرة الدولة لم تقتصر فقط على الانفاق الحكومي بل تعدتها إلي أن يكون معظم وكلاء الوزارات ومدراء المؤسسات من ذوي الرتب الأمنية ..
وفي معظم المؤسسات العامة كالبترول والكهرباء أنشئت إدارات أمنية هدفها التجسس على العاملين ..
وهنالك الكثير من الأنشطة الإقتصادية ..تتبع لجهاز الأمن والجيش والشرطة والدعم السريع ..وتدور المليارات من الجنيهات داخلها من خلف ظهر الموازنة العامة والمراجع العام ..
وعسكرة الدولة تتجلى في أجهزة الإعلام القومية مجازا والتي لا زالت تحت هيمنة السياسات البائدة ..وبقايا النظام المخلوع ..والإعلام أخطر الأدوات ..والأخبار إن بدأت بحميدتي وانتهت بالبرهان فقل على الدولة المدنية السلام ..
وعسكرة الدولة تتمظهر في الخدمة الوطنية الإلزامية والدفاع الشعبي والنظام العام والكشات المهينة ..وكمائن الشرطة ..ونقاط التفتيش على طول الطرق ..
وعسكرة الدولة ..تتبدى في التاتشرات في كل
ركن وناصية بالعاصمة وكأننا تحت الحصار العسكري ..والشرطة والقانون والعدالة هي المكلفة بحفظ الأمن داخل المدن والأرياف ..والجيش لحراسة الحدود كما نعلم ..
وعسكرة الدولة تتبدى في النيابات الخاصة ..الموجهة ضد الشعب ..ودونكم نيابة الصحافة ..وفي شركات الأمن الخاصة التي تتبع للمؤتمر الوطني وأمنه ..
وعسكرة الدولة نراها في أسطول عربات ذوي المناصب الرئاسية والدستورية ..ومن خلفهم وأمامهم عربات الحراسة المدججة بالسلاح ..ومن حول مكاتبهم وقصورهم عشرات الجنود والآليات ..
هي مظاهر غير مطلوبة في دولة الإنتقال ..وهي صرف غير إنتاجي أولى به مشروع الجزيرة ..
وكلما كان القطاع السيادي أقرب للناس وأبوابه مفتوحة ..كلما وثق به الشعب ..وبسياساته ..
يرجى الإنتباه ..عسكرة الدولة ..هي الطريق الذي يؤدي للإنقلاب العسكري ..أو الديكتاتورية المدنية وكلاهما شر مستطير .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..