مقالات وآراء

من يضحك ساخراً.. ثم يبكي نادماً

نعمة صباحي

أذكرفي بدايات إرهاصات الثورة المصرية التي بدأت تحرك شرارتها أصابع شباب الأسافير ..سأل أحد المجتمعين جمال مبارك خلال جلسة للحزب الوطني الحاكم إن كان من الممكن التفاهم مع هؤلاء الشباب وتلمس أفكارهم عن قرب ..فضحك ذلك الفتى ساخراً باستخفاف السؤال ممسكا ببطنه حتى كاد ينكفي على وجههه ..وهوالذي كان يعد نفسه لتولي خلافة والده الذي صار في تلك الفترة بحكم سنه ومرضه مغيباً عن حقيقة المشهد خلف النوافذ التي سدت على مسامعه وعينيه .
لكن جمال ما لبث أن فهم حقيقة الجواب متأخراً مثلما فات ذلك الفهم على زين العابدين بن على في تونس !
طبعا لايمكن مقارنة تلك الحادثة بما كان يتلفظ به كيزان الإنقاذ ومن لف لفهم من بذاءات وعبارات الإستخفاف بإمكانية زوالهم عن المشهد ..بل ولا زال بعضهم يتلبسه الوهم أنهم في إجازة فقط وسيعودون الى حكم السودان وليسوا نادمين على ما فعلوه في هذا الوطن من أفعال يعجزعنها إبليس الذي تقول النكتة انه غادر السودان لان في عهدهم أصبح من هو أكفأ منه في القيام بدوره بل ويزيد عليه كثيراً .
الدكتور على الحاج قال أنهم سيمزقون الوثيقة الدستورية ولم يقل سيعارضونها بالحسنى ..لكن الدكتورعبدالله حمدون في رده على سؤال صحفي خلال مؤتمر إعلان الحكومة حول كلام الحاج ..كان رداً مهذبا فيه درس لهذا الكوزالذي يعتبر نفسه سياسيا مخضرماً إذ برزخلال غياب التماسيح وزمن قدلة الورالة..فقال رئيس الوزراء المكلف بأمرالثورة ولم يقفزالى مركزه على دبابة ..نحن سنقبل المعارضة التي تهدف الى ترشيدالحكم بالنقد السلمي تظاهراً أو هتافاً أوعبرالإعلام ..أما من يسيء إستخدام حق المعارضة بالتخريب أوالتعدي فسنترك أمره للقانون الذي سنجعل منه قيمّاً سواء علينا وعلى غيرنا .
هذا هو أدب الديمقراطية التي ينبغي أن تهذب اللسان..فمن أرادها هكذا فعليه أن يقبلها ويعمل على إعداد نفسه ليقدمها في طبق الإستحقاق النظيف ساعة يكرم المبدأ المثالي أويهان البرنامج الذي يعتقد صاحبه أنه لازال سائداً في دولة إساءة الأدب على هذا الشعب الذي ضحك أخيراً ملء شدقيه ..فيما لن يفيد البكاء من يظنون أنهم سيظلون فوق القانون ..وبقية الناس تحت عجلاته ..بعد أن تجعل الثورة الكل سواسية عند ساحاته التي تعدها لنصب ميزانه الشفاف والعادل .

نعمة صباحي

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..