مقالات سياسية

مات الشهداء واستوزر المستوزرون على بقايا دماء الشباب ودموع أسرهم.

في هذه الأيام ليس أسهل من أن تدمغ أية آراء مخالفة بأنها صنيعة كيزانية (جداد الكتروني) وهو التوصيف الذي اشتهر به المدافعون عن النظام المتأسلم في الوسائط الالمترونية، ومهما يكن من أمر فإنّ ثمة ما يدعو للنقد والانتقاد خلال مسيرة الثورة القصيرة وما تلاها من تقاطعات وممارسات ومجاملات وقفز فوق الرقاب.
وللثورة والمتسربلين بسربالها (جداد الكتروني) كذلك يحاولون تجييير القضايا والمواقف لخدمة فئة وبعينها بل خدمة وتلميع أشخاص بعينهم مثما حدث مؤخراً في توزيع كيكة الاستوزار الذي قدم للواجهة الوزراية أسماء غير جديرة بالمواقع الجديدة بل يمكن القول بوضوح إنهم قطفوا ثمار الثورة باردة على ركام دماء الشهداء بينما كانوا يتجولون برفاهية على مقاهي دول الاغتراب الناعم ذلك الوقت الذي كان فيه الشباب الثائر يدفع روحه ممهوراً بالدم الغالي رخيصاً فداء التغيير المنشود.. والآن جاء المستوزرون بينما تجللت بيوت أسر الشهداء ببقايا الدماء ودموع الذكريات الأليمة..
بالأمس كان نظام المتأسلمين يوزع المناصب مثل كيكة لذيذة في الليالي المخملية وقفز واستوزر وأثرى المئات الذين كانوا في أسفل القائمة، ورغم مساوئ التمكين البغيض الذي أفرز محاصصات وجهويات وقبليات وغبائن لن تسهل إزالتها على المدى القريب لكن ذات المعضلة مارسها حمدوك في تشكيلته الجديدة المحروسة بقوى الحرة والتغيير والتي أبرزت بوضوح محاصصات (وكيمان) كانت الشعارات تقول برفضها لكن الواقع العملي أقرها بعد إعلان المستوزرين فجاءت القائمة في غالبيتها فيها تكريس لمنهج المحاصصة والجهات بل وإعادة إنتاج الأزمة أزمة إستوزار أبناء الذوات وأبناء الوزراء السابقين والترسيخ للأرستقراطية الموروثة والمحروسة بأفندية الحكومة وهو منهج ما كنا نتمناه في ظل ثورة فجرها الغلابة والشباب الباحثين عن غد أفضل ولم يكن يطمح الشباب العريض الذي غطى الشوارع واقتلع البشير وزمرته كما يقتلع (بصلة) متعفنة اقتلعوهم وهم شباب اعزل بالهتافات وبالصدور العارية ودفعوا دماءهم فماذا كانت النتيجة أين تمثيل هؤلاء الشباب الفاعل في الحراك الثوري الميداني أين تمثيل هؤلاء الشباب في حكومة حمدوك.
لقد قطف الثمرة المنعمون من أبناء الوزراء المستوزرين بالوراثة فقد جاء إلينا أبناء وبنات وزراء سابقين تربوا على أكتافنا ولم يتذوقوا عنت الحياة والفرص التي وجدوها والشهادات التي جلبوها من الخارج توافرت لهم لانهم أبناء وزراء (أولاد راحات) كما يسميهم الغبش، اما أبناء الغبش ففيهم النوابغ الأذكياء الذين لم تساعدهم ظروفهم المادية والاجتماعية في استكمال دراساتهم وفيهم أذكياء كان يمكن نيلهم لأرفع الشهادات لو توافر لهم ما توافر لأبناء المستوزرين من دعم مالي وفرته لهم أسرهم بأموال الاستوزار عبر السنوات.
نعم نرحب بالكفاءات والخبرات ولكن لا مجال للمجاملات التي لن تنتج غير المزيد من الإحتقان.
الثورة محروسة ولن تكون موروثة بالإستوزار أباً عن جد.
ولنا عودة تفصيلية للموضوع.

 

د. الرفاعي عمر البطحاني
[email protected]

‫9 تعليقات

  1. – نكون شاكرين طرحك لو تكرمت و وضحت لنا المزيد بوضع اسم الوزير الوارث و اسم المُرث ابيه ؟
    – ان كنت تقصد السيد الفريق شرطة عباس مدني وزير الداخلية السابق فهذا معلوم للقاصي و الداني منذ اليوم الاول و حتي الملامح تتحدث .
    – حتي لا تُتَهم بإثارة البلبلة و ديك اليكتروني وضح لنا الفقرة الأولي !

  2. تابع المقال الثاني
    واناأتحدث للمصلحة العامة فلا داعي لإطلاق الكلام على عواهنه يا هذا
    وإلى ذلك الحين
    وزير الصحة اكرم التوم والده وزير ووالدته كانت وزيرة سابقة
    وزير التربية والتعليم والده كان وزير
    انتصار صغيرون والدها وزير وجدها وزير هو عبدالرحمن علي طه وخالتها فدوى علي طه مرشحة مجلس السيادة
    حتى داليا الروبي عائلة زوجها كلهم مستوزرين سابقين من آل المهدي.
    و….. الخ

  3. Avatar photo يقول عزوز (الاول) المناكف الذي لن يهدأ له بال حتى يصبح الكيزان الى زوال و ينضربوا على مؤخراتهم بالنعال:

    والله كلامك يا دكتور (والحمد لله كل الشعب السوداني دكاترة) كلام أقل ما يوصف به انو كلام مسيخ،، يا سيدي الدكتور هل من استشهد من الشياب كان يبحث عن وزارة أم كان هدفه خدمة وطنه دون مقابل، وهل تريد بعد ان ذهب هؤلاء الى عليائهم ان تقوم الدولة ياستوزار اشقائهم اة آبائهم مكافاة لهم على فقدان اخوانهم و اولادهم.
    يا سعادة الدكتورالعزف على مظلومية الشهداء بضاعة كاسدة ان لم تكن تالفة، وما تقوله اساءة للشهداء الذين تريد من الدولة ان تدفع المناصب لأهاليهم مقابل دمائهم الطاهرة.
    ان اسر الشهداء هم الآن في اسعد أيامهم بأن رأوا ثمار تضحيات ابنائهم قد حررت البلد وكونت له حكومة مدنية فيها كل الخير والأمل ليس لاسر الشهداء ولكن لكافة الشعب السوداني.
    مثل هذا الكلام لا يخدم المصلحة الوطنية و إنما هو نفث للسموم في جسد هذا الوطن المتفائل بحكومته.
    دكتور دكتور دكتور دكتور حيثما ذهبت وكل ما استعمت وكل ما رايت دكتور بروف دكتور بروف دكتور بروف ،،، ما أرخص هذه السلعة في بلادي،،، عفواً دكتور، وأتمنى أن تكتب لنا مقالك القادم الاسبوع القادم وانت بروف كبير ،، كبيرجداً

  4. السودانيين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب… وزراء الكيزان قالوا ديل دخلوا الخرطوم شايلين شنط حديد وكانوا مقطعين … وزراء حمدوك قالوا ديل اولاد وزراء وارستقراطيين… تاني الا يجيبوا ليكم وازراء هنود..

  5. هذه التشكيلة الوزارية مرت من عدة لجان ثم مت حمدوك وهي اعتمدت على تنوع عمري وجغرافي وجندري…. وربما ظهر اسم او اسمين من الأسماء الأسر المشهورة نسبيا وهذا شئ عادي اما الغالبية فهم اسماء جديدة بما فيهم حمدوك وإبراهيم البدوي….
    من الملاحظ ان كثير من من يحسبون نفسهم من أنصار الثورة لم يرق لهم ان يقوم غيرهم بعملية اختيار الحكومة…
    ومن المؤكد ان اي كوز لا يروق له ما تقوم به قحت و حتى لا يتهم بالكوزنة فإنه يهاجم بأننا سوف نصفه بأنه ذباب الكتروني…

  6. الشهداء لم يموتوا ..بل احياء عند ربهم يرزقون …
    و بعدين المقال بعيد عن الموضوعية …

  7. دعنا نختلف معك دكتور الرفاعي ولااصفك بأي صفه لأن النيه والقلوب لايعلمها إلا الله ولا أعلم نيتك في كتابه ما كتبته ولن نسوء الظن بك لأن سوء الظن اكذب الحديث
    اخي الرفاعي للاسف لم تصب كبد الحقيقة
    كل الموضوع انو البلد منكوبه فقط محتاجين لي خبراء يمرقونا من الحفره والمصيبة الرمونا فيها الكيزان
    في مجال تخصصي لم أري مثل دكتور أكرم سوداني يقود وزاره الصحه سا دعمه بكل ما أملك من افكار وخبرات ولن اقول له إذهب انت وحمدوك فقاتلا انا هاهنا قاعدون واري التخاذل عن واجبي خيانه لأرواح الشهداء
    أخي الرفاعي يجب علينا ان لاتكون كالذين غضب منهم النبي صلي الله عليه وسلم في حق بعثه اسامه بن زيد وقال لقد طعنتم في أبيه من قبل وأنه لخليق بالاماره وكان صلي الله عليه وسلم يكره مثل هذه الهنات
    أما عن الشهداء فقد قتلهم الكيزان واذنابهم فلهم من الله مايستحقون ولم يقتلهم حمدوك ووزراءه فصوب سهامك نحو القتله واقتص للشهداء هذا واجبك الذي سيسالك عنه الله وهو دفع الظلم الذي لحق بالشهداء واهاليهم
    وأخيرا فلنكن كلنا كسودانيين اتقياء صالحين في أنفسنا مصلحون لغيرنا ليفتح الله علينا وعلي بلدنا بركات من السماء آمين وليس ذلك علي الله بعزيز أما أمر الوزاره فهو أمر لايستحق كل هذا التجاذب هو أمر اذا قام به البعض سقط عن الآخرين وأنها امانه وأنها في الاخره خزي وندامه تنسأل الله جل وعلا أن لايبتلينا واياكم بها

  8. لم يوضح السيد انو اي واحد من هؤلاء المرشحين مؤهل للمنصب الالكلف به ولم يقدم اسم اي شخص لم يمنح الوظيفة بالرغم من انه اكثر كفائة من المرشح. فهل اصبحت جريمة ان يتقدم ابن وزير سابقاو حفيدة وزير سابق لوظيفة هم مؤهلين لها؟ اين المنطق؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..