مقالات وآراء سياسية

دسيس مان والحب القاسي

دفع الله حماد حسين

يقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش ( محاولة لوضع حركتنا الشعرية في مكانها الصحيح : أنقذونا من هذا الحب القاسي ).
لا شك ان دسيس مان احد ايقونات الثورة التي اطلت علينا من خلال إعتصام القيادة العامة , الإعتصام الذي اظهر اجمل ما في النفس السودانية من ازالة للحواجز الثقافية والعرقية والطبقية  وقدم فيه الشباب من الجنسين أروع ملاحم البطولة والجسارة التي شهد بها العالم اجمع ولا زال صداها يتردد في اركان العام الحر ومن خلالها تعرفنا علي دسيس مان والمهندس رئيس جمهورية أعالي النفق ومروة بابكرورفقة صائدة البمبان ( قنابل الغاز المسيل للدموع ) والذي بتر أيدي  وفقأ اعين العديد من الشباب . وتعرفنا على ايمان يوسف التي تتقدم المواكب رافعة العلم السوداني وولاء صلاح التي ابهرت العالم بثوبها الأبيض والقائها البديع  وابراهيم شوتايم عبر حواراته في محيط القيادة  والإعلامي حازم حلمي بتقديمه لدسيس مان وعباس فرح يزود عن الترس بدمائه… الخ.
ادخل دسيس مان لغة ” الراندوك ” واضاف اليها من ابداعاته وأهازيجه التي صار يترنم بها الكل حتى وصلت ساكن القصر العالي “وحدث ما حدث ” ولقد لعب الشعر الشعبي دوره عبر العصور منذ مهيرة بنت عبود ” يا الباشا الغشيم قول لي جدادك كر” و مرورا بالعديد من الشعراء ولانقول انتهاء بل مرورا ب خليل فرح  ومحجوب شريف ومحمد الحسن حميد والفدال وازهري محمد علي , على سبيل المثال .
حظي دسيس مان بالإطلالة عبر العديد من الأنشطة الإجتماعية وهذا حقه واصبح من رموز المجتمع ويتم تداول انشطته عبر مواقع التواصل الإجتماعي ولا أحد ينكر دوره وقد استلف منه المخوع مقولته عندما سئل في المحكمة اين تسكن ؟ ” زمان ولا هسه ؟”.
على من يحيطون بدسيس مان تبصيره حتى لا ينزلق في ممارسات
” الشريف مبسوط مني ” فقد شاهدت مقطعا له وهو ينثر الأوراق المالية على احد الفنانات ونقول : نعم من احد عاداتنا “النقطة ” وهي وضع الاوراق النقدية على جبهة الراقصة او المغنية في مناسبات الأفراح وهذا يذكرني باحد ظرفاء مدينة كوستي حين كان يحمس الحاضرين في مناسبات الافراح ويفترع ( النقطة )بفئة مالية كبيرة ليثير الحماسة في الحاضرين حتي يدخلوا الحلبة ويسهموا في ( النقطة ) وقد اسر للبعض انه يتقاسم مع الفنانة في نهاية الحفل لإسهامه في تشجيع الحضور.
غربلة التراث مهمة في هذا المنحنى من هذه اللحظة التاريخية التي يتطلع فيها الشعب السوداني الى بناء دولة  الحرية والسلام والعدالة وكنس تركة العهد البائد وترك العادات التي تقعد بنا ولذا فتبصير امثال دسيس مان وغيره من ايقونات الثورة بترك ما لايدفع بالثورة الى الأمام حتي لا ينزلقوا في الولوغ في ممارسة العادات المثبطة وان نكف عن الحب القاسي لامثال دسيس مان وغيره من ايقونات الثورة الذين نعتز ونفاخر بهم .

دفع الله حماد حسين
[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..