مقالات وآراء

أوربا بتلعب بولوتيكا

بسم الله الرحمن الرحيم
استعيض في العنوان بأوربا عن فرنسا الذي أعحب موقفها الكاتب الصجفي دكتور البوني بالتدخل لصالح إدريس دبي بعد محاصرة المتمردين قصر الرئاسة وقتها. الآن ، صارت أوربا تلعب بولوتيكا كما في النطق الشعبي في السودان هنا. وبالطبع خلفها امريكا .
لست من معجبي نظرية المؤامرة ، ولكن بصمات العالم الغربي وأدواره كانت واضحة منذ اندلاع ثورتنا المجيدة . لكن يجب التأكيد على أن الثورة والتضحيات التي قدمت ، كانت مشجعة للغرب وممهدة لطريق التدخل من وراء الكواليس وبالتصريح المباشر والضغط على كل الأطراف. وقد كان عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي واضحاً في لقاء الأمس بين الجزيرة مباشر وأربعة من أعضاء مجلس السيادة. فكعادة قناتي العربية والجزيرة منذ اندلاع الثورة ، لا تنفكان من اللعب لصالح محاورهما في الشأن السوداني . فرداً على سؤال أثير محور ما!! في مسار الثورة ، كان رده ذكياً بأن العالم كله ينزل بثقله على السودان. ورفض تسمية أي محور في رده المباشر رغم علمه بما يقصد .
بإيجاز فإن السيد حمدوك فوق حصوله على دعم محلي ، فإنه يجد دعماً إقليمياً ودولياً خاصة من الغرب. لسيرته ومواقفه وقراراته. وربما كان أهم تصريح له هو قوله أنه رغم ان من أتت به قوى الحرية والتغيير ،إلا أنه سيعمل بالمعايير وسيعيد كل إسم لا تنطبق عليه المعايير إليهم وفعل. وانه رئيس وزراء لكل السودانيين ،وكل سلوكه ورسائله في المؤتمر الصحفي تقول ذلك.
بيد أن الأهم في تقديري قبل الرجوع إلى أصل الموضوع ، هو أن التشكيل الوزاري هو تشكيلته. والمتربصون من تابعي النظام السابق ومن كانت لهم مواقف ضد تجمع المهنيين وما زالوا يدورون كثيران الساقية حيث كانوا ..سيجهدون انفسهم ويشغلونها بما لايفيد والقافلة تسير غير عابئة بهم.
بالعودة للعنوان. فإننا نستطيع بلا تردد ، أن نجد هذا التأثير القوي على مواقف الجبهة الثورية . نعم لا مشكك في أن دبلوماسية حمدوك ورسائله في تسميتهم بحركات الكفاح المسلح وحديثه عن إعادة هيكلة الدولة، وهي مطلوبات كل قوى الحرية والتغيير المعلنة ، كان لها دورها. لكن خفوت نبرتها العالية والمعارضة بسيل الاتهامات واللغة القديمة ، لم يكن لمجرد ذلك. فقد أدركت تماماً أن ما تقوم به لا يتوافق وحسابات أوربا في أهدافها المعلنة في محاربة الإرهاب بعد أن أدخلت علي قوائمه حركة الإخوان المسلمين ، إضافة إلى محاربة الهجرة غير الشرعية ،فلا وقت لتفويت هذه الفرصة يتسبب فيه كائن من كان.لذلك لم يكن غريباً زيارة وزير الخارجية الألماني وتصريحات ميركل وزيارة وزير الخارجية الفرنسي المتوقعة ودعوة ماكرون لحمدوك وجولة وزير الخارجية الألماني في ما كان ساحة الاعتصام.فالجبهة الثورية كانت اجتماعاتها في أوربا ، وكانت تحاور النظام المخلوع تحت الضغط الاقليمي والدولي . بل وأن الثورة قد اندلعت وجولة من المفاوضات بينها والنظام يعد لها ، وقد قال عرمان يوماً في ظل وصف قوى الاجماع لذلك بالهبوط الناعم.بأن حقائق الواقع الإقليمي والدولي تجب مراعاتها. والآن ، هاهي نفس الحقائق تجبر الجبهة الثورية على النزول من تلكم اللغة ، إلى لغة الترحيب ، ولا معنى لإظهار تقديرها لحمدوك وعدم قبوله بالمحاصصة. فحمدوك هو مرشح قحت .وملتزم بمعاييرها حسب تصريحاته. وستتحاور الجبهة الثورية ضمن ما تحاور تحته ، تحت ضغط الدوائر الإقليمية والدولية وستصل إلى الاتفاق ،بدون أي مجمجة أو حركات مكاتب.

معمر حسن محمد نور

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..