مقالات وآراء سياسية

باريس ليست الفاشر ولاهي الخرطوم ياعبد الواحد..!

محمد عبدالله برقاوي

الذي يسمع تناقضات  منطق السيد عبدالواحد محمدنور في دفوعاته عن رفضه المشاركة في مفاوضات السلام التي إنطلقت في جوبا بين ممثلي السلطة  الإنتقالية وثلاثٍة من مكونات الجبهة الثورية ..من يسمع ذلك الخطاب  العدائي والمتشنج من الرجل يتيقن أنه لوتم تعينه حاكما للسودان كله أو قيماًً على  إقليم دارفور على امتداده لكان أول المعارضين لنفسه هوعبدالواحد ذاته قبل أن يقرأحتى  مضمون المرسوم القاضي بذلك !
كما  كنا سنحترم  موقف الرجل قبل  سقوط الإنقاذ لوأنه ظل يقود نضاله من ا لفاشر أوتقاسم أوجاع الحرب مع مقاتليه فوق تضاريس جبل مرة ..بل وسنحترمه أكثرلوأنه جاء بعد قيام الثورة الى الخرطوم ليقول رأيه مهما كان مخالفاً لها  وأياً كانت درجة نقمته على هياكل إدارة المرحلة الإنتقالية وتصوراتها لترسيخ السلام .
فماذا سيفعل عبدالواحد لوأن توافقاً قدحل بين حكومة الثورة وبقية الحركات المسلحة ..هل سيستطيع الوقوف كالسيف وحده في وجه الوطن ويعبر بحورالعزلة التي سيفرضها عليه المجتمع الإقليمي والدولي وهما سيؤيدان بالطبع أية صيغة تحقق السلام الذي سيفتح أفاقاً رحبة للتعاطي مع  سودان الثورة الجديد وماذا لوكانت فرنسا التي تأويه طويلاً كانت أول المؤيدين لذلك الإتفاق وأعلنته شخصا غير مرغوب فيه !
الن يترك ذلك سؤالا محيراً وكبيراً عن من الجهة التي ستأويه وتموله لإيذاء السودان .
فمشاكل الوطن في ظل الديمقراطية  وفسحة التعبير في
ظل دولة العدالة والحرية  والسلام لاتحل من باريس ..وهي وإن بدأت خطوط مفاوضاتها من أديس أبابا و القاهرة ثم الان تتماثل  لبيان معالمها في جوبا فإنها لابدأن تكتمل صورتها  في قلب الوطن النابض بحب أبنائه مهما إختلفت بهم الرؤى وتشعبت المقاصد التي حتما وواجبا ستنتهي في صدره الواسع كسعة أرضه التي لن تضيق بحملنا وإن كنا قد ضاقت صدرونا ببعضنا  التي لابد أن تنشرح في عهدٍ بدأ  يتشكل على خارطة واقعنا المنشود وقد رسمه الشهداء بمداد  العروق.
فلا أحد ينكر دورالحركات المسلحة في  قصم ظهرالنظام البائد وتشتيت كراته مما سهل كثيراًمن فرص إحرازالثورة لأهدافها المستحقة في شباكه المهترئة.

 

محمد عبدالله برقاوي

[email protected]

تعليق واحد

  1. عندما بدأت المشاركه بالتعليق على المقالات التى تنشر فى هذا الموقع سميت نفسى عبدالواحد ثم اكملته المستغرب اشد الاستغراب وكنت قد استوحيت الاسم من اسم الشخص الذى كنت معجبا بنضاله ضد النظام ، الاستاذ/عبد الواحد لا اعرفه ولا حتى إنتمى للقبيله التى ينتمى اليها فانا من اقاصى شمال السودان ولا تجمعنا مع بعض غير هذا الوطن الذى نكب ببعض آبنائه !!.
    يحزننى وغيرى جدا موقف الاستاذ عبد الواحد ويجعلنا نتسآل ماذا يريد الاستاذ عبد الواحد بالضيط ؟ هل يريد عودة جماعة الاخوان للسلطه مره أخرى كى يتفق معهم ان ماذا ؟ الا يتذكر موقف الراحل جون قرنق عقب انتفاضة الشعب عام 85 وعدم إعترافه بثوره شعبيه شهد لها العالم وسمى إنتفاضة الشعب بمايو اثنين وهو يعلم ان الامر لم يكن هكذا متحججا ان هناك مجلس عسكرى ظل على رأس السلطه وكان سببا فى تمكن جماعة الاخوان فى الحياة السياسيه ابان حكم الاحزاب ومن ثم كان سببا فى الانقلاب الاخوانى وتصالح معهم بمجرد ان لوحوا له بالمنصب الذى تنازل منه ثعلب الاخوان على عثمان وما كان يعلم ان الكيزان اضمروا له شرا وجلبوه الى المصيده التى نصبت له وكانت فيها نهايته القاسيه !! إذا الاستاذ عبد الواحد قرر عدم الاعتراف بالثوره الشعبيه وتزرع بنفس الزرائع التى كان يسوقها سلفه جون قرنق وعليه ان يعلم ان شباب السودان هو الذى قاد هذه الثوره حتى نهاياته وارتضى بقوى الحريه والتغيير ممثلا شرعيا له فى كافة المراحل وخرج مهنئا لاختياراتها سوى كانوا اعضاء فى مجلس السياده او رئيس الوزراء واعضاء مجلسه وعاد الجميع الى بيوتهم ليراقبوا ادائهم وعلى عبد الواحد ان يعلم انه سوف يكون فى مواجهة شعب إذا ما تمادى فى تعنته وعناده وعليه ان يعلم انه كفانا ثلاثون عاما من الحروب التى اطالت من عمر النظام البائد وعليه ان يعلم ان البديل للسلطه التى تشكلة الآن هى جماعة الاخوان وهم الآن لا يدخرون جهدا للعوده لحماية مكتسباتهم التى حصلوا عليها بالفساد وربما يعودوا مره اخرى ومن الان ننصحه بعدم ركوب اى طائره لتحلق به فى الجو !! الفرصه الآن متاحه له ولقواته السودان يغيش الان اجواء من الحريات لم يستمتع بها طيلة ثلاث عقود ولهم الخيار امام الانضمام لركب الشعب السودانى او الاستمرار فى غيه ويومها عليه ان يعلم انه سوف يكون فى مواجه مع الشعب السودانى (المناضل) ولا اقول (المجاهد) . 2

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..