
مشهد .. الخضرة تحف المكان ، والزهور، متفتحة وكل أنواع الخضر والزروع نابتة في عشائرية منسجمة ، الفراش والطيور وأسراب النحل ، تحوم في مرح وابتهاج ، تحكى عن ديمومة الحياة ، لا صناعة ! إنها الطبيعة ، كل أنواع الخضروات ، وكل البقوليات ، والذرة (الشامية والرفيعة ) تجدها أمامك في تنافس خضري بهيج .. تتطاول سيقان (الدخن) على ( العنكوليب ) وتستلقى في ظلها ثمار (العجور) والبطيخ والقرع وتدهشك زهرات ( العدسية ) واللوبيا بسحرها وتضفى على المكان إشراق جميل . كل هذه النباتات تحيط بسكن أهل الدار الذى يتكون من عدد من القطاطى هذا البناء السوداني القديم المصنوع من القش والطين والاخشاب المحلية وهو يتميز بمواءمته لكل الظروف المناخية بارد صيفا دافئ شتاء ويحميك من الأمطار ويشعرك بحميمية المكان .الجباريك ومفردها ( جبراكة ) مصطلح سوداني محلى ويعنى به الزراعة الموسمية بجانب السكن 0او حوله ، وهذه المزروعات عبارة عن محصولات موسمية للحاجات الاساسية من الغذاء من الخضروات والذرة والاستفادة القصوى من الزمان والمكان ، وهى منتشرة في تخوم كردفان وبعض من مناطق الوسط ودارفور وتكون في الريف لما تتميز به المساكن من المساحات الكبيرة و المتباعدة . وتختلف عن الحديقة المنزلية في موسمية المزروعات التي تنتهى بنهاية موسم الخريف .هذه (الجباريك ) التي فرحت عصافيرها ، هي رمزية الى العودة الى الانتاج بشقيه الزراعي والحيواني .هذه الارض التي تطهرت بدماء الشهداء واهتزت وربت و تحتاج الى من يفلحها، والى سواعد الشباب . ونحن نستشرف عهد جديد من الحريات والعدالة والسلام .. لابد من تهيئة المناخ للإنتاج والمساهمات الوطنية . وحتى لا ينسى إنسان كردفان او دارفور بسبب النزوح و الحروب ذاكرته الانتاجية القديمة (الجباريك) . و هذا السرد ما هو الا تشجيع وتحفيزا ً للبحث عن مصدر الرزق الحلال ، والاعتماد على النفس فى توفير الغذاء والكساء . لهذا استخدمت ( الجبراكة ) في رمزيتها الانتاجية ، بشكل يختلف عن النسق القديم لكن (الجباريك ) التي نستهدفها الان تأخذ شكل اشمل وأكير الجانب الخدمي ، والصناعي ، و الشق الزراعي ، أو التجاري .
ونوجه مجتمع المغتربين على وجه الخصوص الاتجاه الى عمل شراكات ذكية مع السواعد الشابة المتحفزة بالداخل التي تحمل الافكار وتحتاج الى راس المال . في تنفيذ مشاريع جادة وذات العائد السريع. كما نرجو دخول المصارف كضامن وداعم لهذه الشراكات في استمرارية التمويل . في أبسط صور المشاريع الانتاجية وتوفير الدعم المادي والفني لهذه المشروعات ممثلا في دراسات الجدوى والمشورة لكل مشروع حسب نوعه . قد يقودك التشاؤم أو الاحباط نتيجة للتجارب السابقة والتى كان السوق تهيمن عليه فئة معروفة و هذه الممارسات انتهت بانتهاء النظام السابق . وعلى الحكومة المدنية رفع يد المحليات والضرائب عن صغار المنتجين تشجيعا للإنتاج .والمنتجين .