أسعاف ديــمـوغـرافيا الأرياف – تفاديا لعمق المتوسط و أن لا تفترش الارض وتلتحف السماء
أسامة تاج السر

تمر البلاد الان بأخطر وضع و كارثة يمكن ان يتصوره عقل أثر اوضاع سياسية و أقتصادية و و بالتالي أمنية و مجتمعية أرث حقب حكم و ادارات سابقة تم تتويجها علي أيدي عقلية لم يتم وصفها بمايليق بعد بالرغم من مجهودات كبار المفكرين السودانيين أمثال الاستاذ الشهيد محمود محمد طه الاستبصارية و المرحوم محمد أبو القاسم حاج حمد في شموليتها و عالم الأجتماع الدكتور حيدر ابراهيم في واقعيتها و جل الكتاب الصحفيين و الشرفاء.. عقلية الحكم الاسلاموي التوليتاري الفاشيستي الذي اورد البلاد المهالك والعباد المصارع في جور التبعية والأستعباد والتطفل علي موائد الغير مخاطرين عمق المتوسط و تجار البشر و أسواق النخاسة. طاربين الطناش في امكانيات تفجر موارد لا حصر لها متكفيين بالتكسب السهل و السريع حين لانت السدة بيدهم لاكثر من ربع قرن جبروتا و طاغوتا.
ما يزيد الطين بلة الان التغير المناخي المحذر منه و عواقبه المباشرة لضرب اي مفهوم تخطيطي للحواضر و غيرها فمابلكم بالغير مخطط و مدروس فاوساط السودان و تخومه الان يغرق في سيول و فيضانات و مياه لا حد لها و لهشاشة البنية التحتية و غيابها من مصارف و جداول لتصريف المياه معدة و مهندسة تضاعفت الكارث بغياب عدد من القري و المنازل داخل المدن.مما يعني زحزحة لديموغرافيا اوجدت لنفسها بعد مشغة هنية سكن و منشط فجل هذه القري لم يتم التخطيط لها فتطورها نابع من الشكل الاجتماعي الطبيعي و الاسبقية للتواجد. و الان تواجه هذه الاسر و الجموع البشرية حياة التشرد و التصرف الفردي الذي غالبا ما يظهر في شكل نزوح الي حواضر مجاورة و بالاخص المدن الكبيرة لما يفترض ان تجود بها من مأوي للسكن و فرص عيش افضل و بديل من صحة و فرص للعمل فهل المدن قادرة علي ترتيب نفسها و كفاية ساكنيها دعك من الجديد؟؟ و من بعد الهروب الجماعي الدياسبوري الي الجوار و أوربا وغيرها من بلاد اكثر حظا.
الامر هنا ليس دفاعا عن مكتسبات المدن الهشة و لكن فالتبشر بمزيد من الفوضي من تقاطعات ثقافية و ازدحام في تناول الخدمات المتاحة و مظاهر تشرد و تعاسة من الاصل تعج بها مما يعني مزيد من الاجرام و التسكع و الباعة مفترشي الطرق و المتجولين و فاقدي التعليمو السند .. الخ .وبالتالي لا اصحاح بيئي و لا بلديات قادرة.
أذا اين يكمن الحل؟؟ و الحل لمن؟؟ و لماذا؟؟ و متي؟؟ و كيف؟؟ و ماهي الاولوية ؟؟ أسئلة مشروعة و وجودية تواجه منظومة البلاد المؤسسية و تلعب فيها مؤسسيات المجتمع المدني نفسه الجهد الاكبر و المسؤولية ان نشطت و وعيت بترتيب حالها كمنظومات و هيكلية خدمية و ليس مطالبية فقط.
حتي لا تفترش الناس الارض و تلتحف السماء تظل المأوي سيدة و مفصل التخطيط و هو قصد و رحمة للانسان في انسانيته بلافرذ في لونه او عرقه او مناطقيته و عشاريته او معتقداته و انتمائاته او مجمل تبايناته المختلفة. و لازام ذلك و عجالة امر لابد من استصراخ الامكانيات الداخلية و المتاحة و تفعيلها الي اقصي درجة ممكنة تحت امرة الحادبين علي امرة البلاد الان و التبداء بالايواء الموقت نعم الموقت و في نفس المنطقة او القرية المنكوبة أو الحي المنهار لعل منشطهم الاقتصادي يستزعف و يسهم. و لا تكفي الخيام الخليجية و المساعدات العابرة.
فهناك نوع من المنازل القابلة للنقل و مهيكلة من مواد خاصة تقي من الحر و البرد و لها منافعها الصحية و ترصف في شكل مجمعات سكنية و عادة ما تشيد للقري و المشاريع الموقتة و هي اثر اكراما و نفع من الخيام و الرواكيب. اجادت بعض دول أسيا في تصميمها و صناعتها. و طالما ان مثل هذه الكوارث لن تتوقف و لا نمتلك بعد أداة رصدها و التنبؤ بحجم تكرارها. فاستجلاب هذه المأوي و التعجل لها يظل امر أولوية.كما ان من جدواها و أقتصادياتها يمكن اعادة تشيديها و تركيبها في اي منطقة اخري فيما بعد. حتي انه يمكن الأستفادة منها في معسكرات المشاريع المأمولة أو حتي اعادة بيعها الي الجوار و التدخل الانساني في القارة مما يعني تعزيز مفهوم اللجوء الايجابي المبكر.
و الي ذاك الوقت تمتلك اجهزة البلاد وافر الوقت لتخطيط مدروس أساسه تعزيز الديموغرافيا المنتجة بالبلاد و ضمان تواجدها الكريم.
أرجو مراجعة الموقع:
https://karmod.eu/page/refugee
أسامة تاج السر
[email protected]