
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحلقة الأولي خاطبنا حكومتكم بصفة عامة ورئيس لوزراء وأسركم قبل تكوين الحكومة. ثم خاطبنا الوزراء أجمعين خطابا عاما لتذكيرهم بما يريد الثوار للوطن والمواطن مع بعض الموجهات. والأن سنخاطب بعض الوزارات/ الوزراء كقطاعات انتاجية وخدمية، وبعدها سنخاطب بعض الوزارات بعينها.
الأن سنبدأ بمخاطبة (القطاع الانتاجي) من الوزارات بعد تكوين الحكومة، وتسلم الوزراء لوزاراتهم، ونهنئهم أولا على الثقة التي نالوها ونسأل الله أن يعينهم ويكون سندا لهم أن ارادوا بهذا الوطن والمواطن خيرا.
عليكم بذل أقصى جهد لإصلاح ما تم تدميره خلال 30 عاما في 3( سنوات و3 أشهر). هذا يتطلب كثير من التضحيات وصبر أيوب والاعتماد على العلم ونتائج البحوث ومحاربة الفساد وكنس اثار المؤتمر الوثني وكل من يقول أنه اسلامي، والاعتماد على الكوادر عالية التأهيل والمواكبة للمستجدات من التكنولوجيا، والمشاورة والشفافية والعمل الميداني.
سنخاطب القطاع الانتاجي ممثلا في وزارات الري والزراعة والغابات والثروة الحيوانية والصناعة والتجارة والسياحة والمالية والاقتصاد. هذه الوزارات هي التي نعتمد عليها في الانتاج وانقاذ (ولا مؤاخذة) البلاد من وهدتها وتحقيق أهداف الثورة، و يتطلب ذلك تنسيق دقيق بينها.
- لابد من أن نصنع أغلبية احتياجاتنا ومدخلات الانتاج أيضا.
- يجب أن نقلل من الاستيراد البذخي خاصة في المأكولات والملبوسات والصابون بأنواعه ومعجون الأسنان والزيوت والسكر والحلويات والعطور. دولة لا تستطيع أن تصنع الكبريت وفرشاة الأسنان ومعجونها وموس الحلاقة والصابونيات و قماش الجلباب والثوب السوداني وزيت طعامها وسكرها وملحها والبانها ومنتجات الألبان ودقيقها والخيوط والازرار ..الخ يجب أن تراجع نفسها وأولوياتها.
- دولة كانت تنتج كل ذلك وبعض قطع الغيار للسيارات والشاحنات و السيور والأسلاك الكهربائية بأنواعها والبطاريات بأنواعها وكل مقاساتها فماذا جرى لها؟ بل كانت بعض الورش بالمناقل وغيرها تقوم بإنتاج المحاريت بأنواعها والحصادات لكل المحاصيل، وببورتسودان تصنع الاطارات للسيارات والشاحنات وغيرها .وكانت مصانعنا توفر الاسمنت لكل احتياجات القطاع العام والخاص، ومصانع الطوب الحراري والدهانات. أين ذهب كل ذلك؟ طبعا البركة في سيئة الذكر الانقاذ.
- لدينا من العلماء والمهندسين في كل المجالات، هاجر أغلبهم، وقاموا ببناء دول أخرى، وأيضا البركة في المؤتمر الوثني.
- المطلوب من كل منكم أن يقوم أولا بتأسيس (قاعدة بيانات) مكتملة لكل انشطة وزارته، و(موقع) بالشبكة العنكبوتية تساعد في توفير المعلومات لكل من يرغب فيها للبحث أو للمنظمات أو للمستثمر و للجمهور وبغرض الشفافية أيضا. كما يجب أن تكون هذه القاعدة وهذا الموقع مرتبط مع وزاراتكم المذكورة أعلاه بغرض التنسيق لدقيق.
سنبدأ بوزير الري،
- تعلم سيادتكم انك تملك قنوات ري بالبلاد تعتبر (عجيبة الدنيا الثامنة)؟ مشروع الجزيرة وحده به 10 الاف كم من القنوات الرئيسية، و30 الف كم من الصغيرة وابو عشرينات وأبوستات، وتنساب المياه فيه بنظام دقيق وبانسياب مع التدرج والميلان الطبيعي من خزان سنار حتى كاب الجداد دون بذل قطرة جازولين واحدة!!! حدث تخريب لهذا النظام في العهد البائد بالقيام بأعمال حفريات أضرت به وحرمت القنوات الصغيرة وما يليها من هذا الانسياب، اضافة الى الاطماء والحشائش المائية وتخريب اكتاف الترع لأغراض لا علاقة لها بالزراعة. الماء عصب الحياة والمدخل الأول للإنتاج الزراعي والحيواني والصناعة…الخ. لابد اولا من اعادة تأهيل كل هذه الشبكات( بكل) المشاريع الزراعية مهما كلف ذلك، والا لن يكون هنالك انتاج.
- ثانيا، تعلم ايضا بحكم تخصصكم الدقيق في الاستشعار عن بعد و بحكم مهنتكم كباحث بالبحوث الهايدروليكية، أن الامطار تمدنا بما يعادل 5 أمثال ما يحمله النيل. حصاد الماء يجب أن يكون ايضا من أولوياتكم خاصة في دارفور وكردفان والقضارف والبحر الأحمر ومنطقة البطانة بعمل حفائر في مسارات الماء والميعات ومصبات الخيران بمساحات تتراوح ما بين عشرات وان أمكن مئات الافدنة لكل حفير( كما فعلت الجارة اريتريا) تساعد في الزراعة والانتاج الحيواني والشرب واستقرار الرحل. هل يعقل في بلاد النيلين ن تعاني مدن مثل الأبيض والقضارف و بورتسودان من ندرة الماء؟ فان لم نقم بتوصيل ماء النيل اليهم، فمن باب أولى أن نحصد كل كميات الامطار بمناطقهم وامدادهم بها طوال العام.
السيد وزير الزراعة.
انت مسؤول عن الزراعة والغابات والمراعي ايضا، ويقع عليك عبء كبير لتغذية المواطن السوداني وحيواناته والتصدير وتوفير العملة الصعبة، وتوفير مدخلات الصناعات التحويلية التي لها قيمة اضافية/ مضافة لمنتجاتنا الخام، وتدر ايضا قدر كبير من العملات الصعبة وترفع من اسهم دولتنا في كل المحافل الدولية. كما يقع تحت امرتكم الزراعة المروية والزراعة المطرية والغابات ومنتجاتها من أصماغ وأخشاب وغيرها من الثروات التي تزخر بها الغابات. علاقتكم بالري (علاقة مباشرة)، وبالصناعة والتجارة (علاقة وثيقة). أراضينا، خاصة المروية منها، ذات قيمة مادية ثمينة، والماء ثروة تتقاتل الدول عليها و من أجله. ا فيجب أن نستغلها استغلالا يليق بقيمتها. ما يزرع بالأراضي المروية يجب أن تكون قيمته محليا وعالميا تستحق أن يكون ضمن دورات هذه المشاريع. المحاصيل الأخرى، مثل الذرة والدخن والفول والقطن مكانها الزراعة المطرية. هيئة البحوث الزراعية والجامعات لديها دراسات موثقة للمحاصيل والأصناف التي يمكن أن تزرع بكل من المناخات وأنواع التربة وكميات الأمطار.
- عليه يمكنك وضع ( خرط محصوليه) لكل صنف من أصناف أي محصول ولكل المحاصيل.
- كما نرجو بالنسبة للقمح أن تقوم كل منطقة/ اقليم/ ولاية بزراعة الكمية التي تكفيها من اصناف القمح المناسبة لمنطقنها وهنالك اصناف تتحمل ظروف مناخية لكل من مناطق البلاد بهيئة البحوث الزراعية.
- نرجو أن يكون لك ( مجلس استشاري) من الباحثين واساتذة الجامعات في كل مجالات الزراعة، وهم يرغبون في خدمة وطنهم طوعا ولن يكلفوا وزارتكم سوي كلمة شكر وتقدير.
- يجب مراجعة هيكلة الوزارة والاعتماد على الكفاءات عالية الخبرة والعلم والمقدرات الابداعية،
- اعادة تأهيل الارشاد الزراعي وتوفير كل المعينات لهم ويحبذا أن نقلت رئاستهم الى هيئة البحوث الزراعية وربط كل مرشد مع باحث لنقل المعلومة والتقانة مباشرة للمزارع، ونقل المشاكل البحثية ومن الحقل الى الباحث.
- اما عن مشروع الجزيرة والمشاريع المروية الخرى نرجو أن تدعو لمؤتمر أو ورشة عمل لمناقشة مستقبلها وطموحاتنا لها حيث أن مشروع الجزيرة على الأقل يجب أن ينافس هولندا!! أن لم نخرج بما يرضينا من هذه المؤتمرات والورش، يمكننا الاعلان لبيوت خبرة عالمية لتضع لنا التصور الأمثل و أليات التنفيذ.
- المدخلات من أسمدة ومبيدات لابد من انتاجها محليا بل تصدير الفائض منها. الاسمدة تنتج من مخلفات الصناعات البترولية واقربها مصفاة الجيلي، وهنالك طريقة خري بتثبيت النايتروجين الجوي كما في حالة مصنع الشجرة المنكوب. المبيدات أعرف بأن هنالك 3 شركات كبرى سودانية على استعداد وفورا للبدء في التنفيذ وعلى اعلى مستوي عالميه وواجهتها عراقيل كثيرة في العهد السابق.
- بمناسبة المؤتمرات نرجو الرجوع الي المؤتمر الزراعي السنوي قبل بدية كل موسم لمراجعة الموسم السابق والاعداد للموسم الجديد.
- كما نرجو اعادة تأهيل الخريجين الزراعيين الذين مضى على تخرجهم 5 سنوات فاكثر دون وجود فرصة عمل في المجال الزراعي.
سنناقش في الحلقة الخامسة ما نتوقعه من بقية القطاع الانتاجي ودور الزراعة مع الصناعة والتجارة والثروة الحيوانية والسياحة، ..الخ (اللهم نسألك اللطف ، أمين).
نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
12/9/2019م
متعك الله بالصحه والعافيه