بعد الثلاثين عام في حكم الاخوان افهم واتعاطف مع عدم صبر الكثيرين من الكتاب لما يشعروا بانه بطء حكومة الثورة لأنها لم تنفذ كل مطالب الثوار كرفد كل ازلام النظام السابق ولم تسجن وفي بعض المقالات لم تعدم قادته. الثورة السودانية تختلف من الثورة الكوبية. في كوبا اقتحم كاسترو ورفاقه كوبا وهزموا جيش باتيستا واجبروه على الهروب وتخلصوا من كل مؤسسات حكومته بضربة واحدة. اننا نعيش في واقع فيه توازن قوي بين قوي الثورة وجزء من النظام البائد يتمثل في بعض القادة العسكريين الذين قرروا ان مصلحتهم الشخصية في الانحياز للثورة من غير الايمان بأهدافها. لذلك فان حمدوك وزملائه ليس في وضع يسمح لهم بالإسراع في الاستجابة لكل طلبات الكتاب في الصحف الاسفيرية واي محاولة للمواجهة وتصعيد الاختلافات قد يؤدي لشلل الحكومة الزي يعني عدم تنفيز الاجندة الملحة كإحلال السلام واسعاف الاقتصاد وهو امر سيسر اتباع النظام البائد.
كما انني اعتقد حكومة الثورة يجب ان تختلف من حكومة الانقاذ في معاملة حتى اسواء اعضاء النظام البائد بتطبيق القانون وحفظ الحقوق. بناء حكم القانون اهم من تأخير معاقبة المجرمين. في الديمقراطيات العريقة التطبيق العادل للقانون يعتبر اهم من ان يفلت مجرم من العقاب فمثلا هناك قانون في الولايات المتحدة يسمي قانون الميراندا يفرض على البوليس ان يطلعوا أي شخص ينوا اعتقاله علي حقه ان لأن يمثله محامي وله الحق ان لا يدلي بأقوال الا بحضور المحامي والبوليس مطالب ان يقرا الميراندا بحذافيرها وهناك قضايا اخلي سبيل اشخاص مجرمين لان البوليس لم يتبع القانون. المحاكم في الولايات المتحدة تعين محامين لمتهمين ليست لديهم الإمكانيات المالية. لقد صرفت الحكومة الامريكية ملاين الدولارات على المتهمين في تفجر المبني الفدرالي في اوكلاهوما مما ادي لمقتل اعداد من الأبرياء معظمهم أطفال في النهاية المتهم الأول حكم عليه بالإعدام وقد أعدم. نحن خارجين من نظام مجرمين حطموا كل القوانين والأعراف وعلينا ان نعيد بناء القوانين والأعراف حتى لو تأخر تطبيق العدالة وكما قال ممثل المحكمة الدولية ان جرائم البشير لا تسقط بالتقادم وبالتالي جرائم اعوانه لا تسقط بالتقادم. عدم الفصل او الاعتقال لا يعني ان اشخاص أمثال مدير التلفزيون لا يمكن ايقافهم عن العمل حتى ولو بمرتب الا ان يتم الفصل النهائي في اوضاعهم.
محمد المعتصم حسين
