مقالات وآراء

الوقت هو الحياة

شرفني العميد الركن (م) حسن عثمان العمدة رئيس المنظمة القومية لاحترام الوقت أن أكون عضو مجلس أمنائها.. لقد عرفت العميد حسن منذ زمن طويل حيث اشتهر كأحد أفضل الضباط الذين أنجبتهم القوات المسلحة انضباطا ومهنية ووطنية وسلوكا سمحا في الحياة ومع الناس داخل البلاد وخارجها، خاصة عندما كان رئيسا للبعثة العسكرية السودانية في دولة الإمارات فنال احتراما مستحقا منها ولا عجب في ذلك فقد سبق ذلك تخرُّجُه من أعظم كلية حربية وجيش عظيم محترم ثم حصوله على العديد من الشهادات المتميزة من البعثات العسكرية في أمريكا وبريطانيا وغيرها… العميد الركن حسن اختتم حياته العسكرية الثرة بموقف وطني مشرف عام 1983 عندما واجه مع زملائه قادة الجيش الرئيس الأسبق النميري في اللقاء الشهير معه مناصحين له ومبينين أخطاء النظام وفساد بعض المسؤولين ففصلهم النميري ظنا خاطئا منه أنهم يضمرون الانقلاب عليه ولم يكونوا كذلك كما ذكر لي لاحقا بل استجاب النميري لوشاية من أحد معاونيه حسدا ومكايدة فكانت نهايته المحتومة مثل كل الذين لا يستمعون للنصح إلا ضحى الغدِ!.

هذه فذلكة تاريخية عن مؤسس ورئيس المنظمة القومية لاحترام الوقت.. هذه المنظمة ابتدرها العميد حسن وساعده في ذلك المرحوم المشير سوار الذهب وكما ذكر العميد في خطابه مساء السبت أن من دفعه لتأسيس المنظمة ذلك الشعور بالحرج والغضب الذي انتابه عقب لقائه مع اثنين من المستثمرين سعودي وأوروبي التقاهما قرب بحيرة تانا حين زارها ودعاهما للاستثمار في السودان فكان رد الأروبي never again وعندما استفسره العميد حسن رد عليه الأوروبي أنكم لا تحترمون الوقت وسرد له حادثة مع أحد الوزراء السودانيين الذين دعاهم للبلاد للاستثمار وقابلهم في المطار ثم حدد لهم موعدا صباح اليوم التالي الساعة العاشرة صباحا في مكتبه ولكنه لم يحضر حتى الساعة الواحدة ولم يعتذر لهما فغادرا البلاد فورا إلى أثيوبيا حيث سهولة الإجراءت والتسهيلات والالتزام بالوقت.. ونفس الشيء حدث مع أحد المستثمرين الماليزيين كما ذكر. كانت النتيجة المنطقية قيام العميد مشكورا وجاهد وناضل لقيام هذه المنظمة المهمة.

المنظمة القومية لاحترام الوقت هي أحد المنظمات الطوعية تأسست يوم 17 أكتوبر 2017 تهدف للتغيير والنهضة شعارها (الوقت هو الحياة) ورسالتها أن الوقت للإنتاج والإنجاز وبالإنتاج لن نحتاج للتسول والإعانات والهبات والمنح من الخارج فالسودان بلد غني بموارده وثرواته وعقول أبنائه وخبراتهم التي انتشرت في العالم ونالوا الاحترام المستحق. وترى المنظمة أن الوقت للعمل وأداء الواجب أولا بأول في كل موقع ومكتب مما يدعم الاقتصاد ويحقق النجاح وهي مسؤولية الجميع قيادة وشعبا أفرادا وجماعات.

هدف المنظمة الرئيسي هو نشر ثقافة احترام الوقت والالتزام بالمواعيد وأن احترام الوقت هو واجب ديني ووطني وحضاري ويجب على كل سوداني أن يكون شعاره (أنا سوداني أحب بلدي واحترم وقتي وألتزم بالمواعيد) فالمنظمة هي مشروع اجتماعي حضاري نوعي، تعلن أن احترام الوقت هو دليل الرقي والوعي والتحضر والإنسانية..

المنظمة في تقديري يجب أن تحظى باحترام ودعم الجميع خاصة الحكومة مثلما فعل بعض الأخيار على رأسهم الرجل الخيِّر والصالح رجل الأعمال صالح عبد الرحمن يعقوب، كما ذكر العميد في خطابه فصالح لا يتوقف ولا يتردد عن فعل الخير والمساهمة في كل ما يصلح البلاد والعباد، أكثر الله من أمثاله.

شكرا للعميد الركن حسن وقبله المرحوم المشير سوار الدهب الذي سانده وكلَّ من حضر وساند معنويًّا وماديا، وشكرا للأستاذ محجوب محمد صالح الذي كان ضيف الشرف لنفير المنظمة مساء السبت الماضي في دار الشرطة ولكل من حضر من أولئك الرموز الوطنية.

التيار

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..