أخبار السودان

والد الشهيد مهند الحضري.”موافق على نبش جثمان ابني لمحاسبة المجرمين”

** منظر أحشاء ابني أثناء غسل الجثمان لا يفارقني
** لايجب أن يولى من قتل شبابنا

 

الراكوبة :عازة ابوعوف
واخجلي حين يموت الضوء قتيلاً
برصاص الحقد الأعمى
وأنا لا أملِك إلاَّ كلماتٍ شاحبةً
ودموعاً تترقرق فوق الأوراق
ما عادت عيني تتبين شكل الأشياء ولون الاشياء الدم الدم يحاصر روحي ولساني (د . عبد العزيز المقالح).
هذا ما أنا عليه بعد أن عرفت كيف يكون الحزن، كيف تتنفس أسر الشهداء الألم، ليست هناك كلمات على الإطلاق تعبر عن ألم استقر في الصدور وجعل القلوب تنتحب، بالرغم من محاولة والد الشهيد الطفل مهند محمد فؤاد حضري أن يبدو متماسكا، لكن أظنه لايعلم أن في كل كلمة ينطقها كانت هناك آهة مكبوتة ودموع تريد أن تقول لا أطيق حبسا سجنتني فيه قسرا، أي قضية قد تكون ذات أولوية في وقت ينتحب الرجال سرا، ترى هل تتحقق أحلامهم بالقصاص والعدالة؟!
مهند طالب الأساس الذي لم يتجاوز عمره ال13 عاما، قتل بسلاح دوشكا بتاريخ 4يونيو 2019 م بمنطقة حلة كوكو بشرق النيل. علم والده بوافته وهو في طريقه لاداء صلاة الظهر. يقول والده: تمت إصابته بسلاح دوشكا أسفل بطنه اخترق جسده وتم اسعافه لمستشفى شرق النيل، ويضيف: جثة ابني؛ أثناء غسلها، ماقادر أنساها”. وتم ضربه عن قرب من مسافة لالا تتعدى ال15 مترا.
وبدأ والد الشهيد وكأنه يستنجد بالمحامين؛ لاتتركوا حق ابني يضيع وتأسف على أنه أثناء انهياره وصدمته بوفاة ابنه أغفل بعض الإجراءات التي يجب اتباعها كشهادة الوفاة والتشريح. وقال: “أنا كنت منهارا وللأسف لم استجب لمطالبات الأطباء بتشريح الجثمان، وقلت لهم حينها يكفيني صدمة وفاته، واكتفيت باستخراج ورنيك 8).
وحين استجمع قواه، بعد أسبوع كامل على استشهاد ابنه، قرر وأسرته الشروع في فتح إجراءات بلاغ وبدأت الأسئلة والتمنع. ويقول: “بعد أسبوع استعدت وعيي وقررت فتح بلاغ، لذلك ذهبت لقسم حلة كوكو وعاكسوني في البداية وقلت لهم: “أنا محمد أحمد فؤاد عندي ولدي استشهد في الشارع الرئيسي الرئيسي لحلة كوكو قبل أسبوع وعايز أفتح بلاغ، قالوا لي: مفترض تجيب لينا الجثمان هنا، ولم تفلح مبرراتي بدخولي في صدمة وانهيار جعلني مشلول التفكير في إقناعهم بفتح بلاغ ).
وأضاف لم أستسلم وقمت باستشارة محامي نصحني بالذهاب إلى النيابة، وكان ذلك وأبرزت أورنيك 8 لوكيل النيابة وشرحت له كافة التفاصيل وطلب مني الحلف على اليمين وبعدها حرراستمارة بلاغ ضد قوات الدعم السريع بقتل ابنه بسلاح دوشكا تحت المادة 150 ، وتم فتح البلاغ بالرقم 164 وتم التحري مع الشهود.
أريد أن أقول إنني أثناء انهياري كنت رافضا لمبدأ نبش قبر ابني لكن الآن لامانع لدي في نبش الجثمان حتى تتم معاقبة المجرمين.
وفي وقت سابق وكيل النيابة قال لي: لو وافقت على نبش الجثمان ستكون هناك رسوم عالية تتجاوز المائة ألف جنيه وأخبرته بانه ليست لدي إمكانيات مادية، لكن إذا توفر الان المبلغ المطلوب ليس لدي مانع في سبيل محاسبة المجرمين و: “أنا راسخ يقين نحو ربنا سبحانه وتعالى أن ابني لن يعود لكن عشان يتحاسبوا”، ويضيف الحظ الان أمان في البلاد، لكن هناك شئ يحز في نفسي كيف يكون من يجب محاسبتهم في السلطة؟!!

تعليق واحد

  1. غفر الله له وابدله دارا خيرا من داره في الفردوس الأعلى
    وربط على قلوبكم
    ربنا يقتص لكم وله في الدنيا واﻻخره
    وﻻتحسبن الله غافلا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..