مقالات وآراء

العوم خارج بحر الحكم..

ليس هناك ما يدعونا لنحسد فريق الحكومة الحالية الذي نزل الى  الملعب وهومبتل بدموع الهزائم الطويلة التي تجرعها  الوطن من فرق الإنقاذ  التي ظلت تتبادل على سحق أخضر عشبه ويابسه و تركت فيه من  الحُفر والمطبات ما يعيق أحرف  لاعب ما لم يكن حذراً في ركضه وحريصا في طريقة تبادل الكرات في المكان الصحيح والتوقيت السليم.

فريق  دخل الى الملعب  محاطاً بمدرجات إكتظت بجماهيرغاضبة ومنفعلة ومنهكة تتعجل منه الأهداف السريعة  ليس إلا ولومع بدء صافرة التحكيم فهي مهتمة وبحماس متعجل بتعويض كل إخفاقات   الثلاثين عاما لتتحول الى نصر باي ثمن  في الربع ساعة  الأول من زمن الفترة الإنتقالية..ولايهم إن تم ذلك خارج قانون اللعبة ولامانع إن جاءت الأهداف عبر التسلل أو الركلات  غير المستحقة  أو حتى المخالفات العنيفة في غفلة رجل الراية  القريب من مكان الحدث!

فالكثيرون من المشجعين هم ممن  يجيد ون اللعب من المدرجات بالصراخ والتقريع والتنظير والإساءة للعيبة ممن هم داخل المحك الحقيقي وفي مثل هذه الظروف  العصيبة!

فمن يجيد فن العوم في البريا سادتي  ليس  كمن  يصارع أمواج اليم وسط رياح عاتية تتجاذبه من كل إتجاه.

فالإنقاذ  تركت لنا وطناً كالسيارة التي تعطلت ما كينتها و تصدع كل شي في مظهرها الخارجي و إطاراتها تالفة ..وركنتها على طريق لايصلح للسير ..والمطلوب من الحكام الجدد دفعها أولا الى ورشة التصليح  وهذا لن يتأتى إلا  بمساعدتهم إن لم يكن بسواعدنا فعلى الأقل  بقليل من الصمت والصبر لنرى كيف  سيتصرفون  وفق ثقتنا في خبرتهم التي آهلتهم للمهمة  المزدوجة بين  إصلاح المركبة وتعبيد طرق  مسيرها الى الأمام ..فمثلما للعبة الكرة فنياتها  وقوانينها و زمنها المحدد وآداب تشجيعها ..ومن ثم يكون الحكم على كل ذلك بناءعلى النتائج التي يعتمد عليها تقييم أداء الفريق مجتمعاً أو يخضع كل فرد ٍمنه لذلك الأمرمنفرداً.

فلعبة الحكم ليست  بعيدة عن كل تلك الضوابط التي  تكون  العجلة والإندفاع فيهما دون مراعاة لظروف  كل مباراة   ومعرفة طريقة لعب الخصم و التحسب لتضاريس الملعب ..والأهم من كل تلك العوامل طريقة تشجيع الجمهور التي لا ينبغي أن تبدأ بتهزيء الفريق و تحقيره قبل أن معرفة ماهية خطته  التي رسمها المدرب وفهم مراحل وكيفية  تنفيذها.

محمد عبد الله برقاوي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..