مقالات متنوعة

المتشابه و المثانى فى القرآن مقاربة جديدة (1)

صلاح فيصل

نشرت لى فى السابق عدة مقالات تعرضت فى بعضها لبعض تفسيرات القرآن بالقرآن و قد لاقت بعض النتائج قبولا من بعض القراء و إستهجانا من الآخر و علق البعض بأن هذا تلاعب بالالفاظ,بما أن المواضيع المطروقة يغلب عليها مناهج البحث القديمة و الافكار المسبقة و ايضا قد يكون إيجازى مخلا لذا رأيت أن أشرك القارئ الكريم الذي يستخدم عقله فى الحكم على المنهجية قبل القفز إلى النتائج.
القرآن الكريم وصفه الله سبحانه بأنه ذكر حكيم و ذكر لقوم النبى الكريم و ذكر للعالمين و الذكر بحسب تفاسير السلف هو التأريخ أو ذكر الله أو الشرف الذى يكتسبه متبع الذكر إلا أن الغالب عليه هو أنه تأريخ و الطرق التى يستفاد منها فى إستنباط الحكمة من التأريخ متعددة بحسب إجتهاد الفقهاء المكانى و الآنى,
القرآن وصفه سبحانه تعالى بأنه كتاب مكنون ومتشابه و مثانى, فسرت مكنون بأنه فى اللوح المحفوظ و المعنى الاخير صحيح لكن مكنون غير ذلك إذ تعنى وجود معانى باطنة فيه,متشابه فسرت بأن بعضه مبهم و هذا تفسير غير صحيح فكيف يخاطبنا الله بكتاب بلغة البشر ثم يبهم معناه؟ ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا) فمتشابه تعنى يشبه بعضه بعضا, و مثانى فسرت بأن معانيه ثنيت(كررت) بين دفتى الكتاب مع أن مثانى بكل بساطة تعنى مثانية المعنى و لتوضيح المعنى أكثر رأيت فى هذه السلسلة أن أطلع القراء الكرام على هذه المنهجية بأسلوب العلم التجريبى فى إحدى أشهر قصص القرآن ألا و هى قصة سيدنا آدم عليه السلام و هذه المنهجية قابلة للنقد البناء.
قصة سيدنا آدم الموجودة فى عقلنا الجمعى معلومة للكل و قد إنبنت على تفسيرات بعيدة عن الحقيقة نسبة للتعجل فى فهم معانى كلمات محددة إنبنت عليها القصة و الكلمات هن: (لا تقربا, لباس,بدت, يريهما,سوأة,أهبطا)
كلنا يعرف هذه العبارة و هى دائما ترد فى القوانين (في هذا القانون وفي جميع الجداول التي يتضمنها، تكون للمصطلحات التالية المعاني الواردة أدناه، ما لم يقتض السياق معاني غيرها) فما بالك بالذكر الحكيم و للناس تفاسير و إستخدامات متعددة للغة و المعروف أنها كائن حى متغير و متجدد فمثلا لا بمكننا هذه الايام إستخدام لغة شكسبير الانجليزية التى سادت قبل400 عام.
أمرنا سبحانه ب (ورتل القرآن ترتيلا) و قد أجمع المفسرون على أن الترتيل هو : الترسّلُ والتبيين والتؤدة والتلبّث والتأنّي والتمهّل في التلاوة، وهي جميعها معانٍ متقاربة، والمقصود أنّ الترتيل ممارسة تُعين على تدبّر الآيات وحضور القلب أثناء التلاوة كما إستحسنوا حسن الصوت أثناء التلاوة.
الحق أن كل هذا صحيح لكنه ينقصه أن الترتيل هو صف الآيات التى تعين على فهم الكلمات المتشابهة أو القصة إذ أن كثيرا من مواضيع القرآن مفرق فمثلا من الاستخدام الدارج حتى فى يومنا هذا( رتل من الآليات العسكرية) أو(أرتالا من الجيوش).
المنهج بسيط للغاية: رتل (صف) الآيات التى تحوى الكلمات المتشابهة,إستنبط المعنى المشترك للكلمات ثم إستخرج المعنى المثانى و هو قد يكون غير المعنى الاول الذى يقدح فى الذهن عند القراءة العادية.
فلنرتل عبارة لا تقربا و مترادفاتها لنصل لمعناها المتشابه:
وَ قُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَ لَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35) البقرة,وَ يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَ لَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(19) الأعراف,وَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَ لَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ(222) البقرة, يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَ أَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَ لَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا(43) النساء,قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَ لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَ إِيَّاهُمْ وَ لَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ لَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151) الأنعام),وَ لَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَ إِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(152) الأنعام),وَ لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَ سَاءَ سَبِيلًا(32) الإسراء,وَ لَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا(34) الإسراء.
يتبين لنا أن المقصود بعدم القرب حسب المعنى الاصطلاحى القرآنى عدم التفكير فى الامر حتى و ليس مجرد القرب الجغرافى أو المكانى كما نري فى افعال كلها تفكرية مثل الصلاة أو ملاطفة النساء أو الزنا أو التخطيط لادارة مال اليتيم, مثلا النظر للصور الخليعة هو إقتراب من الزنا.

فلنرتل كلمة لباس و مترادفاتها لنصل لمعناها المتشابه:
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَ عَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَ ابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَ لَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187) البقرة, يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشًا وَ لِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26) الأعراف,وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(27) النحل, إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ(23) الحج, وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَ النَّوْمَ سُبَاتًا وَ جَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا(47) الفرقان, جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ(33)فاطر, يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(27)الأعراف, يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشًا وَ لِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26) الأعراف, إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ(23) الحج, وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا(10) النبأ, وَ لَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ(9) الأنعام, وَ لَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(42) البقرة, يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ تَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(71) ال عمران, وَ لَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ(9) الانعام, قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ(65) الانعام, الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ(82) الانعام,
وَ كَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَ لِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَ مَا يَفْتَرُونَ(137) الانعام, وَ هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَ تَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(14) النحل, أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ يَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقًا(31) الكهف, وَ مَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَ هَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَ تَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(12) فاطر, يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ(53) الدخان, َفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ(15) ق.
اللباس يتبين لنا هنا أنه شئ معنوى يحجب العقل أو الاحساس ,التقوى أشير لها كما تقدم فى الآيات بصراحة (و لباس التقوى ذلك خير),آدم و ذريته إمتازوا بأن الله سبحانه أنزل عليهم لباسا يوارى سوءاتهم, السوءة هى ما يشين ظهوره و هى فجور الانسان الذى أشار إليه تعالى ب (و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها), قابيل تحسر بأنه يريد أن يوارى سوءة أخيه أى جثته المتحللة, النساء لباس لعقل الرجل يسيطرن عليه بالغريزة و الرجل كذلك لباس لعقل المرأة, رؤيا الملائكة هى لباس للعقل لان الملائكة أصلا لاترى لكن الله سبحانه يجعلها لنا مرئية و يشكلها بالشكل الذي يريد (فتمثل لها بشرا سويا)و (جاعل الملائكة رسلا ذوى أجنحة), الليل لباس ليس كما قال المفسرين بمعنى غطاء و لكنه غطاء للوعى يعقبه سبات الجسد , احدث الدراسات تبين أن النوم إجراء حيوى بيولوجى خضعت له الكائنات قبل 700 مليون عام تقريبا أى هو تطور حديث و لذا أتت كلمة جعلنا و الجعل فى اللغة هو التغيير فى كنه شئ موجود ماديا أو معنويا, الحرير و الاستبرق و الحلي لباس معنوى بالجمال,لباس الجوع و الخوف أتى للظالمين بعد أن كانوا يتمتعون بالشبع و الامان, فى لبس من خلق جديد أى على قلوبهم اكنة تمنعهم من الاعتقاد فى خلود الروح و بعث الجسد بعد الموت.
الصياغة الوحيدة الشاذة كانت فى قوله تعالى:
وَ عَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) الانبياء.
حتى هذه الكلمة المشتقة من (لباس) أتت بمعنى محدد : صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم (حجاب مادى)و أستخدم المصدر لبوس بدلا من لباس ليتم التفريق بينهما.
نواصل فى المقال القادم منعا للإطالة,مهلا قد يقول البعض مالنا و هذا؟ حقيقة من المهم أن تكون هناك مقاربة جديدة للدين ليس لانى او فلانا على حق و لكن ليس كل ما أتى به الاولون صحيح أو يناسبنا, و الاسلام هذه الايام على مفترق الطرق و هو دين غالبية شعبنا و إطارنا الاقليمى و قد أستخدم الدين ضدنا و ضد غيرنا بصورة سيئة للغاية أضرت بالبلاد و العباد نسأل الله السلامة و الهداية.

 

صلاح فيصل
[email protected]

‫5 تعليقات

  1. الاستاذ فيصل منهجك في مقارنة كافة السياقات النصية التي وردت فيها المفردة القرآنية للوصول المعنى اللغوي المراد هو منهج صحيح ولكن وكأنك أحياناً تضع نتيجة معينة ثم تجري عليها المقارنة والصحيح أن تدرس المعنى في سياق كل آية ثم تقارن وتستخلص المعنى العام للمفردة الذي تشترك فيه كافة السياقات المقارنة.
    فمثلاً كلمة لبس ترجعها إلى أصلها اللام والباء والسين ومن ثم التعرف عليها من خلال اشتقاقاتها الواردة في النص القرآني واعطائها المعنى العام مع تخصيصه بالسياق الذي وردت فيه.
    فلبس تعني تغطى وتكسا والغطاء والكساء ككل معاني مفردات اللغة العربية ولغة القرآن قد يكون معنى حقيقيا أو مجازيا. وهذا بالطبع خلافا لما عليه الوهابية التيمية الذين يسمون أنفسهم بالسلفية وما هم بذلك. فهؤلاء يقطعون بأن لا مجاز في القرآن وأن كل لفظ فيه يفهمونه على حقيقته حتى صاروا مجسدين ومجسمين للذات الإلهية وهم ينكرون ذلك ويقولون نحن نثبت المعني الحقيقي ولا نعطله ولكن من غير تشبيه ولا تمثيل. وهذا مستحيل أو لا معنى له، إذ كيف تثبت لله العين والأذن واليد والرجل والساق ثم تقل ليس كما للمخلوقات؟؟ وهذا وهم ليس إلا لأن حتى أعضاء جوارح المخلوقات لا تتشابه فبعض الحيوان ليست لها أيدي ولا آذان ظاهرة. وعلى العموم فإن التشبيه والتمثيل الذي وقعوا فيه بسبب زعمهم عدم التعطيل لألفاظ القرآن ذات المعاني الحسية وإصرارهم على حقيقة مرادها، هو تمثيل وتشبيه الجارحة التي يمثلها هذا العضو الحسي الذي أثبتوا حقيقة وجوده بالذات الإلهية، ومن ثم لا يفيدهم قولهم (من غير تمثيل أو تشبيه)، إذ هم يقولون بأن الله سميع بصير بجارحة لا تشبه ما للمخلوقات. والصحيح أن الله تعالى سميع وبصير بغير جارحة أصلاً تشبه أو لا تشبه ما ركبها في مخلوقاته. وإلا كيف يشبه الخالق مخلوقاته بذاته، وكيف يمكننا بقول هؤلاء أن نعتقد أنه خلق كل شيء على غير (سابق) مثال؟!
    وعلى كل حال فإن القرآن الكريم قد استخدم أساليب اللغة العربية في الدلالة على معانيه حقيقة ومجازا بحسب سياقات هذه الألفاظ. ومن السياق يبين المراد من اللفظ المستخدم هل هو المعنى الحقيقي أم المستعار.
    وينطبق هذا على كلمة لبس ومشتقاتها، فتارة حقيقة وتارة مجازا حسب السياق. فجعلنا الليل لباسا، وهن لباس لكم وأنتم لباس لهن، ولباس الجوع والخوف، ولباس التقوى كل هذه استخدامات مجازية للكلمة بمعناها العام المشترك وهو الغطاء والكساء والحجاب إلخ من المرادفات. واللبوس واللباس هو ما يلبس. وعليه فمعنى هن لباس لكم وأنتم لباس لهن هو أن كل من الزوجين حجاب وغطاء على الآخر دون العالمين فلا يحل لغير الآخر. وصنعة لبوس مرادها المعنى الحقيقي من دروع وقلنسوات للرأس، أما لباس الجوع والخوف فحجاب عن الرزق والأمن، وهكذا…

  2. أما كلمة مكنون فتعني مخبوء ومحفوظ داخل شئ على الحقيقة كبيض النعام تحت الرمل واللؤلؤ في صدفاته أو على المجاز كما في الآية ( فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) حيث يقول ابن عاشور صاحب تفسير التنوير Tanweer Tafseer)) – سورة الواقعة, آية ٧٨:
    (بعد أن وصف القرآن بكريم، وصف وصفاً ثانياً بأنه {في كتاب مكنون} وذلك وصف كرامة لا محالة، فليس لفظ {كتاب} ولا وصف {مكنون} مراداً بهما الحقيقة إذ ليس في حمل ذلك على الحقيقة تكريم، فحرف (في) للظرفية المجازية. والكتاب المكنون : مستعار لموافقة ألفاظ القرآن ومعانيه ما في علم الله تعالى وإرادته وأمرِه الملك بتبليغه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتلك شؤون محجوبة عنّا فلذلك وصف الكتاب بالمكنون اشتقاقاً من الاكتنان وهو الاستتار، أي محجوب عن أنظار الناس فهو أمر مغيّب لا يعلم كنهه إلا الله) .
    بيد أن قولي بالمجاز والحقيقة في معاني ألفاظ القرآن الكريم لا أعني به تفسيرا لكلمة مثاني في القرآن ذلك لأن وصف القرآن بالمثاني لا يعني وجود معنيين لألفاظه، معنى حقيقيا وآخر مجازيا أو كما ألمحت أنت في مقالك معنى ماديا وآخر معنويا أو كما يقول الجمهوريون معنا قريبا وآخر بعيداً! فكلمة مثاني في الآية في سورة الزمر (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني..) لا تقتصر على التثنية وإنما تعني التكرار أو تكرير المعنى بما لا يمل كما في قول البشر ومتشابها بمعنى يشبه بعضه بعضا فتعرفه من أي جزء بدأته بأنه قرآن من كلام الله وكتابه وهو متشابه في الشرف والقدر وهو أحسن الحديث كما سماه وفي أكثر من موضع بالحديث، (أفبهذا الحديث أنتم مدهنون) كما في سورة الواقعة، و(فبأي حديث بعده يؤمنون) في المرسلات. وسماه أيضاً بالذكر الحكيم لأن في قراءته ذكر لله والذكر هنا ليس كما ذكرت في مقالك مقتصرا على ما ورد بالآية (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) في سورتي النحل والأنبياء، وعبارة أهل الذكر هنا لا تقتصر على المؤرخين وما شابه ولكن أهل العلم الذين يعلمون التفاصيل في أي علم ويفهمونها ويحفظونها، سواء في الديانات وتاريخ الأديان والرسل أو في الطبيعيات وأسرار الكون والخلق إلخ بما في ذلك علماء تأويل معاني القرآن وتفسيره، بل وحتى الذاكرين والذاكرات من أهل التصوف الذين قدح الله في قلوبهم عرفانا كرامة وفتحا فزادهم من علمه.
    كما أن معنى عبارة كتاباً متشابها في سورة الزمر ليست بمعنى المقابلة بين المحكم والمتشابه في آي القرآن الواردة في الآية ٧ من آل عمران (…منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله….) حيث أن المتشابهات هنا أضداد المحكمات والمحكمات هي المتقن صياغتها على معانيها بحيث تمنع التطرق لمعان مخالفة والمتشابهات هي التي لم يتضح المقصود من معانيها. والمحكمات هن أم الكتاب أي أصول الاعتقاد والتشريع والآداب والمواعظ باتضاح دلالاتها على ذلك بحيث لا تحتمل معان غيرها أو تحتمل احتمالا ضعيفا لا يعتد به كما أشرت في هذا إلى بعض الذين يزعمون باسم السلف أنهم يتبعون دلالة اللفظ الظاهرة على حقيقة المعنى وليس مجازه فعندنا الآيات التي تحتوي على تسمية أعضاء منسوبة لاسم الجلالة هي آيات محكمات على احتمال معنى واحد هو المجازي نظراً لطبيعة الذات الإلهية التي لا يقبل العقل أن تكون مادية حتى تقبل الاعضاء الجسمية؛ بينما أولئك يحكمونها على المعنى الحقيقي فيقعون في الاعتقاد الخاطئ بمادية ذات الجلالة تعالى عن التشبيه والتمثيل علوا كبيراً وتفريعا على ذلك يزدادون زيغا بالقول باستوائه على العرش جلوسا ولكن ليس كما يجلس ملوك البشر ولا يدرون كيف؟! ونسبوا له الحركة داخل كونه الذي خلق أو محاطا به طلوعا ونزولا في السماء واضطروا إلى تفسير المعية إلى أنها معية علم وقدرة وليست معية اختلاط ولو كانت عقيدتهم سليمة لما أضطروا للعودة لتأويلات أهل العلم الحق في هذه الفرعيات.
    وهناك الكثير من النقاط التي تحتاج إلى تصحيح في مقالك لا نستطيع التطرق لها كلها في هذا الحيز.

  3. أشكر القارئين الكريمين الذين علقا..فى الحقيقة أنا لا أملك الحقيقة و قد تركت الامر لعقل القارئ الشخصى فتحا لباب الاجتهاد لكنهما علقا إستنادا على فكر الآخرين مع أن الامر أبسط من ذلك,,اذا نظرنا لتعبير هن لباس لكم و أنتم لباس لهن..
    أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ
    قال المفسرون أن الرجل و المرأة يحتضنان بعضهما مثل اللباس لكن السياق غير هذا..هناك علاقة سببية صرح بها الله سبحانه و تعالى و برر بها العفو عمن كانوا يمارسون الجنس فى رمضان مع زوجاتهم رغم المنع الاولى بأنهم لم يستطيعوا السيطرة على أنفسهم بسبب اللباس العقلى الناتج من الغريزة الجنسية.

    تصوروا كم سنة مرت منذ نزول القرآن و كم من متغيرات حدثت على مفردات اللغة ..هل كان يمكن أن يترك الحق جل و علا معانى القرآن هكذا نهبا للتغييردون أن يضع بين دفتيه شفرة بالمتشابه ؟

    ما معنى ألهكم التكاثر؟ فى آية أخري نجد أن التكاثر هو التسابق فى جمع الشهوات لكننا نعرف أن التكاثر هو عملية التناسل و حفظ النوع.

  4. كما نوهت بوجود نقاط كثيرة بالمقال تحتاج للتعليق، أريد هنا أن أوضح أن كلمة مثاني المشتقة من الاثنين أو التثنية وتصرف مثنى بضم الميم وتشديد النون أو فتح الميم وتسكين الثاء لا تقتصر دلالتها حسب سياقاتها في القرآن الكريم على العدد اثنين وانما قصد بها التكرير أو التكرار. لأن التثنية هي أول مراحل التكرير أو المضاعفة فمثلاً في سورة الملك ((ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ)، ليس المقصود النظر مرتين فقط ولو أراد ذلك لقال مرتين أو أردفها بكلمة اثنين، وإنما المقصود تكرار النظر ما شئت ولن تحصل على غير النتيجة المذكورة في الآية، وهي عودة البصر حسيرا دون أن يلحظ فروج أو فطور أو تفاوت. وكذلك مثنى وثلاث ورباع في سورة النساء ((وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا)، المقصود هو ما شئت من عدد الزيجات من غير يتامى النساء ممن في ولايتكم لأن زواج نفس العدد من يتامى النساء شرطه القسط أي العدل في مهورهن بمساواتها بمهور من لسن في ولايتهم، ولا يشترط ذلك مع غيرهن وإنما بالاتفاق مالم يجحف ولي الزواج في المهر حيث حينها يثبت مهر المثل.
    وعليه فإن مثنى وثلاث ورباع أعداد مكررة دون حد، وليس كما يجمعها البعض بواو الاضافة إلى تسع بحيث مثنى تعني اثنين وثلاث ثلاثة ورباع أربعة أو كما يحدها الرافضة بالعدد تسعة قياسا فاسدا على عدد زوجات النبي الكريم، شريطة ألا يجمع بين أكثر من أربع لأن هذا الشرط ثابت بدليل آخر من السنة.
    إذن تظل كلمة مثاني ومفردها مثنى بمعنى التكرير أو التكرار الذي وردت في سورة الزمر من تكرار معاني آي القرآن ودلالاتها بغرض الزيادة في التوضيح والتفصيل والتلقين مما لا يمل سماعه خاصة وأن القرآن نزل منجما على ثلاث وعشرين سنة مقرونا بحوادث في حياة المتلقين وأحوالهم مما سهل عليهم فهم ما يليهم منها وبقي من معانيه ومعجزاته التى لا تنقضي.
    وملاحظة أخرى على مقالك عن المتشابهات علاوة على ما أغفلته من بيان التمييز بين متشابه كصفة للكتاب الذي هو القرآن بمعنى يشبه بعضه بعضا لأنه كلام الحق المطلق وليس كلام بشر كما جاء في سورة النساء: ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)٨٢ – ويماثل ويساوي بعضه البعض في الشرف والمكانة والحجية لأنه الحق من عند الحق عز وجل، وبين وصف بعض آيه بأنها أخر متشابهات في مقابل محكمه وهن أم وأصل الكتاب في بيان العقيدة الصحيحة وثوابت الآداب والأخلاق الفطرية الفاضلة التي كرم بها الإنسان وينبغي عليه أن يرتفع لمستوى هذا التكريم خلافا لغيره من الخلق. فالتمييز بين هذين الأمرين واجب لاختلاف السياقين اللذين وردتا فيهما. ففي السياق الأول ذيلت الآية ٢٣من سورة الزمر بصفة تقشعر منه الجلود ثم تلين، وليس هذا من صفة الكلام المبهم الغامض الذي يحتاج إلى التأويل:
    ((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) ٢٣.
    بينما ذيل سياق الآية ٧ من سورة آل عمران بأن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، مما يعني أن التشابه هنا وجود دلالات عديدة كلها حق عند الحق جل وعز شأنه وبالمقابل فقد يكون لها دلالات متباينة في اللغة فينتقي أهل الزيغ من دلالات اللغة دون دلالة السياق القرآني المحكوم بالمحكمات من آياته أما الراسخون في العلم بالمحكمات وبتفسير القرآن وفقها، وهم ذوو الألباب، فيقولون آمنا به كل من عند ربنا:
    (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) ٧ صدق الله العظيم.

  5. توضيح أكثر للفقرة الأخيرة من تعليقي الأخير:
    مما يعني أن التشابه هنا وجود دلالات عديدة كلها حق عند الحق جل وعز شأنه ويظهر منها ما يظهر في أوانه ومع تقدم العلم البشري وهذا يعد ويسمى باكتشاف المعجزات العلمية في القرآن. وبالمقابل فقد يكون لها دلالات متباينة في اللغة فينتقي أهل الزيغ من دلالات اللغة دون دلالة السياق القرآني المحكوم بالمحكمات من آياته ولا بما جاء به العلم بالكونيات لجهلهم بها، أما الراسخون في العلم بالمحكمات وبتفسير القرآن وعلوم الكون وفقها، وهم ذوو الألباب، فيقولون، عندما يجيء تأويلها بتقدم العلم، آمنا به كل من عند ربنا: الآية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..