ندوة قوى الحرية والتغيير في حلفا..لا يوجد تغيير

بسم الله الرحمن الرحيم
ندوة قوى الحرية والتغيير في حلفا..لا يوجد تغيير
أقامت قوى الحرية والتغيير في حلفا الجديدة ،ندوة تحدث فيها الباشمهندس الريح ومولانا إسماعيل التاج وأجاب على أسئلة الجمهور ياوياو عن الوضع السياسي الراهن. كانت البادرة جميلة من الجميع لتحريك الواقع السياسي . وكانت المغامرة محمودة لقوى التغبير في حلفا للإعداد لندوة في أحد ميادين السوق في الخريف ،والتي لا تخلو من المياه بعد أي سقوط للأمطار.وقد نصادف بالفعل هطول المطر في الليلة السابقة . لكن الجهد الواضح ذلل الصعاب . وقد كان لضرورة نهارية الندوة لحضور أهل القرى دون عناء عبء إضافي تحملته القوى المنظمة وجمهور الندوة العريض الذي لم يسعه الصيوان وتحمل الوقوف في الشمس.
الجو العام الذي كان يشعر به الحضور وجاء يعبر عنه ، أن الحال كما هي . واستبطاء التغيير.فمفاصل الدولة كما في كل السودان ، ما زالت في أيادي النظام السابق. والكل متحرق لمعرفة المزيد من قيادات في قوى الحرية والتغيير.وشكاوى أزمات الخبز والوقود والخبز التجاري تعمل فيه معظم مخابز السوق بجنيهين للرغيفة الواحدة .وهي الرغيفة العادية التي كانت تباع بجنيه ، أما العادية فقد هزلت وضعفت ورقت لتتخشب إن باتت.
ولئن كان إحساس الناس بعدم حدوث تغيير ملموس ، ففي تقديري إن الندوة نفسها تحدث بأنه لا تغيير( رغم وجود التغيير الجوهري الذي ظللنا نؤكد عليه ) . حيث لم تغادر صفات ندوات النظام المخلوع. فلم نحضر الندوة لاستبدال التكبير وهتافات المؤتمر الوطني بهتافات وشعارات قوى الثورة المحببة إلى نفوسنا. وننتظر الساعات ليكون الحديث من اتجاه واحد . وعلى الحضور ان يسمعوا ويقدموا الأسئلة المكتوبة فقط ولا فرصة لمداخلة لتقَوِم الندوة حتى لو كانت من المنظمين انفسهم !!.ورغم وجود ثلاثة متحدثين ، فإن المحتوى واحد يتلخص في الحديث المتكرر عن لصوصية وفساد النظام السابق ومنسوبيه وتوعدهم. ومثل هذا الحديث في تقديري قد صار تكراراً غير مجد ، ويصلح مسبباً لاسقاط النظام السابق . فالمرحلة تتطلب تقديم الوثائق والملفات لتقديمها للعدالة والتركيز على الوسائل لبلوغ ذلك.وإسراف الحديث في شكر اهل المنطقة المتعايشين سلمياً بتبايناتهم .وأرى ان الندوة لم تشف غليل الحضور خاصة بإحالة أي إخفاق ظهر إلى تكوين لجان الثورة للوصول إلى تنسيقية تجمعهم ليتخذوا القرارات من الخبز التجاري إلى وجود العسكر في الطلمبات وتغيير المدير التنفيذي والوالي.ولن يكون إنجاز ذلك في المستويات العليا سهلاً وميسوراً .ببساطة ، لأن الشرعية التي يراد لها أن تبسط ، هي شرعية ثورية. وهذه أيضاً فات أوانها بتوقيع الوثيقة الدستورية.فأصبحت الشرعية انتقالية تحكمها الوثيقة الدستورية التي وقعت عليها قوى إعلان الحرية والتغيير.والسؤال : على أي نص في الوثيقة الدستورية يستند هذا القول ؟ وهو سؤال لم يكن ليصلح إلقاؤه دون مداخلة بما سبق إيراده وغيره .الخلاصة أنه من الواضح أن هنالك تأخيراً في حركة الجهاز التنفيذي تجاه هموم الجماهير . وكان يمكن للحديث للجمهور بأن يكون متفهماً وهم بالفعل كذلك . لكن لا احد بمقدوره تولي ما على مجلس الوزراء أن يتولاه مهما بلغت درجة ثوريته.لكن في النهاية ، تبقى أهمية الندوة ،في إبقاء جذوة الثورة متقدة.
معمر حسن محمد نور