مقالات وآراء

مسار الشر وابتلاع الثورية للشرق.. (1)

محمد عثمان المطالب 
كتب كثيرون من أبناء شرق السودان وتحدثوا لتبيان عدم جدوى ما عرف بمسار الشرق الموقع في جوبا وإيضاح كونه مشكله في حد ذاته ولا يمكن أن يكون هو الحل الحقيقي الذي ظل يحلم به وينتظره إنسان هذا الإقليم المنسي ردحا من الزمان بقصد الحكام والحكومات منذ ميلاد الدوله التي سميت بالسودان ومهما كتبت فلن أضيف شيئا جديدا يخالف مضمون الرساله التي حاولوا إيصالها للرأي العام ولكني رأيت أن الوقت مناسب للتعبير عن وجهة نظري النقديه لنصوص هذا الإتفاق وسأكتفي اليوم بعرض ما جاء في الديباجه فقط بإعتباره أهداف مراد تحققها وإلتزامات وتأكيدات نختبرها معا مقارنة بالواقع والفعل لا الكلام وفاتحة الموضوع هي أطراف الإتفاق كما ذكرت بالنص (إتفاق مسار شرق السودان بين حكومة جمهورية السودان الإنتقاليه والجبهه الثوريه السودانيه) .
أول سؤال يطرح حول أطراف الإتفاق هو :
ما علاقة الجبهه الثوريه بشرق السودان وبأي حق تفاوض نيابة عن أهل الشرق بقواهم السياسيه والمدنيه والمجتمعيه؟
السؤال الثاني في ذات السياق :
ما علاقة تنظيمات الأشخاص الكرتونيه الموقعه على إتفاق مسار الشرق بإسم الجبهه الثوريه بجبهتهم الثوريه المزعومه علما بأنها كانت تحالف عريض كون ضد نظام الإنقاذ لكنه تشتت وإنقسم على نفسه وفشل في توحيد المعارضه من أجل إسقاط النظام ولم يبقى فيه سوى بعض الحركات التي لا وزن لها على أرض الواقع وأفراد لا يمثلون إلا أنفسهم؟ .
إنها الإنتهازيه وهذه المره تمارس بإسم الجبهه الثوريه ولن أزيد على ذلك حرفا واحدا والباقي مفهوم لديكم..
ظل إنسان الشرق يعاني من تجاهل الحكومات المتعمد لحقه في المواطنه المتساويه وبالتالي حقه في التمتع بموارده التي يزخر بها إقليمه وظلت تنهب نهبا منظما من قبل الحكومات دون أن يخصص منها شيئ لتنمية الإنسان والإقليم الغني الفقير بفعل فاعل يتعمد فعله ويستمتع به وهذا ما حرم هذا الإنسان إن كانوا يرونه إنسانا من حقوقه في هذه الدوله العجيبه ثم يأتي إنتهازيو الثوريه ويتبنون قضاياه سياسيا دون أن يكلفهم أحد بذلك ويخرجون بإتفاقا صوريا لا يخدم ولا يحقق سوى مصالحهم الشخصيه بعيدا عن مصالح شعبنا التي ظل يناضل من أجلها تنظيم مؤتمر البجا منذ تأسيسه في العام 1958 وكل الشرفاء من أبناء هذا الإقليم المستهدف من قبل كل إنتهازيي العالم بما فيهم مايسمى بالثوريه التي ختمت نضالاتها بالتهافت على الكراسي وتعمد تمييع قضايا الشعوب التي يفترض أنها كانت تناضل من أجلها ذات يوم لو صدقت عند التكوين الأول للتحالف وإن كان وجود تنظيمات الشرق فيها ضعيفا منذ البدايه وعلى شكل أفراد في الغالب وهذا لا يعطي الجبهه الثوريه ولا يعطيهم حق الكلام الأخير في قضايانا المصيريه التي ظلت عالقه ومسكوت عنها وإن طرحت يجب أن تطرح بصوره حقيقيه بهدف معالجتها نهائيا وليس بهدف جعلها كبرى يتسلقه الساسه للوصول إلى كراسي السلطه..
لماذا وقع الطرفان هذا الإتفاق في جوبا وهل تحقق ذلك؟ .
ذكر في الديباجه أن هذا الإتفاق يأتي (حرصا منهما على تحقيق سلام شامل وعادل ودائم والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وسيادته..إنتهي
هل تحقق سلام شامل وعادل ودائم بموجب هذا الإتفاق الجوباوي الجبهاوي أم أنه أنتج الضد وصرنا متجهين إلى الحرب تحت راياته المزعومه وهذا يجعل منه مشكله في حد ذاته ولا يعقل أن تكون المشكله هي الحل وموقعيه إن كانوا صادقين فيما زعموا ووقعوا عليه بأياديهم المشبوهه لفكرو في نسيانه وطوي صفحاته السوداء ليساهموا في بناء سلام حقيقي يصنعه أهل المصلحه بإرادتهم وقضاياهم بدلا من فرضه عليهم فوقيا وهذا ما لن تستطيع فعله أي قوه مهما كانت وأيا كانت لأنهم حينها يكونون قد وقعوا على الحرب لا السلام وهم يعرفون ذلك تماما لكنهم يتجاهلونه عمدا تماديا في إنتهازيتهم وحرصا على مصالحهم الشخصيه ولو حرق الشرق عن بكره أبيه يكفيهم أن ينالوا مقابل ذلك وزير أو خفير..
الجزئيه الثانيه من الفقره يظنونها لهم ولكنها عليهم لأنهم لم يذكروا مجرد ذكر في إتفاقيتهم الأراضي المحتله مثل حلايب فكيف تكون المحافظه على سيادة الوطن وسلامة أراضيه بينما توجد أجزاء منه محتله صمتت عنها إتفاقيتهم؟ .
وكيف تكون المحافظه على وحدة البلاد بإقصاء كل من لم يكن كلبا مطيعا لأصحاب المسار وتنظيماتهم الكرتونيه التي حشد لها دعما قبليا لإفتقارها العضويه والمؤسسات الحزبيه؟ .
ورد في الفقره الثانيه بديباجة الإتفاق (تأكيدا على رغبتهما في التوصل إلى حل دائم للقضايا المتعلقه بشرق السودان في تحقيق شعارات الثوره (حريه سلام وعداله).. إنتهي
هنا يوجه الكلام للحكومه الإنتقاليه لأنها لو كانت صادقه فعلا في التوصل إلى حل دائم للقضايا المتعلقه بشرق السودان لفاوضت أهل شرق السودان بأحزابهم ومنظماتهم وقياداتهم المجتمعيه ولكنه شكل من أشكال النفاق الحكومي المرفوض وهدفها في ذلك التماشي مع التمييع الحاصل للقضايا وتأجيل مناقشتها بإسكات الأفراد الإنتهازيين الذين يتحدثون بلسان أهل الشرق ولكن ما لم يتوقعوه هو إعتراض أهل المصلحه ورفضهم لإتفاق سمي بإسمهم ولم يحقق شي إلا لموقعيه..
ورد في الفقره الثالثه بالديباجه (تحقيقا لتنميه شامله عادله ومستدامه تعم جميع أنحاء البلاد).. إنتهى
هذا هو الكذب بعينه لأن هذا الإتفاق لا يحقق النماء إلا لمن وقعوه بإمتلاكهم للسلطه والثروه بإسم إنسان الشرق ولا شيئ غير ذلك..
ورد في الفقره الرابعه بالديباجه (تأكيدا على إلتزامهما بالإتفاقيات التي وقعت بين حكومة السودان الإنتقاليه والجبهه الثوريه المتمثله في إعلان جوبا لإجراءات بناء الثقه والتمهيد للتفاوض بتاريخ 11 سبتمبر 2019 م والإعلان السياسي الموقع بتاريخ 21 إكتوبر 2019م).. إنتهى
بإختصار شديد من هنا بدأ إقصاء أهل الشرق جميعا وإبتلاع الجبهه الثوريه له ولقضاياه للمتاجره بها في سوق جوبا..
الفقره الخامسه في الديباجه (إقتناعا منهما بالحاجه الماسه لإقامة سلام شامل في السودان يخاطب جذور الأزمه وأسباب النزاع في السودان).. إنتهى
الحكومه والجبهه الثوريه معا فعلوا الكثير الذي يناقض هذا الكلام ويعيق تحققه ومجرد التفكير في المسارات الوهميه كانت فكره قاتله لحلم مخاطبة جذور الأزمه وأسباب النزاع وهذا نموذج واحد فقط يثبت تناقض أفعالهم مع قناعاتهم المزعومه والموجوده على الأوراق الموقع عليها من قبلهم..
الفقره السادسه في الديباجه (ورغبة منهم في إنهاء حالة الحرب والإحتقان السياسي والإجتماعي وإفرازاتها وأسبابها إقرارا منهما بأن الأزمه في شرق السودان سببها التهميش السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي).. إنتهى
سبحان الله عن أي شرق يتحدث هؤلاء المستهبلون وهل كانت توجد حالة حرب وإحتقان سياسي وإجتماعي قبل ظهورهم في جوبا ممتطين جواد الشرق وقضاياه؟ .
كيف يريدون أن يكونوا الحل والمشكله في آن واحد؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..