حـزنت نـفسي أن أمـوت بـعيدا … فـارجـعوني نـيل الـحياة جـديدا
كــم نـأيـنا وظــل مــلء صــدور … وعــقـول مـــا بـارحـت تـمـجيدا
قـــد عـشـقـناه نـيـلنا فـنـظمنا … أروع الـشـعـر سـائـغا وحـمـيدا
قـال شـوقي مـا قـال من أبيات … مــا أضـافت لـها الـليالي مـزيدا
يــتـغـنّـى وحـــافــظ يــتـمـنّـى … وكـــلا الـشـاعرين كــان فـريـدا
سـاكني مـصرهل لنا من رجوع … نـلتقي فـي مـرابع الـنيل صيدا
نـحـتسي رشـفـةً تـبـلُّ غـلـيلا … أو تــداوي مــن الـجـروح عـنيدا
كــل مــاء ســوى مـياهك يـبدو … آسـنـاً أو قــذى عـيـون صـديـدا
إن نـأيـنـا فــقـد بـقـيـنا بـقـلـبٍ … بـحـماكم يـحيا سـعيدا سـعيدا
قـول حـقٍ وصـدق حـسٍ عظيمٍ … فـالـمسافات لــم تـبدّل نـشيدا
إن نـــأى الـنـيـل أو نـأيـنـا فـإنـا … نــتــغـنّـى بــحــبــه تــغــريــدا
وطـني مـا الخلد المقيم ليُغْني … لـقـلـوبٍ تـــرى شـقـاءك عـيـدا
كــل عـيـدٍ بـغـير أرضــك مـسخٌ … يُـلـهب الـشوق يـستثير مـزيدا
أتـنادى يـا عـيد هـل مـن جديد … لـبـعـيد عــاش الـعـذاب وحـيـدا
حـمـل الـهـمَّ والـمـعاني كـبـارا … خــاصـمـتـه أيـــامــه تــحـديـدا
لم يجد في ضفافكم من حظوظ … أو يـجـد فــي فـراقـكم تـجـديدا
بــيْـد أنـــي بـأرضـكم أتـسـلى … أن أرى أهـــــلا أو أراه حــفـيـدا
كـلـما نـفسي نـازعتني إلـيكم … خـفـت مـن فـقرٍ يـنبري تـنكيدا
ذلُّ فـقرٍ أنكى على النفس مما … يـتـخـطّـى خـيـالُـنا مـسـتـعيدا
لــم أجـد لا بـالمال عـنك بـديلا … أو نــديــداً ولا طـعـمـت رغــيـدا
أبـدل الـشيب سحنتي ورماني … بـهـمـومٍ قـــد عـــاودت تـعـقيدا
فـمـتى أبـدلتنيَ الـحياةُ بـكأس … ألْـبـس الـنـاظريْن مـرأى جـديدا
حسن إبراهيم حسن الأفندي