مقالات وآراء

يا ماشي لي بيتك

سهير عبد الرحيم

يا ماشي لي بيتك
سوق معاك غيرك
يا ماشي لي بيتك
أرفع معاك أمك
وصل معاك أختك

الصيحات أعلاه أطلقتها مجموعة من الشباب النضر وقود ثورة 19 ديسمبر الظافرة وصناع الغد، وقفوا يرددون هذه الهتافات قبالة استاد الخرطوم، حيث كانت حناجرهم تعلو رغم ارتفاع درجة الحرارة وأزمة المواصلات الخانقة التي ضربت ولاية الخرطوم في الآونة الأخيرة.

وقف أولئك الشباب وهم يسألون النساء والفتيات في المحطة عن وجهتهم التي يقصدون في ظل ندرة المركبات العامة وخلو المواقف من البصات، ويبادرون بسؤال أصحاب المركبات الخاصة عن وجهتهم، ويجتهدون لتقريب المسافات البعيدة بين الراجلين والسائقين.

المدهش في الأمر كان استجابة الكثير من أصحاب المركبات الخاصة لتلك النداءات، وظهر ذلك جلياً في صعود الكثير من المواطنين الذين كانوا في انتظار المواصلات إلى سيارات أولئك الذين أفسحوا لمن يتسع حمله ببشاشة وطيب خاطر.

صيحات أولئك الشباب وما نتج عنها من استجابة يوضح جلياً أننا شعب معلم وبكل المقاييس، فقط كان ينقصنا الدليل والأمل.

هذه هي المبادرات والأفكار التي تبني الأوطان، (حنبنيهو) يجب ألا تكون مبادرة لإصحاح البيئة ورسم الجداريات وتخليد ذكرى الشهداء فقط.
بل يجب أن تمتد إلى سلوك الناس وثقافة التغيير والإحساس بالمواطنة والمسؤولية والرغبة في الإصلاح ومساعدة المحتاجين وبذل الجهد وإنكار الذات.

هؤلاء الشباب الذين اقتطعوا من وقتهم للتخفيف من أزمة المواصلات لم يكن يضيرهم انتظار زيد أو عبيد في موقف المواصلات، بل كان في زمن غابر جل همهم أن يزاحموا ليجدوا موطئ قدم في حافلة أو بص.

إنه التغيير لا محالة الذي يجعل الآخر يشعر بحاجتك ويسعى جاهداً لمساعدتك دون منٍّ ولا أذى.

فعلوا هاشتاق (يا ماشي لي بيتك) لمحاربة أزمة المواصلات، وإغلاق الطريق أمام تجار الجازولين وسماسرة أزمة المواصلات وأصحاب المركبات العامة أصحاب الضمائر النائمة والأخلاق الرخوة.

خارج السور

الأصح أننا لسنا شعباً معلماً فقط.. بل لدينا شباب هم المعلم الكبير.

الانتباهة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..