مقالات وآراء سياسية

السودان والعودة الى مجالس العالم

محمد عبد الله برقاوي

أكثرمن عقدين والسودان يكاد يكون نسياً منسيا في كثيرمن المحافل الدولية وبغض النظر عن فعاليتها من عدم ذلك ..ولكن مجرد التوقيع على دفترالحضور وعلى أعلى مستوى يشكل أهمية دبلوماسية  ذات مدلولات تفتح الطريق نحوتحقيق بعض المصالح التكتيكية الآنية أوالإستراتيجية البعيدة المدى.
وحتى إيران  التي ناصبت أمريكا العداء الى درجة ما صنع الحداد بالحديد كان رئيسها يحصل على تأشيرة الدخول الى الأراضي الأمريكية لحضور المحفل السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في ذات الوقت  الذي يمنع رئيس السودان من ذلك الحق باعتباره مطلوبا للمحكمة الجنائية ليس بتهمة تفجير بنايتي  مركز التجارة الدولية في الحادي عشرمن سبتمبر وإنما لانه متهم بابادة شعب السودان !
هذا العام  يأتي ذلك المحفل بالنسبة للسودان على غير ما كان يعلق كالغصة في حلق شعبنا وهويعيّر بعدم حضور رئيسه الذي أصبح مخلوعا في قفص الذل والمهانة التي  يستحقها باقواله وأفعاله .
فالسودان الذي حط من رأسه حكم العصابة الإسلاموية ودميتهم البشير لم يكن يستاهل كل ذلك  الإقصاء  وهو الذي كان دائماً مرفوع الرأس متقدما قادة القارة الأفريقية و زعماء العالم العربي متحدثاً باسمهم ومنافحا بكل جسارة عن قضاياهم العادلة.
لاشك أن عود السودان  لذلك المحفل الجامع   لقيادات العالم سيكون أحمداً ومحموداً ومحاطاً بكل الترحاب ..فقدعرف العالم كله فرادة شعبه صانع الثورات ويقيني أن كل الذين يدركون قيمة وطننا وأصالة أمتنا قد تحسروا كثيراً ونعوا أسفهم أن يظل السودان رهينا لمافيا لا تميز بين إدارة كتائب الجهاد الجامعية المضللة العقول بالشعارات والجعجعة التي لم تنتج إلا طحين الخراب وبين حكم وطن لوأنهم أداروه باشراك العقول النيرة واستشارة حكماء المعرفة لكنا قد استثمرنا هذا الزمن الغالي في رفعة هذا الوطن العزيز..لا الحط به في مؤخرة الشعوب  التي كانت تنهل من عذوبة أنهاره وتقتات من وفرة غلته!

 

محمد عبد الله برقاوي

mohammedabdullaalamin@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..