مقالات وآراء سياسية

الثورة والثورة المضادة وآفاق المستقبل القريب والبعيد البريد الوارد

أحمد الفكي

 

ككل الأحداث فى سودان الثورة تتحرك عناصر مختلفة وتتفاعل بعضها فى السر وبعضها علانية. بعضها من خارج أهل الثورة وهم الأعداء الواضحين من الكيزان الذين يتحركون بحذر شديد وأحيانا بصمت حتى تاتى اللحظة المناسبة للانقضاض على الثورة وخنقها. هم يعون حقيقة واحدة وهى العداء الذى لا يجامل ولا يتردد فى الوقوف ضدهم وكنسهم مرة واحدة الى مكانهم الطبيعي وهو مزبلة التاريخ. ولكنهم يراهنون على عجز وتردد قحت ووماحكاتها ولهم الف حق.

اللحظة المناسبة التى ينتظرونها سيقوم بإنجازها من هم فى قاطرة الثورة وخاصة قحت والحركات المسلحة وكل الجيوب الساكنة والتى ترى ان هذا القدر من الثورة يكفى للتسريع بانتخابات شكلية حتى وان تمت مراقبتها دوليا لان الطريق لم يمهد بعد لإحداث ديمقراطية حقيقية. وأنا أقول حقيقية وأعنى انها ديمقراطية تعيد النظر فى كل أوجه حياتنا من تعليم وصحة وقضاء وبوليس وخدمات ومشاركة فاعلة للمواطن الذى هو غاية الديمقراطية وسيدها.

ونحن كبشر نسعى دائما  للبحث عن أسباب التعثر والفشل خارجنا وهو امر طبيعى ومفهوم. فالذى يصيبه الزكام أتته العدوى من شخص اخر ولكن يكاد بالكاد يفكر فى جهاز مناعته وأنه قد يكون السبب الاول للإصابة. لذا دعونا نركز على عوامل الضعف فى صفوفنا وفى جهاز مناعتنا.

الثورة فعل مستمر لم ولن تتوقف خاصة وهى ثورة بعد ثلاثين عاما من مشروع الهراء الحضارى. المشروع الذى لم يفسد كل أوجه حياتنا فقط بل فرخ ملايين اللصوص والمنتفعين من حالة إعياء الوطن وبؤس المواطن.

الثورة فعل مستمر وعلينا ان نقيم دون ارتباك او خوف أماكن الخلل وتوصف العلاج ونبدا فى تعاطى الدواء على مرارته.

أولا يجب دعم حكومة السيد حمدوك وأخذها الى جانب الثوار. فهى حكومة لخدمة شعبنا وانجاز أهداف الفترة الانتقالية وتمهيد الطريق للديمقراطية.

يجب تفعيل لجان الأحياء وتجمع المهنيين وإعادة النظر فى العلاقة بين الحكومة والتجمع والتقييم الموضوعى لقحت وكسبها خلال الفترة الماضية. يجب تسيير مسيرة مليونية تطالب قحت بكشف حسابها من عدم الشفافية والوثائق التى يدور الحوار حولها وكأنها من فعل الشيطان وما يتم الان من استقالات من السيد الصادق ومن لف لفه. هناك فارق شاسع بين حزب الأمة وبين شباب حزب الأمة الذى هو جزء اصيل من هذه الثورة. كما ان هناك فرق شاسع بين قيادة الحزب الشيوعى والتى تبعد أميالا من الثورة  وبين كادره الوسيط وجماهيره التى هى جزء اصيل فى هذا الحراك.

هذه الثورة ملك للشعب السودانى. والشعب السودانى له الحق فى مراجعة ما تم ويتم باسمه وله الحق فى ترتيب أولوياته والتى لا تقف محاصصة قادة الحركات المسلحة الذى يجهزون بدلهم الأنيقة للمحاصصة على رأسها .

يجب عدم شخصنة الأمور ويجب ان نقيمها تقييما موضوعيا بلا انفعال. انها ثورة أمة دفع شبابها أغلى ما يملكون وهو حياتهم ولن نتركها للأعداء السافرين او المحجبين.

يحب ان تمضى هذه الثورة الى غاياتها.

الذى يتحدث عن  أوجه القصور ولا يغيرها لا علاقة له بالثورة والذى يسعى الى ثورة شكلية لا تلمس جذور  الخراب والبؤس التى قدم شبابنا ارواحهم من اجلها  لا علاقة له بالثورة.

يجب البناء فوق ما أنجزته الثورة والإصرار على التحسن المستمر الذى لا يتوقف. قد يؤدى التحسين فى هذه المرحلة الى اعادة النظر فى قحت بإدخال عناصر جديدة اليها او  ازالة بعض العناصر التى تعرقل الثورة وتعمل ضدها.

 

م

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..