مقالات سياسية

الدم المسفوح .. والصمت الجبان

كمال كرار

تطلع مظاهرة في نيالا تنضرب رصاص أو بمبان والهراوات والسياط تلهب ظهر الناس لأنهم فقط احتجوا على الأوضاع القاسية.
والبوليس الذي يقمع المواطنين ومعه الأمن وقوات أخرى يتلقي الأوامر من قيادته،وهي بدورها تتلقاها من الوالي المعين بأمر المجلس العسكري.
ومن أين يأتي البمبان والرصاص؟ من مال الشعب..ومن أين تدفع مرتبات الجهاز القمعي وبنزينه وعرباته؟ من مال الشعب.
وعجبا فإن مال الشعب الآن يقتل الشعب ..ومال الشعب المهدر على السلاح لو خصص للدقيق او لزراعة القمح لكانت العيشة في نيالا بعشرة قروش ،وشريط الملاريا بالمجان،وبخاخ الأزمة بواحد جنيه .
ولماذا يطلقون الرصاص على الطلاب؟ لأنهم خرجوا في مظاهرة سلمية.ولماذا قتل الثوار في مجزرة القيادة ؟ لأنهم اعتصموا سلميا.
وللأسف فإن بوليس وأمن وجيش الإنقاذ هو الآمر الناهي في هذه الفترة الإنتقالية العجيبة..ظاهرها حكومة مدنية لكن رئيس مجلس سيادتها عسكري وولاتها عسكريون..وكل جهازها التنفيذي من وكيل فما دون هم سدنة الإنقاذ المبادة.
وللأسف لا يستطيع رئيس الوزراء أن يسأل والي جنوب دارفور عما يحدث ..لأن الوثيقة الملعونة قالت كدة، ولا يستطيع حتى استعطافه بعدم قتل الأطفال..لأنه معين من المجلس العسكري ويتلقى أوامره من البرهان..ولا تستطيع الحكومة المدنية إقالته،أو إقالة أي موظف أو عسكري في ولايته لأن الوثيقة قالت كدة..
دعك من نيالا ..فالأجهزة الأمنية بالخرطوم نكلت أمس بالمتضامنين مع نيالا ..والقمع سيد الموقف ..ووالي الخرطوم العسكري ليس تبع الحكومة المدنية لأن الوثيقة قالت كدة ..والبوليس تبع الوالي ..والمواهي يدفعها الشعب لشراء الرصاص الذي يقتله..
إلي الآن ينتظر الشعب القول الفصل والكلمة الشجاعة من الحكومة المدنية لا بالشجب والاستنكار وإنما بالقرار الثوري الذي يأمرها بعدم التصدي لأي احتجاج،وبإقالة ومحاكمة والي جنوب دارفور..ووالي الخرطوم الذي يسير في نفس الطريق ..
ولو أن البعض في حكومة مابعد الثورة لا زال يخشى العسكر أو يصمت وهو يرى دم الشعب المسفوح فليتنحى لمن لا يخاف ولا يخشى في الحق لومة لائم ..
ولو أن الوثيقة تؤدي لقتل الثورة أو وأد الثورة فمزقوها غير مأسوف عليها ..
الثورة مستمرة يا ثوار ديسمبر المجيد ..

كمال كرار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..